ياسادتي من الافتراءات أن ُتتهم الحكومة المقالة في غزة فقط بالرفض وعدم الموافقه على إقامة مثل تلك المهرجانات الماراثونية الهابطة .. فحسب كما يُزعم بل يرفضها الشارع الفلسطيني برمته ،وترفضها الأخلاق والمرؤة والشهامة والرجولة وترفضها المرأة الفلسطينية ذاتها وهي السمكة الثمينة المراد اصطيادها ، كيف يمكن لنا أن نتصور مشهد مشاركة المرأة الفلسطينية وهي تجري .. ثم لو تساءلنا هل خرجت تجري حرقة لرؤية ولدها المفقود منذ سنوات طويلة ،لحظة خروجه من الأسر ،أم خرجت تجري لتنقذ أبناءها من تحت أنقاض القصف الصهيوني ،أم خرجت لتداوي الجرحى أم ماذا بالضبط ؟! والجواب واضح لا هذا ولاذاك وإنما المراد هو أن يقال عنها أنها خرجت تجري لإبراز مفاتنها بتضاريسها ،وتعرجاتها ،خرجت تجري لتسقط كرامتها وحياؤها باسم الحرية المزعومة وحقوق المرأة والاحتفال بيوم المرأة العالمي !!
ياسادتي حقيقة أني لا أبالي أن اتهمت من قبل البعض بالرجعية والتخلف والسفاهة أو الجهل فإن كانت الغيرة على أعراضنا والغيرة على أخلاقنا وسلوكنا تفسر بذلك ..فنعم الرجعية تلك !!،وقد يتساءل البعض قائلا ألست أنت صاحب مقال " هل يمكن ان تتحرر المرأة في عالمنا العربي دون أن يتحرر المجتمع؟!!بالطبع لايمكني ان أرفض أو أنكر ذلك سأقول : نعم ،واني لا أناقد نفسي في ذلك أبدا.. صحيح أني من أولئك الذين كتبوا ولا يزالوا يكتبون عن الحرية والحريات سواء أكانت الحرية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أوفكرية وإن كانت تلك الحريات هي بمثابة نهر صغير سرى في جوانحنا من منابع الإنسانية الحقة ،إلا أني لايمكني أن أتطرق لذاك المفهوم أقصد حرية المرأة خارج إطار عقيدتنا الإسلامية ،وحتى عندما كتبت منذ فترة قريبة عن حرية المرأة فأني لم أقصد تلك الحرية المحضة،التي تتمرد فيها المرأة عن عادات وتقاليد وأيديولوجيات المجتمع أي حرية الانسلاخ عن القيم والأخلاق فيما يخالف الشرع ،ويخالف الدين .. كتلك الحرية التي نادت بها مثالا لاحصرا "أمينة "وهى أحدى بطلات الرواية العربية "أنا حرة" للكاتب والروائي الشهير "إحسان عبد القدوس " ولم أقصد حرية المرأة التي نادي بها المفسدون في الأرض فلاسفة أو أدباء أو زعماء أو غيرهم ..بل أن حرية المرأة ياسادتي برأيي في عالمنا العربي تكمن في لغة التفاهم والحوار ،ولغة الاعتدال بعيدا عن التطرف ولغة الاستيعاب والاحتضان عندما تعبر المرأة عن مشاكلها ،وهمومها ،طامحة ،وطامعة لإيجاد حلولا جذرية تحقق الاستقرار والطمأنينة والتوافق النفسي بالنسبة لها ،أما لغة التبرج والفجور والفسوق والعصيان ودعوى العري والأغراء فتلك سخافات وانحرافات وخزعبلات مدمرة مرفوضة،وإن انبثقت من رحم الحرية المزعومة والتي ينادي بها الغرب الذي يدعو دائما لإنحلال ولإخلال مجتمعاتنا الإسلامية المتماسكة ،فهم يشنون حربا علينا ،لأن العداء قديم قدم التاريخ ، وكأن لسان حالهم يقول سندمر كل ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهنا في حديثي المختص عن المرأة ،فببداية البشارة التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله لمن أكرم ابنته، وأعطاها حقها، فقال: (من كانت له أنثى، فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده - الذكر - عليها، أدخله الله تعالى الجنة)..وحتى قوله صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك" لذلك أعدائنا ينسجون لنا الشباك والدسائس والمؤامرات لتفتيت وإسقاط المرأة الأم والأخت والزوجة والتي لو سقطت لتفكك المجتمع الإسلامي وسقط بأسره وكل ماجاء به الدين الإسلامي ،ولذلك لم يملوا ،ولم يتقاعسوا أبدا فتارة ينبحون بالحرية المسمومة ،وتارة أخرى يطلقون علينا كلابهم المسعورة من أبناء جلدتنا لنشر الفتن وما أكثرها هذي الأيام ،فهم بمراحلهم الإفسادية لما فشلوا في زرع عبوات أهدافهم عبر الروايات العربية أو المترجمة، اتجهوا إلى السينما، ولما علموا ان السينما في بداية النشأة لا يدخلها العامة من الناس من الفقراء والذين يفتشون عن إشباع بطونهم الخاوية وليس غرائزهم وشهواتهم ،بتذاكر دخول أثمانها تعول عائلاتهم ما لايقل عن شهر كامل في ذاك الوقت ، لذلك غيروا خططهم فانتقلوا بإفسادهم إلى داخل البيوت على طبق من فضة عبر التلفاز ،ولما علموا ان هناك أعلام وتوجه أسلامي مضاد بذلوا كل جهودهم من اجل ضياع الأمم الإسلامية فعملوا على استبدال الأطباق الأرضية بالفضائية عبر توفير أجهزة الستلايت ،ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتسهيل توصيل الإنترنت ليصبح العالم كله قرية كونية واحدة ،ولنصبح كما يقال كلنا في الهوا سوا !!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت