قبل احد عشر عاما يوم الجمعة بتاريخ 8-3-2002 وفي يوم الجمعة بقرى شرق خان يونس كان هناك معركة بطولية جسدت أسمى معاني الشجاعة والإباء من أبناء المنطقة الشرقية وأبناء الأجهزة الأمنية "قوات الأمن الوطني الفلسطيني " ، حيث كان هناك توغل للاحتلال الإسرائيلي من أكثر من محور لبلدتي خزاعة وعبسان الكبيرة في الثامن من مارس للعام 2002 .
ومن المفارقات العجيبة وبركة الأرواح الطاهرة لأولئك الشهداء أن تأتي ذكراهم الحادية عشرة في نفس اليوم الذي استشهدوا فيه ألا وهو يوم الجمعة خير الأيام .
تصدى الشهداء الأبطال بأسلحتهم البسيطة لاعتى الآلات الحربية الإسرائيلية من دبابات ومدرعات وطائرات مروحية استخدمها الجيش الإسرائيلي في هذه المعركة .
ذلك اليوم الذي جعل في كل شارع في قرى شرق خان يونس وبالأخص خزاعة وعبسان الكبيرة شهيد ، وجعل الأرض تتخضب باللون الأحمر القاني من أجساد هؤلاء الشهداء الميامين .
في هذا اليوم ارتكبت القوات الإسرائيلية الغادرة مجزرة بشعة بحق هؤلاء الأبطال وقامت الدبابات بدوس أجساد بعضهم حقداً وغلاً عليهم لشجاعتهم المنقطعة النظير.
في هذا اليوم استشهد ستة عشر فارساً من خيرة أبناء المنطقة الشرقية ومحافظة خان يونس روت دمائهم الزكية ارض بلدتي خزاعة وعبسان الكبيرة شرق محافظة خان يونس في يوم الجمعة هذا اليوم المبارك وكان على رأس هذه الكوكبة الشهيد اللواء الركن : احمد مفرج “ابوحميد” قائد قوات الأمن الوطني في المنطقة الجنوبية الذي روت دمائه الزكية ارض عبسان الكبيرة مقبلا غير مدبراً مع مرافقيه:
الشهيد رياض عطا القصاص (قوات الأمن الوطني )
الشهيد إيهاب عبد الكريم الثلاثيني (قوات الأمن الوطني )
الشهيد عارف رمضان حرز الله (قوات الأمن الوطني )
وأبناء بلدة خزاعة :
الشهيد موسي محمد النجار (قوات الأمن الوطني )
الشهيد :اشرف سلمان النجار (قوات الأمن الوطني )
الشهيد بكر حسين النجار
الشهيد محمود شحدة قديح
الشهيد رياض محمد ابوريدة
الشهيد محمد توفيق ابوريدة
الشهيد خليل زرعي قديح
الشهيد خالد ابراهيم قديح
وأبناء بلدة عبسان الكبيرة:
الشهيد :مروان سلمان ابومطلق
الشهيد :حسام شحدة ابوطير
الشهيد :أيمن إبراهيم أبو طير (جهاز الأمن الوقائي)
الشهيد : ابراهيم يحيى أبو دقة
لن ينسى كاتب هذه السطور مارأى بأم عينيه من بسالة وشجاعة هؤلاء الشهداء الأبطال الذين رفضوا التراجع أمام جنازير دبابات الاحتلال التي أكلت أجساد زملائهم أمامهم كانوا مثالا للقادم والتضحية وتطبيقا لمقولة لن يمر الاحتلال إلا على أجسادنا ، نتذكر الشهيد أيمن أبو طير الذي كانت له صولات وجولات مع القوات الخاصة الإسرائيلية قبل يومين بتاريخ 6-3 2002 خلال توغل بالأطراف الشمالية لبلدة عبسان الكبيرة حيث جندل منه اثنين ،وقد استشهد في هذا اليوم جمال أبو حمد وعبد الغني أبو دقة من بلدة عبسان الكبيرة .
والحديث يطول ولا تسعه هذه السطور للحديث عن صولات وجولات ومناقب شهداء هذه المعركة .
نستذكر الشجاعة المنقطعة النظير أيضا للواء الركن : احمد مفرج "أبو حميد قائد قوات الأمن الوطني بالمنطقة الجنوبية حين رفض التراجع وتقدم بسلاحه الشخصي برفقة حراسه ليستكشف المنطقة وحين أطلق الاحتلال الإسرائيلي عليه النار رفض التراجع وبادرهم إطلاق النار من سلاحه الشخصي ومن ثم قام مرافقيه بإطلاق النار على جنود الاحتلال المتمركزين في دبابتهم المصفحة وقناصتهم المتسترين ببعض المنازل وارتقى الشهيد أبو حميد مرافقيه إلى العلياء بعد أن نالت منهم نيران القناصة والدبابات الإسرائيلية .
الشهيد أبو حميد الذي تشهد له كافة خطوط المواجهة بشرق وغرب خان يونس"حاجز التفاح " والمناطق المحاذية للمستوطنات حيث هو أول من كان يشرف على قوات الأمن الوطني وهي تتصدى ميدانيا لأي تقدم أو توغل تقوم به قوات الاحتلال غرب أو شرق خان يونس .
ويشهد كاتب هذه السطور للشهيد أبو حميد صولات وجولات بالتصدي لقوات الاحتلال على حاجز التفاح حيث كان بنفسه جنبا إلى جنب مع جنود الأمن الوطني الميامين الذي استشهد عدد منهم خلال معارك التصدي للاحتلال بغرب خان يونس.
في هذه الذكرى ا نترحم على الشهداء الأبطال الذين كانت دمائهم نبراسا وطريقا لكل فلسطيني حر يقاوم المحتل وهذه المعركة هي وسام شرف على صدور أبناء المنطقة الشرقية بخان يونس ورجالات الأمن الوطني الفلسطيني .
بقلم : صلاح أبو صلاح
صحفي وكاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت