أصبح بعد الانتخابات الأمريكية قليل من التفاهم بين المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بأنه لا يمكن أن يسود السلام دون منح الفلسطينيين حقوقهم ,وتنفيذ حل الدولتين وقبول إسرائيل بالشرعية الدولية بعد أن بدا الفلسطينيين التعامل بشكل واقعي مع المجتمع الدولي من خلال وثائق واليات عمل ,وبرنامج سياسي تدعمه كل الوان الطيف الفلسطيني ,لهذا أعلن عن زيارة اوباما إلى فلسطين وإسرائيل في نهاية شهر مارس يومى20 و21 والتى ستكون فى الواقع لذر الرماد فى العيون بخصوص القضية الفلسطينية0
ورغم ذلك يؤكد الجميع على ضرورة واهمية هذه الزيارة رغم الشك اذا ماكانت ستعيد هذه الزيارة المفاوضات الاسرائلية الفلسطينية المتوقفة ام لا, وطبيعة الاسس التى ستعود عليها؟, وهنا نتوقع بان لاتضغط امريكا كعادتها وتتدخل بشكل مباشر في ملف التسوية السياسية, وستركز فقط على تعزيز التحالف الاستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل،وإرضاء نتنياهو, كما ستركز على كل من ملفات إيران, ولبنان, وسوريا, ومصر, وانهاء الخلاف بين اسرائيل وتركيا ,وبعدها سيكون الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية وبدون ضغوطات آخر ورقة في برنامج اوباما0
لهذا ستكون زيارة اوباما إلى المنطقة لتعزيز التحالف بين امريكا واسرائيل ,وزيادة المساعدة الأمنية والاقتصادية لها, وتعزيز العلاقة الأميركية – الإسرائيلية للفترة المقبلة, والمحافظة على أمنها, ومساعدتها في التوصل إلى سلام مع جيرانها على مقاس إسرائيل, وزيادة العقوبات الاقتصادية على إيران، لذلك يجب الا نفرط فى التفاؤل ونعتقد أن أمريكا ستضغط على إسرائيل من اجل عملية سلام تكون لصالح الشعب الفلسطينى، ولا تراعي المصالح الأمنية لدولة إسرائيل لان الشواهد الامريكية على وقوفها ضد القضية الفلسطينية ودعمها الكامل لاسرائيل كثيرة منذ النكبة وحتى اليوم ,واخرها وقوف امريكا بشدة ضد مشروع عضوية دولة فلسطين فى مجلس الامن, وكذلك ضد مشروع العضو المراقب لدولة فلسطين فى الجمعية العامة, وممارستها الضغوط على دول العالم بعدم التصويت تحت حجة عدم خدمتها لعملية السلام ,وقامت بتهديد القيادة الفلسطينية وقطع المساعدات عن الشعب الفلسطينى ,ومازالت تهدد اذا ماتحرك الفلسطينيين نحو ابواب المنظمات الدولية, وهي من تدعم الاستيطان الصهيوني في فلسطين وخاصة في مدينة القدس0
لذلك فان زيارة اوباما للمنطقة لن تأتِ بجديد ومما يؤكد ذلك ,ان حكومة إسرائيل مازالت لا تبحث عن السلام ولاتفكر بالحل السياسي، ومستمرة في مصادرة الاراضى ,وتهويد القدس, وزيادة الاستيطان، وكل ماتخطط له حكم ذاتي للفلسطينيين ، وفصل غزة عن الضفة، وان تظل القدس والاغوار تحت سيطرتها بالكامل , في ظل دعم وانحياز كامل من الإدارة الأمريكية لهذه السياسة المتطرفة0
لهذا أقصى ماسيفعله اوباما حث الطرفين على البدء بالمفاوضات, وسوف يضغط علي الجانب الفلسطيني لتحريك عملية المفاوضات الميتة نظراً لتمسك الجانب الفلسطينى بشروطه, ومنها وقف الاستيطان بشكل كامل, لذلك فان زيارة اوباما لن تُسفر عن أكثر من استئناف مفاوضات االسلام وهو أمر تريده الحكومة الإسرائيلية كى تخرج من عزلتها الدولية, وهذا مااكده كيري حينما صرح: إن النافذة تُغلق أمام تحقيق حل الدولتين، ويجب عدم رفع سقف التوقعات فى هذه الزيارة, وان الرئيس اوباما لن يعرض خطة سلام على اسرائيل والفلسطينيين, لكنه يعتزم ان يصغى للطرفين, ولن نطرح خطة بقوة ونقول للكل ماعليهم ان يفعلوه, وبعد ذلك سترى الولايات المتحدة كيف ستمضى فى جهود السلام0ولكن اذا ارادت امريكا ومعها اوروبا التقدم فى العملية السلمية ,فيجب ان تعمل زيارة اوباما على فتح النافذة التى اغلقتها الحكومة الاسرائلية المتطرفة, وهذا يتطلب من اوباما الضغط على الجانب الاسرائيلى لكى يعطى قوة دفع كبيرة لعملية السلام ، وان يجبر الحكومة الاسرائلية على تقديم تنازلات لصالح القيادة الفلسطينية تساعدها في الانتقال إلى الدولة المستقلة, وان تضغط الإدارة الأمريكية لوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ,وإلزام إسرائيل بتنفيذ كل الاتفاقيات مع الجانب الفلسطيني, والعودة إلى المفاوضات من حيث توقفت مع وضع جدول زمني متفق عليه للتفاوض على قضايا الوضع النهائي 0
وفى المقابل يجب على القيادة الفلسطينية مواجهة حكومة الاحتلال والادارة الامريكية خلال زيارة اوباما وفى يدها اوراق الضغط واهمها المصالحة الوطنية ,لذا اصبح لزاما على الجانب الفلسطينى الإسراع في انهاء الاتقسام ،وان تتحمل كافة الفصائل الوطنية والاسلامية مسؤولياتها التاريخية لمواجهة الصعوبات والمشاكل التى تواجهها القضية الفلسطينية في ظل تجاهل أمريكا والعرب للقضية الفلسطينية وتعنت العدو الصهيونى 0
إن الرد الحقيقي المطلوب على المواقف الامريكية ضد القضية الفلسطينية, وغطرسة الاحتلال فى الاعتداء على الحقوق الفلسطينية ,يتطلب انهاء الانقسام, والعمل بإستراتيجية وطنية جديدة تتضمن كافة أشكال المقاومة التى اقرتها الشرعية الدولية ، والانضمام إلى المؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، وحشد المزيد من التضامن العربى والاسلامى والدولي مع الشعب الفلسطيني.ان الأفق السياسي لزبارة اوباما مازال مفتوحا ,ورغم ذلك يجب الا نتفاءل كثيرا حتى لا نصدم فيما بعد بالنتائج السيئة، لأن الحكومة الاسرائلية مازالت بعيدة عن خيار السلام ,ومستمرة فى اعتدائها على الشعب الفلسطينى وتنكرها لحقوقه المشروعة0
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت