غزة - وكالة قدس نت للأنباء
قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إن:" الشعب الفلسطيني هو من يقرر كيف ومتى تندلع انتفاضة ثالثة ولن يأخذ إذن من أحد للقيام بذلك"، معتبرا بان المقاومة الشعبية ستشكل الضربة القاسمة للاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أصبحت أكثر جدوى اثر حصول فلسطين على عضوية المراقب في الأمم المتحدة.
وقال العوض في حديث لبرنامج "كلام جديد" الذي يبث على قناة "هنا القدس" الفضائية :"اعتقد بان الرغبات التي نسمعها من أطراف سياسية بعينها في هذا الِشأن، هي رغبات لا ترتقي إلى مستوى الشعب الفلسطيني وتفكيره والجميع يحاول أن يحافظ على سلطته واستقرار وضعه بمعزل عن إرادة الشعب".
وأضاف :"الشعب الفلسطيني بلغ سن الرشد منذ فترة طويلة وهو لا يأخذ كليشيهات وأوامر فيما يتعلق باندلاع الانتفاضة لأنه (الشعب) هو الذي يحدد توقيت الانتفاضة وآلياتها وشكلها دون أي أوامر إدارية من أحد"، مشددا على أنه لا احد يستطيع أن يفرض على الشعب الفلسطيني القيام بانتفاضة جديدة وفي نفس الوقت لأحد يستطيع أن يمنع الشعب من الفلسطيني من القيام بانتفاضة إذا أراد ذلك.
وقال :"اعتقد أن هناك شكل من أشكال التوظيف لهذه القضية، ولكن نؤكد هنا أن الشعب الفلسطيني يعيش انتفاضة متواصلة منذ انطلاق الانتفاضية الأولى وصولا إلى الانتفاضية الثانية وما نشهده من هبات جماهيرية متلاحقة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وأشار العوض إلى ما شهدته الأشهر الأخيرة من سلسلة هبات شعبية في مواجهة الاستيطان عبر إقامة القرى الافتراضية بمناطقة الضفة الغربية والقدس، وما تشهده هذه الأيام من نهوض شعبي عارم في الضفة وقطاع غزة للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين يضع كل الوقع على "شفا حفرة".
ولكنه استدرك قائلا :"الثابت في هذه المسألة أن السلطة الحاكمة في قطاع غزة تريد الحفاظ على الأمن و الاستقرار، وهي متمسكة بكل تلابيبها بالتهدئة التي توصلت إليها مع إسرائيل في الفترة الأخيرة ، والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية أيضا متمسكة بحالة الهدوء والاستقرار ".
وقال:"ولكن إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي على هذه الشاكلة من تصعيد عسكري وعمليات استيطان متواصلة، و إذا ما استمر تهديد حياة الأسرى الذين يتساقطون أمواتا نتيجة الإهمال الطبي، اعتقد بان الشعب الفلسطيني لن يطرق أبواب احد من المسؤولين ليستأذن انفجار انتفاضته الثالثة (...)، مؤكدا أن كفاح الشعب الفلسطيني على مدار التاريخ كان محصلة عن حالة احتقان شعبي نتيجة ممارسات الاحتلال تجد اللحظة المناسبة للانفجار في وجه هذا الاحتلال ".
وأعرب عن اعتقاده بان التحذير الذي يبديه الجميع من انفجار شعبي واسع في مواجهة الاحتلال هو ناجم عن"سلوك احتلالي يتراكم يوم بعد يوم سيؤدي لا محالة إلى التصادم بين الشعب الفلسطيني التواق للحرية والاستقلال والعودة وبين الاحتلال الذي يريد أن يستمر احتلاله ويسمر استيطانه ويسمر بامتهان الكرامة الفلسطينية ".
وبين العوض بان الصراع مع الاحتلال صراع دائم تتبدل أشكاله، "وتحدث أمواج تارة خفيفة وتارة متوسطة وتارة عنيفة، ولكن في المحصلة الشعب الفلسطيني لديه بوصلة، وبوصلته الأساسية مواجهة الاحتلال وإقامة دولته المستقلة"، معتبرا بان الذي حرف هذه البوصلة عن مسارها "هو ست سنوات عجاف من الانقسام ست سنوات من التصارع على سلطة ناقصة السيادة".
وقال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني العوض"لا تستطيع هذه (السلطة) أن تؤدي خدماتها للمواطنين، بالعكس هي تحولت إلى جابي ضرائب على المواطنين في قطاع غزة وفي الضفة الفلسطينية، هناك ابتداع في كيفية جني الضرائب من المواطنين، وان يدفع المواطن ثمن وجود هذه السلطة بدل أن يدفع الاحتلال ثمن هذه السلطة".
وشدد على أن المطلوب من القيادات السياسية الفلسطينية الآن الارتقاء إلى مستوى طموح هذا الشعب والإسراع بمغادرة الغرف الخاصة والفئوية التي يبحث فيها كل طرف من هذه الأطراف على كعكة لم نأتي بها ، وقال :"من السابق لأوانه الحديث عن حصص من السابق لأوانه التمترس خلف المواقف الذاتية من السابق لأوانه التمتع بامتيازات افرزها الانقسام البغيض".
واكمل حديثه بالقول:" هذه اميتازات قدمها الاحتلال بالأساس، وبالتالي التصارع على ما قدمه الاحتلال بموجب اتفاقات أوسلو ما بعداها هذا أمر معيب ولا يتناسب مع تضحيات الشعب الفلسطيني ولا يتناسب أصلا مع تضحيات هذه الفصائل (..) لان الشعب الفلسطيني قدم التضحيات من اجل دولة مستقلة وعاصمتها القدس ومن اجل العودة والحرية والكرامة، ولم يقدم تضحياته ليتنصب عليه وزير هناك أو وزير هناك".
وقال :"بعد حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة، أصحبت المقاومة الشعبية أكثر جدوى لأننا الآن مسلحون باعتراف 138 دولة في الأمم المتحدة، موضحا بان "المقاومة الشعبية تشكل الضربة القاسمة للاحتلال، لان سلوك هذا الطريق يجعل من الترسانة العسكرية الإسرائيلية مجرد أكوام حديد ، هذا جربناه في الانتفاضية الأولى والانتفاضية الثانية في بداياتها ولكن عندما تمكنت إسرائيل من جر الانتفاضية الثانية للعسكرية استحضرت كل أدواتها العسكرية واستطاعت أن تغير الصورة أمام المجتمع الدولي ".
المصالحة..
وأكد العوض على ان المقاومة الشعبية لها مفتاح واحد هو المصالحة الوطنية "ومن يريد أن يحقق أهداف الشعب الفلسطيني من يريد للدولة الفلسطينية أن تقوم عليه أن يدخل لغرفة المصالحة الوطنية" .
وحول تأجيل لقاء المصالحة الذي كان مقرر عقده بين (حماس وفتح) اليوم الأربعاء في القاهرة قال العوض " يبدو أن كلا الطرفين يبحث عن مبررات التأجيل من الواضح أن حركة حماس التي سارعت لإلغاء اللقاء كانت تحرص على التذرع بأي ذريعة".
وأوضح بان ما يظهر من وراء المبررات التي تتحدث عنها الحركتين "انه لا جاهزية لدى حماس وفتح حتى اللحظة للبحث الجدي في القضايا التي تم ترحيلها خلال لقاء القاهرة الأخير، وهذا يعكس رغبة في تأجيل البحث في تشكيل الحكومة وتحديد موعد الانتخابات وهي الملفات التي كان مقرر بحثها في هذا اللقاء الثنائي".
وقال العوض:"اعتقد بأننا دخلنا دوامة جديدة يمكن أن نسيمها دوامة تطييب الخواطر(00) بعدما حدث من اختلافات بين الحركتين "على أثر مشادة كلامية وقعت عزام الأحمد وعزيز دويك خلال ندوة برام الله" تحولت الى تبادل شتائم ".
وتمنى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني خروج الحركتين من هذه المرحلة سريعا من أجل العودة مجددا لبحث القضايا المتعلقة بتشكيل الحكومة وتحديد موعد اجراء الانتخابات وفقا لما جاء في اتفاق القاهرة الموقع في الرابع من أيار 2011
الأسرى..
وحول قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، طالب العوض باستغلال حصول فلسطين على عضوية مراقب في الأمم المتحدة عبر الاستفادة منها بالتوجه لمحكمة الجانيات الدولية وملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى .
وقال :"آن الأوان للقيادة الفلسطينية أن تحسم ترددها بالتوجه إلى المنظمات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال، وألا تكتفي بوضع قوائم".
وأكمل حديثه بهذا الشأن قائلا "أنا اعلم بان القيادة الفلسطينية أعدت قائمة من 64 منظمة دولية وأبلغت الإدارة الأميركية أنها بصدد التوجه لهذه المنظمات إذا باشرت إسرائيل البناء في مناطق اتش 1".
واعرب عن اعتقاده بان هذا القرار غير صائب و"الصائب الآن هو أن نستفيد من الامتيازات التي يمنحها لنا الاعتراف بفلسطين عوض مراقب في الأمم المتحدة، والمسارعة بالانضمام إلى كل المنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات واتفاقيات جنيف الثالثة و الرابعة (...) وإلا ستكون إسرائيل نجت في إجهاض الهدف الفلسطيني من التوجه للأمم المتحدة."
وكشف العوض عن أن الوفد الفلسطيني الذي زار واشنطن مؤخرا وضع ثلاثة شروط لاستئناف العملية السلمية مع إسرائيل وهي:إطلاق سراح الأسرى وخاصة القدامى والمضربين عن الطعام، وقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام، عدم تواصل ابتزاز إسرائيل للشعب الفلسطيني وقيادته السياسية باحتجاز عائدات الضرائب، معتبرا بان هذا الموقف مهم ولكن يجب البناء عليه بوضع جدول زمني للانتساب للمنظمات الدولية.