تشافيز الثوريون لا يموتون ابدآ

بقلم: زياد اللهاليه

تشافيز كان قائدا استثنائيا وقائدا امميا ومدافعا صنديدا عن المبادئ والقيم الثورية، تشافيز الإنسان الصديق المخلص الوفي لشعبه ومبادئه وقيمة الإنسانية الملتصق بطبقته نصير الفقراء والمضطهدين هكذا يكون العظماء وهكذا يحملون على الأكف وهكذا يخلدون ويخلدهم التاريخ ،هذا الرجل الأسطورة في التاريخ اللاتيني الأمريكي الذي أعاد الأمل إلى الشعب الفنزويلي ان وفاة الرئيس هوغو تشافيز تمثل خسارة كبيرة لفنزويلا وأميركا اللاتينية، كونه ترك بصمات مهمة جدا في المسيرة التحررية لشعوب العالم الثالث وأميركا اللاتينية وفنزويلا بالتحديد، ليس غريبا هذه التظاهرة الكبيرة التي لم تشهد لها فنزويلا مثيلا منذ استقلالها لتخرج عن بكرة أبيها تودع قامة من القامات التي لم تنجب مثلها فنزويلا ، تودع القلب النابض لتطلعات وطموحات أمريكيا اللاتينية وفنزويلا في الوحدة والعدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي والانتقال من الدونية والانحدار إلى مصاف الدول المتقدمة , هذا الحزن الذي يخيم على فنزويلا الآن دليل واضح على شعبية تشافيز وعلى جذوره الضاربة بعمق في القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفي تفاصيل الحياة اليومية للشعب الفنزويلي وتأثيره في أدق تفاصيلها
لقد أعطى الشعب الحق في الحياة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة والحق في ممارسة الحياة السياسية وجمع ما بين الثورة والديمقراطية بالعمل والممارسة وليس بالشعارات السياسية البراقة
لقد تسلم تشافيز بلد يعاني من الفساد والبيروقراطية ونهب الثروات والفقر والبطالة والأمية وانعدام الرعاية الصحية والجريمة المرتفعة لينتخب تشافيز على قاعدة رفض هذا النظام القديم اكثر مما انتخب بناء على مشروع سياسي صلب تحمله قوى اجتماعية منظمة قد تكون سندا له وأول ما قام به تأميم صناعة وشركات النفط والثروات الطبيعية بعد ان كانت تنهب ماقيمته90% من عائدات النفط و 10% توزع على الطغمة الحاكمة فيما تضمن الدستور البوليفاري لجمهورية فنزويلا البوليفارية إجراءات مجددة حقيقة في مجالات عدة. استبدل مفهوم دولة القانون بدولة القانون والعدالة، وادخل مفهوم الديمقراطية بالمشاركة. واعترف بحقوق السكان الأهالي بما فيها حق تملك الأرض وتسييرها وجرى تأنيث الدستور. وتأطر مبدأ حماية البيئة بمقتضيات دستورية عديدة. وجرى منع تسجيل براءة اختراع الأجسام الحية كما الاحتكارات. وأزيح البترول، بما هو مادة أولية، من مجال إمكان الخصخصة. ومنع وجود قوات أجنبية على تراب البلد. وجاء مبدأ التضامن والاندماج الأمريكي-لاتيني في مكانة جيدة
، التي قامت في اقل من ثلاث سنوات بالقضاء على أمية شعبها ، وتأميم الكهرباء، وإرساء الإصلاح الزراعي ، لم تطبق بعد "الثورة البوليفارية، إصلاحات هيكلية كبرى. لكن التشافيزية لم تمنع أي جريدة ولا منعت حزبا، وليس لديها أي سجين سياسي والإصلاح الصحي والتعليمي وبناء مئات المدارس والجامعات والمستشفيات وعمل بجهد على موضوع وحدة أمريكيا اللاتينية وتكاملها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي والمالي وفي البنية التحتية والهدف تشكيل اكبر رابع تكتل في العالم وبفعل التنظيم الشعبي أصبحت الجماهير المؤيدة "للثورة البوليفارية أكثر تيقظا وأفضل تكوينا، وبدأت تدل على الطريق الواجب سلوكها ان فنزويلا ستتعرض الآن إلى هجمة شرسة لأعادتها إلى الساحة الخلفية للبيت الأبيض وعلى كل أحرار العالم الدفاع عن المبادئ والقيم والثورة التشافيزية ان العالم يدرك جيدا القيم والمبادئ والتحولات التحررية التي أسسها تشافيز، وسيتابع احتضان مسيرته نحو تحولات كثيرة
تشافيز كان قائدا استثنائيا وقائدا امميا ومدافعا صنديدا عن المبادئ والقيم الثورية
كان صديقا وفيا ملتزما للشعب والقضية الفلسطينية والقضايا العربية وقف وقفة عز إلى جانب المقاومة اللبنانية مدافعا عنها أثناء العدوان على لبنان ومدافعا صنديدا عن القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية والذي كان يقول ان فلسطين هي قضيتي أيضا وهو الشخص الوحيد الذي طرد السفير الإسرائيلي من كركاس ردا على الحرب على غزة وهو القائل ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأميركي لو كان لهذا العالم ضمير حي، يقولون إن الرئيس الإسرائيلي شخص نبيل يدافع عن شعبه، أي عالم عبثي هذا الذي نعيش فيه”؟ في الوقت الذي وقف النظام العربي موقف المستنكر المدين وملتزم بفرض حصار ظالم على اثنين مليون فلسطيني في قطاع غزة ، وكان من اشد المنتقدين لقرار المحكمة الجنائية الدولية الذي أصدرته بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير واعتبرها ترهيبا قضائيا وقلة احترام لشعوب العالم الثالث وطالبها بإصدار مذكرة اعتقال بحق بوش وما ارتكبه من جرائم حرب ، وهو من رفض التدخل العسكري في ليبيا وسوريا واعتبره تدخل مباشر في الشؤون الداخلية العربية ومدخل للسيطرة على مقدرات الشرق الأوسط وهيمنة جديدة ، ويبدو ان غياب التمثيل العربي الرسمي عن مراسم التشييع يحمل في طياته الكثير من الدلالات السياسية والأخلاقية وهي ان لا مكان لهذه النظم والقيادات الفاقدة لشرعيتها ومبررات وجودها بين ذوي القامات العالية وبين أصحاب المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة وبين من اختاروا الانحياز إلى شعوبهم وان لإمكان لهم مابين العظماء
سيبقي تشافيز نبراسا وعلما ومنارة كل التقدميين في أصقاع الأرض ومغاربها وستبقي مبادئه وقيمه الثورية طريق الثورين الساعين إلى التحرر من نير العبودية ولترسيخ السلم العالمي والاستقرار والقيم الإنسانية ، ان الثوريون لا يموتون ابدآ.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت