ورغم جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل مع الدول العربية الضعيفة وقتها لخروجها من براثن الاستعمار الغربي الامبريالي . وقلة امكانيات المقاومة الفلسطينية المسلحة من حيث قلة السلاح والتجهيزات العسكرية المتواضعة والذاتية . إلا أنهم لم يتمكنوا من اسكات صوت البندقية الفلسطينية التي أبت أن تنثني عن القتال المقدس مع الغاصب الصهيوني .
فالكيان الصهيوني ، من خلال المنظمات اليهودية المسيطره على سوق المال في العالم الغربي وعلى أغلب الصروح الاعلامية في العالم من صحف ومحطات تلفزة وغيره من أدوات الاعلام ، وكذلك سيطرت اللوبي الصهيوني على معظم المنظمات والهيئات الدولية شبه الرسمية ، ودور اللوبي الصهيوني في الانتخابات الامريكية وفي العلالاقات الامريكية الاسرائيلية ودعمها لاسرائيل ماديا ولوجستياً ، ولا ننسى الدسائس والاغتيالات لمعظم رجالات وكوادر الكفاح المسلح الفلسطيني عبر تاريخ الصراع ، فمعظم من كانت بنادقهم نابضة بالشرر والرصاص ولعبوا دوراً عظيما في تأجيج روح المقاومة الباسلة ضد الكيان الصهيوني قد تم تصفيتهم واغتيالهم ، على أمل انتهاء المقاومة وقبول الشعب الفلسطيني بالحلول الاسرائيلية للصراع . إلا أن شعب الجبارين وحرائره ما زلن ينجبن الابطال تلو الابطال واروح شهدائه الابطال ما زالت تحوم فوق الاراضي المغتصبة ، مؤرقه أحلام الصهاينة . فمن انجب سعد صايل ووديع حداد وخالد نزال وابو جهاد وماجد ابو شرار وابو علي مصطفى وخالد نزال والشيخ احمد ياسين وغيرهم الكثير الكثير ممن أروت دمائهم أرض فلسطين الطاهرة وأراضي العالم . جميع هؤلاء لم يموتوا سدى فهم خالدون في ذهن كل طفل فلسطيني يولد وبه جذوة النضال وعنفوان الثورة كما عهدوها لدى أسلافهم ممن قضوا لأجل لتحرير فلسطين .
فكل يوم ينام الاسرائيلي وهو خائف على نفسه من حزام ناسف ، او صاروخ فلسطيني الصنع او قنبلة او رصاصة بندقية ، أو حتى أصبحوا يرتعبون من الحجارة ، رغم قلاعهم وحصونهم ومستعمراتهم المحصنة بشدة .ورغم سياسات العزل العنصري والتهويد وهدم القرى بكاملها وتهجير أصحابها فهم يعلمون أنهم لم يستطيعوا إطفاء الشعلة الفلسطينية ، شعلة النضال والتحرير الشعلة التي تؤرقهم والتي جعلتهم يعيشون حالة طوارئ وإستنفار أمني منذ تشكيل ما سمي بدولة اسرائيل . ولا ننسى خوفهم من الغد ومما به من مفاجئات عجزو عن توقعها رغم جميع جهودهم لفهم سيكولوجية الشعب الفلسطيني الذي حيرهم فهمه والذي تميز باصراره ونضاله وتحركه الدائم واللحوح لتكون القدس عاصمته الابدية . لانه شعب لا يعرف الخوف وإيمانه بقضيته ايمان مطلق ولن يقبل بغير تحرير كامل التراب الفلسطيني .
وحتى رغم تبدل طبيعة الصراع والجهود الدبلوماسية التي يبذلها الكيان لتحيد القضية الفلسطينة ، وعزلها عن العالمين العربي والاسلامي . بحيث لا تكون القضية المركزية للعالمين العربي والاسلامي ، ونجحت في ذلك من خلال الاتفاقيات التي أبرمتها مع بعض الدول العربية ، كاتفاقية أوسلو، ووادي عربة ، وقبلها كامب ديفيد ، غير الاتفاقيات السرية مع معظم الانظمة العربية والاسلامية ، وجميع المؤامرات على الشعب الفلسطيني من العالم أجمع الا ماندر. ففلسطين في قلب جميع الشعوب العربية والقضية الفلسطينة ، هي القضية المركزية لهم رغم تواطؤ الزعماء والقادة العرب بأنظمتهم الشمولية وأجهزتهم الأمنية التي أنهكت المواطن العربي الذي يلهث لتأمين لقمة الخبز لعياله . وهذا التهميش للشعوب العربية المغلوب على أمرها ، وعزلة الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه العسكري والسياسي . فما زالت القدس عربية رغم جميع الانتهاكات الصهيونية التي نراها كل يوم وعلى مدار الساعة .
فالشعب الفلسطيني المدرك تماما لحجم معاناته وأنه من سوف يزيل شوكه بيديه ، فنجده نابضاً في رام الله ونابلس والخليل وطولكرم وغزة وجباليا وفي جميع قرى ومدن فلسطين وفي المخيمات وفي بلدان الشتات . شعب الجبارين الذي أبى غير رفع السلاح والنضال على جميع الأصعدة الشعب الذي لم تستطيع اسرائيل بكل جهودها ان تنسيه هدفه وقضيته المصيرية وهي تحرير كامل التراب الفلسطيني ، وسياتي اليوم الذي تتوحد به جميع قوى الشعب الفلسطيني – بفتحه وشعبيته وديموقراطيته وحماسه وجهاده الاسلامي وجميع فصائله – للوقوف صفاً واحداً في وجه الطغيان الصهيوني ، الذي هو يعلم أن يومه بات وشيكاً وأن شعلة النضال تقوى وتلتهب وستبقى للأزل رمزاً للكفاح العالمي لجميع الشعوب وطالبين الحرية وستصبح نهجاً ومنهجاً للنضال وشعلة لكل الشعوب العربية وفي العالم أجمع .
فطوبا لك من شعلة ، والخزي لمن اكتفى بالشجب والاستنكار عبر تاريخه والنصر لكل الشرفاء والمناضلين الذين أبوا التنازل عن حقهم في النضال والجهاد المقدس . والخلود للشهداء الذين استشهدوا لتصل الينا الشعلة تنفث جحيماً وحمماً في وجه الغاصب .
حسين المعايطة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت