ارحموه وأنصفوه!!!

بقلم: رامي الغف


يا قادة الوطن اذكروا نعمة الله عليكم، فيوم كنا لا نستطيع الدخول إلى وطننا إلا بتأشيرات ننتظرها شهور كاملة ويوم كنا نلتحف السماء ونفترش الأرض نتيجة العدوانات والانتهاكات من قبل إسرائيل التي قتلت أولادنا ودمرت بلادنا، والآن وقد منٌ وانعم الله علينا وأصبحت مقاليد حكمنا بأيدينا وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، فالوطن لن يحكمه غيركم وأنتم من ستطوره وتنموه وتعلوا شأنه، ولكن ما زالت العقد والأزمات السياسية الواحدة تلو الأخرى تعصف بهذا الوطن وما تكاد تنفك أحداها حتى تلحق بها العديد من الأزمات وحتى هذه اللحظة لم يكتب لها أن ترى النور أو تجد الحلول الناجعة والجذرية, حتى أصبح هنالك كم هائل من المشاكل المتراكمة والتي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم حتى بات الصراع السياسي يصدر إلى الشعب المكافح والذي لا يعي في حقيقة الأمر إن النزاعات السياسية القائمة هي على حساب وجوده ومواطنته، فيما يتجه البعض إلى البحث عن معطلات الحل بدلا من إظهار الجدية في معالجة الأزمات والتي دخلت في متاهات معقدة وبالغة في الخطورة مما ينذر من احتمال انزلاق العلمية السياسية إلى منحدر خطير.
إن الشعب يحلم بكهرباء تستمر وبماء صالح للشرب وبأنبوبة غاز وبقليل من البنزين أو السولار، ولكن ما نشاهده أن البعض من القوى والكتل والأحزاب السياسية العتيدة فلا شأن لها بهذه (التفاهات)، ذلك لان اهتماماتها اكبر من ذلك، فمنها من هو مشغول في كيفية الوفاء والولاء لهذه الدولة أو تلك، والبعض همه كم من الحقائب الوزارية التي سوف يحصل عليها عند أي تشكيل وزاري جديد، وأي من الحقائب التي يأتي منها الرزق مدراراً، والبعض ما انفك مشغولاً حتى بالعملية النضالية في الوطن، ورغم هذا فهناك من يفكر طوال الليل والنهار كيف يكون في خدمة هذا الوطن الغالي، رغم إنهم لا يمتلكون حتى حقيبة وزارية واحده أو مقعد في المجلس التشريعي أو متنفذون بالقرارات، ولكن هذا هو المنهج وتلك هي توجهاتهم وأهدافهم فهم بحكمتهم وحنكتهم وفطنتهم عملوا على تسليح أنفسهم بروح المحبة والولاء للوطن لا لروح الكره والبغضاء.
هذا الشعب الذي نشأ في زمن الكدح والمثابرة فهام بحب الوطن ومحبة قادته، تشربوا محبة الوطن والإخلاص له، وكذلك الإخلاص لقيادته سمعاً وطاعة، يدفعهم حُب نابع من القلوب لا خوف ولا رياء ولا سمعة، وعندما يتعلق الأمر بأمن وازدهار الوطن فالشعب كله يد واحدة بجميع أطيافه وألوانه، الوحدة تجمعهم والمحبة الصادقة توحدهم، وكل أزمة تمر بهم لا تزيدهم إلا صلابة وثباتاً والتفافاً حول قادتهم بدافع الحب والموالاة، فشعاره الدائم والراسخ حب الله ثم الوطن وقادته المخلصين، يدعون إلى نبذ الفرقة والدعوة إلى الوحدة والوقوف صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن أو المواطن، أو حتى مكتسباته وإنجازاته فسطروا أعذب كلمات الحب والولاء والحرص على أمن وطنهم وقضيتهم.
إن من بين كل شعوب العالم لا نرى ابسط ولا اقل سقف مطالب من تلك المطالب التي يطلبها هذا الشعب المكافح، فلا نجده الا راض بأقلها وابسطها و يخجل من المطالبة ويأنف من البوح بما يجول في داخله، فلو أراد أي إعلامي او صحيفة او مؤسسة ان تقوم باستطلاع للرأي عن مطالبه لوجدها كذلك, فهم يطالبون قادة الوطن بان يحلو خلافاتهم وهذه عبارة عن أماني عامة، أما أحلامهم الخاصة ستجدونها أيضا إنهم يطالبوا القادة بان ينسوا الخلافات وليلتفتوا الى خدمتهم ووطنهم التي وجدوا من أجلها، هكذا يفكر هذا الشعب فقد نسى كل تلك الأحلام الوردية ورضي بالقليل ونسى الكماليات واكتفى بأدنى الأساسيات ونسى كل شيء ليفكر بالأهم في نظره النعمتان المفقودتان الصحة والأمان, فمتى يقنع قادتنا بهذا ويعمل على تحقيق أحلامهم.
مجرد تساؤل إلى من ينطبق عليهم وصف قادة الوطن ومؤسساته أين تجدون مثل هذا الشعب، من يتناسى نفسه وينكر ذاته في ألذ اللحظات وأجملها ليذكركم بمسؤولياتكم أين تجدون احرص منه عليكم، الشعب الذي ظلمتموه وأنصفكم وحرمتموه وأعطاكم وتناسيتموه وذكركم استغليتموه ولم يشتكي، لأنه يعتقد بان الشكوى لغير الله مذله شعب عزيز نفس، فيحتاج من يكرمه ويهتم بشئونه.
أين تجدون مثل هذا الشعب فأجيبوه على بساطة طلباته, أنصفوه ولو لمرة واحدة نعم هذا ما وجدته في أماني هذا الشعب فلا زال يتمنى من قادته ان ينصفوه ولا زال يرتجي منهم خير على الرغم من كل ما فعلتموه.
• نقطة ضوء:
• الغباء ألا نعرف ما نريد ونقتل أنفسنا لتحقيقه.
إعلامي وناشط سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت