يحاول الإنسان المثقف صاحب النهم بالمعرفة السعي المستمر لإثراء فكره وزيادة علمه وتوسيع أفاقه بمختلف الطرق والوسائل, ولو تجاوزنا الدوافع والأهداف التي يكون على رأسها تحقيق للذات في بناء شخصية لتكون بمثابة قدوة حسنة تحترم وتتبع أو حتى ليكون علامة ذات طابع عام في المجتمع بشار إليها بالعلم والمعرفة والعديد منهم ما يسعى لبروز إعلامي مميز حتى انه يكون ببعض الأحيان على حساب ثوابت المهنية والمصداقية وببعض الأحوال تخرج عن سياق الدين الحنيف!!
إن الانفتاح العالمي المتمثل بالتقنيات الحديثة التي باتت بمتناول الجميع بسهولة ويسر واستغلالها من قبل البعض وانساق إليهم قاعدة جماهيرية ليست هينة عجزت بعض المؤسسات الإعلامية أن تبني هذه القاعدة الجماهيرية رغم تخصصها الإعلامي!
ومما يثير التساؤلات والاستغراب يكمن باين الخلل لديهم ؟ في وقت باتت قنوات إعلامية جديدة تستقطب الألوف من المتابعين والمهتمين في واقع عربي دامي ومرير في خضم إعلام مثير للقلق ينشر سلبيات لا حدود لها ولا يمكن الاستهانة بها وبنتائجها على ارض الواقع.
من المعروف عن الشعوب العربية عاطفتها المجردة التي تصاحب الأفراد وتأثر فيهم وهنا تكمن مشكلة معقدة بهذه الطبيعة التي توجب على المؤسسات الإعلامية أخذها بعين الاعتبار بل وتكون في أولى اهتماماتهم.
لسنا هنا بصدد توزيع الاتهامات جزافا على قنوات إعلامية وتجريمها فيما تبثه للمواطنين ولكن هذا لا يمنع أن نقف وقفة جادة نستقرئ خلالها هذه القنوات ونتمعا بأهدافها ووسائلها لمعرفة نواياها ومن يقف خلفها ليكون لدينا قاعدة بيانات توضح نوعية هذه القنوات وتصنيفها فيما يناسبها, الكثير من هذه القنوات تبث ما يدس السم بالعسل وتخرج عن سياقها في لتصبح في نهج الهدم والتشكيك والإثارة, لا نسعى هنا إلى إقصاء الآخرين أو تهميشهم ولكن علينا أيضا أن نكون في موقف المهتم للأفكار التي تصل إلى عقول شبابنا تحديدا من المثقفين خوفا من ترسيخ بعض الأفكار التي يمكن أن يكون لها الأثر السلبي عليهم وعلى سلوكهم ومعتقداتهم وان كان على المدى القريب و المتوسط.
وهنا يجب على الجهات المختصة السعي دوما واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتوعية المواطن والمثقف على حد سواء لان هؤلاء هم سلاحنا الاستراتيجي وهم الدرع الأقوى في مواجهة أي أفكار دخيلة وإعلام مشوه يسعى لنشر الفرقة والفوضى وان لا يترك لقمة سائغة سهلة المنال لكل العابثين بالإعلام ونشر السموم وان كانت بشكل محلى ومزين بوهم .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت