رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أكد محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال ممارساته تجاه المسجد الأقصى والمدينة المقدسة إلى تحويل الوضع كما هو الحال في الحرم الابراهيمي في الخليل.
وأوضح الهباش في حديث لبرنامج "نافذة على الصحافة" الذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية، أن الاحتلال يريد أن يفعل ما طالب به سابقاً الكنيست الإسرائيلي بالتقاسم المكاني والزماني في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، مشدداً على أن ذلك ينذر بخطورة بالغة ومخاطر جمة.
وأشار إلى أن ما تسعى إليه سلطات الاحتلال يستدعي تحرك عربي وإسلامي ودولي لإيقاف هذه الممارسات، في ظل أن إسرائيل تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع وجعل العرب والمسلمين والعالم يُسلم بهذه السياسة.
وحول الدعوات التي يزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إستعداده للعودة للمفاوضات، شدد الوزير الهباش على أن تلك الدعوات الإسرائيلية لا تنم إلا أن عن أسلوب الخداع والتصليل الذي يتبعه نتنياهو و وقال إذا كان (نتنياهو) فعلاً يريد المفاوضات عليه أن يعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والمسجد الأقصى.
وأضاف أنه لا يوجد أي حراك عربي رسمي تجاه ما يجري في القدس حتى في أضعف الإيمان، حتى أن الشعوب لا تتحرك، وخاطب الشعوب العربية والإسلامية قائلا "إذا كانت حكوماتكم وقادتكم لا يتحركون فلتتحركوا أنتم لنصرة المسجد الأقصى من الخطر الذي يحدق به".
وطالب الهباش الشعوب العربية والاسلامية بشد الرحال إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس و"ذلك أضعف الإيمان، لأن هذا ما سيجبر إسرائيل على مراجعة كل خطواتها وخططها، لأن السكوت العربي هو من يغري إسرائيل للتمادي في أفعالها وممارساتها."
وشدد على أنه لا يوجد أي مبرر يذكر لهذا السكوت والصمت العربي و الاسلامي، في ظل أن العرب والمسلمون لديهم إمكانيات رهيبة على المستوى المعنوي والمادي لدعم المدينة المقدسة، ولكن هذه الدنيا جعلتهم يحبونها ويتعلقون بها وينسون المسجد الأقصى. حسب قوله
وحول أي إتصالات مع الدول العربية والإسلامية لحثها على التدخل والضغط على إسرائيل، قال الهباش "هناك أحاديث وإتصالات وجهود حثيثة لا تتوقف مع تلك الدول لكن دون جدوى ودون ردود فعل وكل ما يصلنا هو تعاطف معنوي فقط."
وأكد "أن أقصى ما يقوم به العرب هو عقد المؤتمرات وهي بالكاد تُعقد، وتأتي تلك المؤتمرات فقط لذر الرماد في العيون، حتى أن قمة سرت الليبية التي قررت مبلغ 500 مليون دولار لدعم القدس قبل 3 سنوات وأكد على ذلك عدة قمم بعدها، لم يصلنا بعد هذه السنوات إلا 70 مليون وبقيت لدى الجامعة العربية ولم يتم تحويلها".
وأضاف وزير الأوقاف والشؤون الدينية، "أن كل ما نريده من هذه الدول العربية والإسلامية هو أن يقوموا بزحف سلمي فقط للأقصى ولا نريد منهم أموالاً فليصلوا هناك ويجلسوا ويتعلموا منها"، مستنكراً كل الدعوات التي تحدثت بأن زيارة القدس فيها تطبيع مع الاحتلال، مؤكداً بأن هذه الدعوات "التهميشية" تعني أنهم يقدموا المدينة المقدسة والمسجد الاقصى على طبق من ذهب لإسرائيل.