حرب الثقافات بعيون صهيوينة " الجزء الاول "

بقلم: النائب أشرف جمعة


أهداني الأخ العزيز ثابت السباخي كتابا قام بترجمته وهو بعنوان " الطريق الطويلة القصيرة " لرئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي موشي يعلون والمعروف بإسم"بوجي" ، قرأت هذا الكتاب عدة مرات واستوقفني كثير من الأشياء ذكرت في هذا الكتاب وكنت اتوقع ان تقوم مراكز ابحاث ومحللين وخبراء استراتيجيين من كافة الدول العربية والاسلامية بوضعه تحت المجهر وفهمه بدقة لمعرفة أفكار ونوايا العدو الاسرائيلي ولكن شيئا لم يحدث فقررت أن اكتب بعض الفقرات والأجزاء الهامة وأضعها بين ايدي القراء واترك التحليل لأصحابه والاطلاع لاصحاب القرار والراي العام وسأبدأ في الجزء الأول وفيه يقول الكاتب بوجي أن المشكلة الأساسية في الشرق الاوسط ليست الصراع الاسرائيلي الفلسطيني إنما حرب بين الثقافات السائدة فيه ، حرب بين الثقافة الجهادية وثقافة الغرب حرب بين ثقافة تقديس الحياة وآخري لا تضع اعتبارا لحياة الانسان ، وبين ثقافة تحارب من اجل حقوق الانسان وآخري تحارب لفرض نفسها علي الآخرين بقوة السيف بين ثقافة واعدة تتطلع للحرية تتضمن السعادة في العالم الآخر بينما لديهم السعادة في الطريق القصيرة وهي طريق الانتحار من أجل الجهاد ( الإستشهاد ) بلغتهم ، هذه الحرب بالفعل الحرب العالمية الثالثة ونتائجها ستكون بمثابة تحديد المصير.

لا يوجد هنا جدال جغرافي والصراع هو علي الخليل وبيت ايل ، يوجد مرحلة بدات مع تطورات عديدة منها انتفاضة عام 1987 _ 1991 والخروج من لبنان عام 2000 ، حرب الارهاب الفلسطيني والانفصال أعوام 2000- 2005 وصعود حماس في غزة وحركة الاخوان المسلمين في البلاد المجاورة ، وهجوم القاعدة في نيويورك وواشنطن في سبتمر 2000 إزدياد قوة وتأثير الاسلاميين في دول اوروبا بما يسمي ظاهرة الزحف الاسلامي الهادي إلي أوروبا .

انعدام النجاح في حرب لبنان الثانية عام 2006 وسيطرة حماس علي قطاع غزة 2007 وتقدم ايران لامتلاك قنبلة نووية وتتشارك مع هذه المرحلة ثلاثة اذرع مختلفة ايران الشيعية ، الاسلام السني الوهابي بقيادة القاعدة ، والاخوان المسلمين ومنهم حماس ، والفلسطينين بين المتطرفين والمعتدلين في المنطقة وبين ايران والغرب حيث قال بوجي ان هذا يوضح التزامنا بأنه لا أراضي مقابل السلام ولا خارطة طريق ولا مؤتمر أنابوليس ولا حل الدولتين سيكون مناسبا لأنه يشكل خطر والمطلوب هو التغلب علي الاسلام الجهادي والانتصار فى حرب الثقافات وحسم الحرب العالمية الثالثة بصورة جدية وقاطعة .

لا يوجد ادني شك بأن الانتصار سيتحقق في النهاية والغرب سينتصر والبدء في التقدم في إعداد حلول اقليمية شاملة والتي يستلزم نضوجها لأجيال مع استخدام جميع الوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية .

وفي هذا الصدد اكد النائب اشرف جمعة ان هذه الايام تشهد حراكا في اسرائيل في اجتماع مركز يضم نخبة من السياسيين والجنرالات وقادة الفكر ومراكز الابحاث تحت عنوان " مناعة الدولة " سياسيا وامنيا وهذا ما سيتم الحديث عنه فى الجزء القادم من حرب الثقافات بعيون صهيوينة .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت