مؤسسة ياسر عرفات تدعو الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لإلزامها بإطلاق سراح الأسرى

رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
ناشد مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي العمل والضغط على حكومة إسرائيل، وإلزامها بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين خاصة المضربين عن الطعام الذين يواجهون خطر الموت.

وشدد المجلس، في نداء خاص وقعه كافة الأعضاء، في الاجتماع السنوي السادس الذي عقد اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، على أن الاعتقالات الإدارية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين مرفوضة جملة وتفصيلا.

وترأس الاجتماع رئيس مجلس الأمناء عمرو موسى، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عضو المجلس نبيل العربي وشخصيات دبلوماسية مصرية وعربية رفيعة المستوى.
واعتبرت المؤسسة أن إعادة اعتقال عدد من الأسرى المحررين فيما عرف بصفقة شاليط، يعد انتهاكا للاتفاق الذي وقعته حكومة إسرائيل، وقامت جمهورية مصر العربية برعايته، مشددة على ضرورة إلزام المجتمع الدولي لإسرائيل بالكف عن تلك الأمور.

كما دعا مجلس الأمناء للعمل الجاد والمكثف لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وطالب الدول العربية والإسلامية بممارسة التأثير الإيجابي على الأطراف لإنهاء الانقسام وإنجاح جهود المصالحة.

وأكد المجلس ضرورة التحرك الفلسطيني والعربي الجاد لتأكيد مركزية قضية القدس وأولويتها، وضرورة الاهتمام بدعم مواطنيها ومؤسساتها في مواجهة التهويد الإسرائيلي المتواصل.
كما اكد استمرار متابعته لملف التحقيق في ظروف استشهاد الرئيس ياسر عرفات، مجددا تأكيد موقفه بمسؤولية إسرائيل عن اغتياله، حيث استمع الأعضاء إلى تقرير من رئيس اللجنة الطبية المكلفة بمتابعة التحقيق الدكتور عبد الله البشير، عن التطورات المتعلقة بالفحوصات للعينات التي أخذت من رفات الرئيس الراحل والتي قد تظهر نتائجها في الأشهر الثلاثة المقبلة.

وأكد عمرو موسى، في كلمته التي افتتح بها أعمال الاجتماع أن القضية الفلسطينية ستظل حية بدرجة كبيرة، وربما تشهد الأشهر المقبلة تحركا فاعلا لإحقاق الحق الفلسطيني بعيدا عن مفاوضات بلا جدوى، معربا عن تطلعه لحل عادل للقضية يرتكز على حق تقرير المصير.

ونبه إلى أن العالم العربي يمر بمرحلة فارقة في تاريخه وأن الآمال معقودة على المستقبل، حيث لن يعود إلى الوراء، وثمار ما تشهده دول المنطقة ستجنى خلال السنوات المقبلة.
وشدد نبيل العربي على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية والشغل الشاغل للعرب، حتى يتحقق حلم الرئيس الراحل ياسر عرفات، بقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

ولفت العربي إلى أهمية هذا الاجتماع، موضحا أنه يعقد بينما الإجراءات الإسرائيلية العدوانية في الأرض الفلسطينية المحتلة مستمرة حيث تحاول إسرائيل، في غياب رد فعل من قبل المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن، خلق واقع جديد على الأرض ووضع العوائق للحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 1967.

وأشار إلى أن نجاح فلسطين في الحصول على وضع دولة مراقب في الأمم المتحدة، في قرار تاريخي تم بأغلبية كبيرة، جاء تأكيداً على أن قيام دولة فلسطين المستقلة الحرة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، هو هدف واضح من أهداف المجتمع الدولي بأسره، ويعد تطوراً وانجازاً يجب البناء عليه، كما أن بوادر تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية سيعزز الموقف الفلسطيني باتجاه ترسيخ أسس الدولة الفلسطينية واستمرار الاعتراف الدولي بها.

واستعرض العربي محددات التحرك السياسي، الذي تبنته جامعة الدول العربية منذ قرار المجلس الوزاري فى17 تشرين الثاني الماضي الذي ينص على ضرورة إعادة تقويم الموقف إزاء مجريات ما يسمى مجازاً "عملية السلام"، معتبرا أنها باتت مجرد عملية مظهرية ليس الهدف منها تحقيق السلام الذي قررته قرارات الأمم المتحدة، ولن تحقق سلاماً وإنما إضاعة الوقت، بما يصب في مصلحة إسرائيل، التي تسعى دائماً إلى كسب الوقت والتسويف.

وحذر العربي من تمادي إسرائيل في تنفيذ مخططاتها لابتلاع الأرض الفلسطينية ومحاولة القضاء على حل الدولتين، الذي أجمع المجتمع الدولي منذ صدور قرار التقسيم في عام 1947 على أنه الحل الوحيد لهذه القضية المعقدة، وفي المرحلة الأخيرة على وجه الخصوص، انصب التركيز على معالجة تداعيات وآثار ومظاهر الاحتلال، المتمثلة بالمستوطنات، واستمرار اعتقال آلاف الأسرى واحتجاز الأموال الفلسطينية، بدلاً من التعامل مع الاحتلال الاستيطاني نفسه والعمل على إنهائه، وهذا توجه أثبتت التجارب أنه يفضي إلى المزيد من عدم الاستقرار وتهديد السلام ولم يحقق أي تقدم يذكر.

ودعا العربي إلى ضرورة إيجاد منهجية جديدة تعمل على تنفيذ القرارين 242 و338 تنفيذاً كاملاً وأميناً، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، بما فيها القدس المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة مكتملة المقومات على حدود 1967، وذلك في إطار زمني محدد وملزم، كما أنه من الضروري بلورة آلية متابعة أكثر فاعلية من الرباعية الدولية، التي أثبتت فشلها وقلة حيلتها.

وشدد العربي على دعم الجامعة العربية لمؤسسة الرئيس ياسر عرفات والاستعداد الكامل لبذل كافة الجهود لإنجاح أعمالها وتحقيق أهدافها.

ودعا رئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة، إلى الاستلهام من سيرة الزعيم الراحل ياسر عرفات بما يحقق الفائدة لنا جميعا خاصة في ظل ما نعيشه من هم عربي مشترك.
وأكد أهمية بذل المزيد من الجهود لإعادة اللحمة للصف الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية، ونوه إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما للحرم القدسي الشريف، وإلى الكيفية التي ستتم بها الزيارة لما لذلك من دلالات وآثار مهمة فيما يتعلق بموضوع السيادة على الحرم القدسي.

واستمع أعضاء المجلس إلى مداخلة حول جهود إنهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، الذين أكدا الالتزام بمواصلة الجهود لإنهاء الانقسام رغم بعض الخلافات التي اعتبراها غير جوهرية.

وبحث المجلس تطورات التحقيق في ملف استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، والقضايا المتعلقة بعمل المؤسسة وبينها متحف وضريح ياسر عرفات، وأقر التقريرين المالي والإداري المقدمين من مجلس إدارة المؤسسة الذي يرأسه ناصر القدوة.

ويذكر أن مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات يضم نحو مائة من كبار الشخصيات العربية والفلسطينية ورئيسه الفخري الرئيس محمود عباس.