حرب الثقافات بعيون صهيونية " الجزء الثاني "

بقلم: النائب أشرف جمعة


حرب الثقافات بعيون صهيونية " الجزء الثاني "
ردود الأمين مازروي على بوجي يعلون

يقول مازروي للثقافات سبع وظائف اساسية في المجتمع, فهي أولا تساعد على توفير مجسات ادراك حسن او معرفي,اذ ترتبط كيفية رؤية الناس للعالم بقوة بنموذج أو أكثر من النماذج الثقافية فنظرة محمود عباس الرئيس الفلسطيني الى العالم من حوله مختلفة نوعيا عن نظرة بنيامين نتنياهو له,وجزء من تلك الدوامة شخص وفكري,فنظرة رجل سلام وثقافته تختلف عن نظرة وثقافة رجل حرب وهكذا وتعمل الوظيفة الثانية للثقافة في توفير الحوافز للسلوك الانساني مما يجعل سلوك الاستجابة لدى شخص من الاشخاص لنمط خاص من السلوك هو في الأصل ثقافي جزئيا. لذا بوغت الاسرائلييين والغرب بالعمليات الاستشهادية.
والوظيفة الثالثة للثقافة هي معيار للتقييم فيما يعتبر أفضل أو أسوأ,قبيحا أجميلا أخلاقيا أو لا أخلاقيا,هو جزئيا ثمرة مقاتلي الحرية مثل الفلسطينين ارهابيين, بينما المغتصبون والقتلة الاسرائليين هم أصحابل حق. والوظيفة الرابعة توفر أساسا للهوية فالمحاباة العرقية هي بحد ذاتها نتاج للثقافة وقد يكون الدين والعرق أساسا للتضامن أو سببا للعداء, وهل يشكل اليهود عرقا أم مجرد اتباع لديانة.
وخامسا الثقافة هي صيغة من الاتصال والمنظومة الاكثر مفصلية في هذا الاتصال هي اللغة نفسها وهنا يدور جدال سياسي لغوي هو العربية والعبرية.
وسادس وظائفها هي اعتبارها كأساس لتراتب الطبقات ، فالطبقة والرتبة والمنزلة مشروطة بالمتغيرات الثقافية بعمق ، وتكمن الوظيفة السابعة للثقافة في نظام الانتاج والاستهلاك لان كليهما تأثير.
هذا ما أكده مازوري في رده علي بوجي ومن هنا نقول ان تعبير الثقافة هو التعبير الأكثر أولوية لوصف طبيعة جوهر القوة في العلاقات الدولية، وحرب الثقافات طويلة وشاقة ومن فيها يفكر أولئك الصهاينة ويجدون ولا ينامون إلا بعيون مفتوحة ، فثقافة الشك والخوف ونظرية المؤامرة في عقولهم لا تفارقهم وتحت عناوين ومسميات مختلفة يستترون تحتها تجري الآن اجتماعات القيادات السياسية والعسكرية والاقتصادية النخبوية ومراكز الدراسات تحت عنوان " مناعة دولة اسرائيل سياسيا وامنيا " اجتماعات تحدد مسارات المستقبل لسنوات وترسم ملامح ثقافات جديدة لأوضاع ومتغيرات تحدث حولهم ، لقد وضعوا أسئلة واحتمالات منها الواضح وفيها الغامض ومنها الصريح والخفي وطالبوا بإجابات عليها ولها فما هي أولا :
ما خطورة انهيار السلطة الفلسطينية وهل ابو مازن شريك سلام حقيقي أم رجل خطير علي دولة اسرائيل وهل حرلكه الدبلوماسي سيكون ذا فائدة لشعبه ويمثل خطرا علينا أم العكس وها نعطيه أملا مزيفا أم نتركه بدون امل وبقاءه حيا أولوية أم إختفاءه أصبح حاجة .
ثانيا : المصالحة بين فتح وحماس في المنظور القريب مانعة أم قاصمة ومطلوبة أم مرفوضة ولها الاهمية أم هو شأن فلسطيني داخلي والانقسام وتبعاته والحصار ونتائجه والاطفال الفلسطينيون وهم يكبرون في ظل هذه الأجواء ورغباتهم وتطلعاتهم .
ثالثا : حماس وعدم القدرة علي تدمير قدرتها العسكرية وابقاءها أم اخراجها أولوية والاتفاق معها من تحت الطاولة خلق نوع من الهدوء النسبي والمستمر فى غزة واخراجها من حالتها الراهنة الي العالم الخارجي وبحثها عن السلطة والمال والمجتمع الدولي عناوين يمكن التعويل عليها مستقبلا .
رابعا : الجيش المصري يتدرب ويحاول ارسال فرق خاصة لسيناء وتحت شعارات هدم الانفاق ومحاربة الجماعات المسلحة وماذا نفعل اذا دخل الجيش المصري وبقي هل أفضل أم لا وهل هو نقض لاتفاقية كامب ديفيد بدون حرب أو احراج وهل سيأتي سكان أم ان الوضع الحالي في مصر يتطلب الحذر والهدوء والمراقبة.
خامسا : الحدود اللبنانية الاسرائيلية وتمدد انواع الاسلحة المختلفة فيها يشكل خطر ام هناك التزامات أممية وماذا سيحدث غدا فى سوريا وانعكاساته علي لبنان وهل ستكون هناك تصرفات بدون ضبط تشعل فتيل حرب ومن سيدفع الثمن وكيف سيكون التصرف.
سادسا : الاسلام السياسي ووجوده في المنطقة بعد الثورات تحالف وتعاون أم محاربة برأس حربة امريكية وغربية المراقبة والحذر من العنوان القادم.
سابعا : انتفاضة ثالثة أم حل الدولة الواحدة أو المقاومة الشعبية هو ما سيقوم به الفلسطيني مستقبلا .
ثامنا : حالة الإنطواء الجديدة لدي الأمريكيين خاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط والنتائج المترتبة علي ذلك .
تاسعا : الانتشار الشيعي الايراني في غزة ولبنان ومحاولة التمدد في مصر وذلك بامداد مجموعات مسلحة بالمال والسلاح وهل ذلك يشكل خطر على دولة اسرائيل أم أنه قد يصبح ذا فائدة بتهديد بعض دول المنطقة المعلومات خاصة ام عامة.
عاشرا : قيام مجموعات مسلحة في شبه جزيرة سيناء بهجمات صاروخية على وسط اسرائيل لمحاولة خلق توتر في المنطقة بايعاز من تنظيمات أو دول.
الحادي عشر : عدم استقرار الاوضاع في سورية مما قد يترك ارتدادات علي الساحة اللبنانية فتصبح كصاعق جاهز للتفجير وهل ننتظر أم نبادر لوضع حلول لصالح دولة اسرائيل .
الثاني عشر: العلاقات الاسرائيلية التركية كانت علي مدار العقود السابقة ذات ثمرة جيدة لدولة اسرائيل ويجب ان توضع حلول وأفكار لارجاعها الي سابق عهدها .
الثالث عشر : السلفيون ومجموعاتهم المسلحة قادمون بقوة خلال الخمس سنوات القادمة علي المنطقة بتوجهات مختلفة .. الاستراتيجية والكل .

من هنا علينا أن نقرأ بعناية هذه التساؤلات ونجيب عليها نحن قبلهم حتي نتمكن من وضع استراتيجيات وأهداف ورؤي جديدة حتي لا نفاجأ بما سيضعونه هم .
والحلقة القادمة في الجزء الثالث هي المخادع والمخدوعين من حرب الثقافافات

كتب : النائب أشرف جمعة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت