أين الضمير لما يحصل لأهلنا في مخيمات سوريا

بقلم: سليم شراب

كل يوم قصة وحكاية حزينة .. تتحدث عن المأسى التي يتعرض لها ابنا شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء بسوريا ولبنان .
من الصعب اليوم التكهن بمصير " نورس " ابن الست السنوات , وما إذا بقى على قيد الحياة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين " جنوب لبنان " الطفل الذي يحمل صفة فلسطينى لاجئ في مخيم اليرموك في سوريا كانت حملته أمه اللاجئة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة والمتزوجة من لاجئ فلسطينى في مخيم اليرموك , عائدة به إلى مخيم أهلها , هربا من القصف الذي طاول اليرموك , إلا إنها عادت إلى مخيم اليرموك بعد أن علمت باستشهاد زوجها في قصف اليرموك , تركت طفلها وعادت تدفن زوجها وبقى الطفل نورس أمانة لكن للأسف لم تصنها زوجة أبيها ., حيث قامت بطرد الطفل من البيت لأنه يبول ليلا في فراشه .
مأساة نورس تبدو حالة عادية في مخيم عين الحلوة حيث تغيب المحاسبة , ويصبح البقاء صراعا يوميا في محيط يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة , فكيف إذا اضيفت إلى مأساة اللاجئين في لبنان , أعباء نزوح آلاف الفلسطينيين من اللاجئين بسوريا إلى منازلهم التي تضيق بهم أصلا ليقاسموهم لقمة يجهدون في تأمينها .
ولا يبدو أن نزوح فلسطينى سوريا إلى لبنان قد يتوقف قريبا بل هو اخذ في التفاقم مع اشتداد المعارك في سوريا وتورط المخيمات الفلسطينية في الأزمة القائمة.
اللاجئ الفلسطيني ليس ضحية , بل أصبح جثة , والكثير من القيادات الفلسطينية لم تعد تريد عودته إلى وطنه , واخطر الأمور أن تموت قضيتهم وسط قرعقة السلاح في المنطقة والتشتت والبعثرة التي تصيب اللاجئين الفلسطينيين.
والأكيد أن الفلسطيني النازح من سوريا إلى مخيمات لبنان , لا أحد يعترف به فلا المفوضية العليا للاجئين المعنية بتأمين مستلزمات نزوحه ولا الدولة اللبنانية المتكلة بالكامل على " الاونروا " والأخيرة المتكلة على الدول المانحة , أما وكالة " اونروا " فتقتصر خدماتها على الطباية المجانية داخل العيادات في المخيمات والتعليم المجاني في مدارسها .
فلا خطة استيعابية مسبقة للمشكلة التي بدأت في حزيران الماضي "( بعد مجزرة مخيم اليرموك ) كما هي حالها في الأردن , حيث تم دعم العائلات الفلسطينية النازحة بالمساعدات المالية بشكل فوري.

جل النازحين الفلسطينيين جاؤوا إلى لبنان في حزيران (يونيو) الماضي، من مخيم اليرموك (اكبر المخيمات الفلسطينية خارج فلسطين ويضم نحو 180 ألف فلسطيني من أصل نحو 600 ألف فلسطيني في سورية) ومخيم الست زينب ومخيم سبينه وبإعداد بسيطة من مخيمات درعا والرمل وحمص ومن ريف حلب.
وحدثني قبل قليل ا لصديق العزيز احمد البحري من رجالات حركة فتح , المقيم بمخيم عين الحلوة في ظروف صعبة جدا إلا انه وبأصالته وشهامته استضاف في منزله المتواضع جدا الطفلة سيلين محمد الناصر التي قتل والدها صبيحة يوم عيد الأضحى الماضي , في القصف الذي تعرض له مخيم السبينه, كانت وحيدها لولا القدر أبى أن تكون وحيدة , فأم الطفلة سيلين حامل بشهرها الخامس ولامعيل لهم إلا الله والأخ احمد البحري الذي يستضيف أيضا خمس عائلات أخرى , جميعهم من مخيم السبينة .
أناشد فخامة الرئيس محمود عباس وكل المعنيين بالأمر . بمتابعة وحماية اللاجئين الذين يتعرضون للقتل والتشريد في ظل الصراع القائم في سوريا , وبذل الجهد من اجل عودتهم إلى الاراضى الفلسطينية بااقرب وقت ممكن.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت