هل من مصابيح تضئ بيوت غزة ؟!

بقلم: رمزي النجار


ما زالت حوادث الحرائق ومآسيها كبيرة والخوض كثيرا في غمارها شيء مفزع لما فيها من مشاهد مروعة تتفطر منها القلوب، نستيقظ بين فترة وأخرى على مأساة من مآسي الحريق نتيجة استخدام وسيلة إضاءة بديلة في ظل انقطاع التيار الكهربائي، إنها قصص أغرب من الخيال تخاطبنا جميعا بلسان الحال نسوقها تنبيه للراعي والرعية، اليوم نعيش مأساة حريق منزل أبو طير من عبسان الكبيرة تسبب فيه أنبوب غاز الشنبر وراح ضحيته ثلاثة أطفال، وبالأمس القريب عشنا أيضا حريق عائلة ظهير تسببت فيه شمعة أودى بحياة عائلة كاملة مكونة من ستة أفراد بحي الشجاعية، وغيرها العشرات من الحرائق التي راح ضحيتها أشخاص أغلبهم من الأطفال الأبرياء، وتبقي تلك الحوادث محفورة في الأذهان، وسيل هائل من الأسئلة تتوارد على المواطنين، من المعاتب في مثل هذه المآسي؟ من المسئول عن أي روح فلسطينية تزهق؟ أهي تلك النفس التي لا تعرف للجد طريق أن هو ذلك الإهمال الذي لا يتبين حجمه إلا عند مشاهدة مآسي الحريق!! هل يحتاج الدفاع المدني أن يدخل إلى كل بيت ويجعله مهيأ للطوارئ!!

سلسلة أحداث تتكرر دون استخلاص العبر، وتبقي أحوال الناس ومعاناتهم بين وعود الحكومات دون مجيب في مجتمع ننادي فيه بالعدل وسيادة القانون وفي ظل تغيب واضح من دور مؤسسات المجتمع المدني في حماية الإنسان الفلسطيني، ما ذنب تلك الأنفس البريئة التي لا ذنب لها سوى أنها وجدت في مجتمع غابت فيه المسئولية من الجميع، فالمسئولية مشتركة بين الأب والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، الأب مسئول عن نتيجة إهماله لأمور بيته، والحكومة مسئولة بحكم إدارتها لأمور المجتمع عن عدم توفير البدائل الآمنة في حال انقطاع التيار الكهربائي حماية لأرواح المواطنين، كما تقع المسئولية على مؤسسات المجتمع المدني من مؤسسات أهلية وجمعيات بالمساهمة في الحد من تلك المشكلة من خلال حملات التوعية بين صفوف المواطنين والقيام بمشاريع تسعي إلى توفير مصابيح أمنه " كشافات " تضيء البيوت المستورة، فالشعب يحتاج أن يتم الاهتمام به في حياته لا في مماته، فالدموع التي تزرف على الضحايا وأموال التعويض لن يعيدا الأموات إلى الحياة ولن تقف مانعا أمام وقوع ضحايا جدد نتيجة إهمال أو إغفال.

همسة في كل إذن واعية .. ما أجمل أن تتكامل الجهود وأن تتظافر في تحقيق سلامة الإنسان وما أسوأ أن يتخلى كلا منا عن مسئوليته ويلقي باللوم على الآخرين، أين أنت أيها الأب الشفيق؟ يا من هو بالرحمة خليق، وبفلذات كبده رفيق لماذا هذه العقول هازلة لا تعرف للجد طريق؟ والله أسئل وهو خير مسئول أن يجعل فيها ما عملت من الخير والسداد وأن ينفع بها البلاد والعباد، قال تعالى ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيد ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالرجل راع ومسئول عن رعيته والمرأة ...."، أين نقف من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة، لظننت أن اللّـه عز وجل سائلي عنها يوم القيامة "، هذا عمر المؤمن خليفة رسول الله حكم بضميره وإيمانه، فمن أين نأتي برجل كعمر؟ وهل هناك في زماننا هذا رجال من يملكون قلب كقلب عمر؟ وضمير كضمير عمر؟ هل من مصابيح تضئ بيوت غزة؟ إلى متى هذا الطفل بدمعة شريق؟ قولوا بربكم متى نفيق؟ أجيبوا يا أولى العقول؟ إلى متى هذا التفريط بأرواح الأبرياء؟ لقد حان وقت امتلاك المصباح الذي يضئ لنا الطريق نحو حياة آمنة !!


بقلم: رمزي النجار

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت