كنا كلما تحدثنا ومنذ الانقسام بأن الحالة الفلسطينية الآنية هي بلا عودة كان قلائل هم من يشاركوننا الرأي رغم أن الغالبية العظمى من شعبنا قد وصل اخيرا إلى قناعة عقلية بأن الحالة هي فعلا بلا عودة رغم ما يجتاح العاطفة الفلسطينية من أمل لا ينقطع برغبة وحاجة الشعب الفلسطيني للحمة والوحدة.
كنا ومازلنا نقول بأن الانقسام هو بلا عودة ونَظّرنا لذلك مبكرا بأن الحل لا يكمن في الرغبات والحاجة الموضوعية لشعب مازال تحت الاحتلال وأن النوايا والحيثيات والواقع هي عوامل غالبة في العمل السياسي وتعمقت هذه النظرية أكثر مما مضى بفعل العولمة والاحتكار والمال السياسي المتوحش كما توحشت العولمة وتراجعت القيم والنظارات (paradigm) والمفاهيم والانتماءات للوطن.
الانقسام الفلسطيني بلا عودة لأن تغيرات القضية الفلسطينية تاريخيا على ما يبدو دائما بلا عودة ( باستثناء أوسلو المكروه ).
الانقسام الفلسطيني بلا عودة لان الصراع بين حماس وفتح و منظمة التحرير الفلسطينية هو صراع إحلالي واستئصالي ازدادت حدته وعريه بعد الربيع الاسلامي الإخواني وخاصة في مصر بعد أن كان الادعاء بأنه صراع بين برنامجين يمكن أن يتعايشا على الأقل بفعل الاحتلال.
الانقسام الفلسطيني بلا رجعة لأن من قسموا الوطن قبل تحرره مازالوا أحياء ولأن المسئولين عن التقاعس عن حماية الوطن مازالوا أحياء ولم يحاسبوا جميعا ولم يحاكموا على ما فعلوه جميعا من خسائر وتراجع للقضية الوطنية ومعاناة الناس ، بل ما يزيد الطين بلة أنهم هم من يتلهون ويلهون الناس في مسرحياتهم ومازالوا متنفذون في أحزابهم ويقمعون أي تغيير في أحزابهم ومن الجمهور.
الانقسام بلا عودة لأن الانقسام هو تدخل خارجي كسبب ونتيجة حيث التدخل الخارجي في قضيتنا الفلسطينية أصلا ومنذ البدء في الصراع العربي الاسرائيلي هو سبب ونتيجة .
الانقسام هو بلا رجعة لأن المصلحة الاسرائيلية تقتضي ذلك وهو كان ومازال في خدمة المشروع الصهيوني.
الانقسام بلا عودة لأن المنقسمين يستدرجوا بعضهم كل لمصلحته وليس لبرنامجه وسيستمر الحال الفلسطيني هكذا مادامت إرادة الشعب في انتخاب قيادته الجديدة مصادرة بالحديد والنار في دولتينا البوليسيتين.
الانقسام بلا عودة لأن مشكلة فتح وحماس أكبر من قضية فلسطين والحزب أصبح في عصرهم المجيد أكبر من فلسطين.
الانقسام بلا عودة لأن السياسيين والمثقفين والقادة من غير المنقسمين والقادرين على انقاذ الشعب الفلسطيني من براثن الانقسام لم يتمكنوا بعد من التقدم نحو المطلوب منهم ضميريا وكاريزميا وموضوعيا لفرض الامر الواقع على المنقسمين.
الانقسام بلا عودة لأن حربين على غزة وتهويد الأرض ومعاناة شعبية بحجم العالم وتمزق اجتماعي وأمراض سياسية واجتماعية واقتصادية خطيرة لم تجبر المنقسمين على التراجع لإنقاذ الشعب والقضية.
وأخيرا وليس آخرا الانقسام بلا عودة لأن المنقسمين يسعون للتفاوض المباشر وغير المباشر مع اسرائيل ولا يسعون للتفاوض مع شعبهم .. لا تقلقوا فالانقسام في أيد أمينة لكل ما هو في غير صالح فلسطين وأي شعب هم يحكمون وعن أي شعب هم يدعون التمثيل والتحرير وإذا كان الانقسام بلا عودة فمن يأمل من هؤلاء أن يحققوا حق العودة ؟ سؤال ساخر وساذج بحجم سخريتنا وسذاجتنا للمطلوب فيما يحدث في فلسطين.
2/3/2013م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت