لا أهلا ولا مرحبا بكل من لا يؤيد حقوقنا

بقلم: عماد عبد الحميد الفالوجي


نحن العرب تميزنا بكرم الضيافة واحترام الضيوف وكتب في وصف ذلك الكتاب والشعراء ، ولم يكن من عادة العرب التفريق بين الضيوف بل لا يسأل الضيف عن حاجته إلا بعد أن يأخذ كامل حقوق الضيافة ، ولكن في ذات الوقت فإن العرب اشتهروا أيضا بصيانة حقوقهم ودافعوا عنها بكل ما يملكون ولم يفرطوا أبدا بكرامتهم مهما كلفهم ذلك من ثمن .

خلال أيام سيحل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضيفا على دولة فلسطين وسيتم استقباله بشكل رسمي ، في ساحة المقاطعة – مقر الرئاسة الفلسطينية – وبالتأكيد ومن المفترض ان يكون هناك بروتوكول الزيارة وهذه الزيارة الأولى لمسئول أمريكي رسمي بعد حصول دولة فلسطين على العضوية في الامم المتحدة أي أن الرئيس الأمريكي سيقوم بزيارة رسمية الى دولة فلسطين – هكذا اسمها رغما عنه – وبغض النظر عن موقف دولته خلال التصويت ، ولم يعد الاسم الرسمي لمناطق السلطة الفلسطينية بل " دولة فلسطين " ، وبالتالي يجب عليه أن يخضع لأدب الزيارة واحترام المكان والأرض التي سيقف عليها لأنه سيكون على أرض دولة فلسطين .

وهنا أستذكر زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عندما زار قطاع غزة وهبط بطائره على أرض المطار كانت معركة بروتوكولية سبقت الزيارة وكانت النقاشات الساخنة حول كل حركة وكل خطوة سيخطوها على أرض مطار غزة وأصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات – رحمه الله – أن يستعرض معه حرس الشرف الفلسطيني وأن يمر الرئيس الأمريكي تحت العلم الفلسطيني ويمارس معه طقوس ترسيخ ملامح الدولة الفلسطينية .

واليوم وبعد اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين يجب ترسيخ هذا الاعتراف بشكل عملي خلال زيارة رئيس أكبر دولة صوتت ضد القرار حتى يرفع الحرج عن الدول الأقل شأنا ، اليوم يجب أن يرى المجتمع الدولي من خلال هذه الزيارة الدولة الفلسطينية برموزها الوطنية الثابتة ، يجب أن يمر الرئيس الأمريكي من تحت العلم الفلسطيني ويستعرض حرس الشرف الفلسطيني على نغمات السلام الوطني الفلسطيني وتصطف كبار الشخصيات الفلسطينية لاستقباله ، ويجب أن يسمع المجتمع الدولي من الضيف ما يليق بالمكان الذي يقف عليه ، وسينظر إليه من قريب مبتسما روح الشهيد ياسر عرفات – رحمه الله – فإما أن يقوم الرئيس الامريكي بوضع إكليل من الزهور احتراما لرمز هذا الشعب الفلسطيني وإما يتجاهل هذا الحق ، فإن فعلها كانت نقطة إيجابية معنوية تسجل للرئيس الأمريكي وإن لم يفعلها فقد أضاع شرف لا يستحقه .

ولكن إذا كانت المكابرة والغطرسة الأمريكية هي سيدة الموقف خلال هذه الزيارة فلا أهلا ولا سهلا بأي زائر لا يحترم مشاعر الشعب الفلسطيني وإذا حاول الرئيس الأمريكي خلال هذه الزيارة الاستمرار في ممارسة النفاق السياسي لصالح الكيان الإسرائيلي فإن هذا يعني استمرار سياسة التحدي لحقوق شعبنا ، ولا أعتقد أن شعبنا مستعد لقبول أي إهانة قد يوجهها هذا الرئيس لشعبنا .

تأتي زيارة الرئيس الأمريكي وشعبنا الفلسطيني يخوض معركة الأسرى وعلى مسافة ليست بعيدة عن مكان الزيارة سيسمع الضيف الزائر صوت الأمعاء الخاوية لأسرانا وسيسمع صوت الأمهات وعائلات الأسرى وهو يدعى أنه على رأس دولة ترفع شعار حقوق الانسان ، فهل سيكون له موقف من كل ما يسمع ؟

الرئيس الأمريكي ضيفا على دولة فلسطين ، فهل ستكون كذلك ؟

م. عماد عبد الحميد الفالوجي

رئيس مركز آدم لحوار الحضارات

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت