لأنني أفهم قيمة الكلمة، ولأنني من أشد المدافعين عن حرية التعبير عنها، ولأنني عانيت في سبيلها، وسأظل، فإنني- وقبل أن أمارس قراءتي في نتائج الانتخابات النقابية التي أُجريت في جامعة الأزهر هذا اليوم، الأربعاء 13/3/2013- لا أملك إلا أن أهنئ الفائزين الذين لم أكن أنا، كما لم يكن أحد من القائمتين الأخريين من بينهم.
بكل قناعة الحريص على جامعته المنتمي لها، أقول: إنه قد يكون من الأعدل- وقبل أن أهنئ الفائزين- أن أهنئ من منح الفائزين فرصة الفوز حيث إن إرادة مانح الفوز قد تحققت للممنوح الذي لم يبقَ له إلا أن يستفيق وينهض فيعيد، على نحو مختلف، قراءة حال الجامعة الذي نراه اليوم- وبعد نتائج هذه الانتخابات- يعطي لعدد غير قليل من العاملين مؤشرات لا تطمئن ولا تريح، الأمر الذي يوجب على من فاز أن يتنبه لها وأن يهتم بها، وإلا...!
لن أشير في قراءتي هذه إلى الفائزين أو إلى مستوى ما حققه كل منهم من فوز على مستواه الفردي أو النسبي أو في سياق الفوز الكلي، لكنني سأهتم- ولو قليلاً- بالذين خسروا الانتخابات فيما لم يخسروا أنفسهم ولم يخسروا رأيهم أو فكرهم أو عشقهم لجامعتهم، أو حرصهم وغيرتهم عليها، بطريقتهم التي عبر عكسها من منح الفوز لغيرهم.
ليس لأي عاقل يحترم ذاته ويحترم رأي غيره في جامعتنا إلا أن يحترم ما منحته الأغلبية، وليس للأقلية- كما أنه لو كانت أقل برقم واحد وحيد- إلا أن تذعن لرأي الأغلبية، على أن تبقى هذه الأقلية خادمة لجامعتنا، حارسة على مسيرتها، وحريصة على مستقبلها.
إن على النقابة الحالية التي سيقودها الفائزون التسعة- الذين استحقوا واستحق مانِحُوهُم التهنئة بالفوز- أن يتنبهوا إلى حقيقة لا بد من رؤيتها وإدراكها وفهم استحقاقاتها، وهي أن هناك عدداً من العاملين زاد عن المائة وخمسين عبروا عن رفضهم لما كان في الجامعة قائماً، فطالبوا بالتغيير، الأمر الذي يجب أن يضعه الفائزون اليوم في حساباتهم، فيُحَسِّنوا ويطوروا، وإلا فالتغيير الذي لم يأتِ اليوم هو آتٍ- لا محالة- غداّ أو بعد غد.
بقلم: الدكتور/ أيوب عثمان
كاتب وأكاديمي فلسطيني
جامعة الأزهر بغزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت