زيارة اوباما للقدس..سياسية وتصالحية لتكريسها عاصمة للدولة العبرية

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
مع اقتراب لحظة وصول رئيس الولايات المتحدة الامريكية باراك اوباما الى مدينة القدس المحتلة، شرعت سلطات الاحتلال بالتجهيزات الكاملة لهذه الزيارة بنشر نحو خمسة آلاف شرطي على مدار الساعة في شوارع القدس الغربية.

ففي فندق " الملك داوود" المقرر ان ينزل اليه الرئيس اوباما منحت إجازات لكل العاملين العرب في اطار الاجراءت الأمنية لهذه الزيارة، التي ستبدأ يوم الاربعاء وتنتهي يوم الجمعة القادم.

عن أثار هذه الزيارة رصدت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" آراء الشارع المقدسي الذي يرى فيها تكريس للموقف الرسمي الإسرائيلي باعتبار القدس عاصمة موحدة للدولة العبرية.

ويؤكد الشيخ ناجح بكيرات مدير المسجد الاقصى المبارك والمبعد عنه بان "زيارة اوباما للقدس زيارة سياسية بامتياز وتصالحية مع بنيامين نتنياهو وتأتي لتكريس قضيتن اساسيتين الاولى:" تكريس بان القدس عاصمة موحدة لدولة اسرائيل لكونه آتي تحت الحراب الاسرائيلي وتحت السيادة الاسرائيلية" والثانية :"هي تكريس اخطر بان المسجد الاقصى المبارك مستقبله كمستقبل القدس".

ويقول بكيرات في حديثه لمراسلتنا :"حينما يزور اوباما المسجد الاقصى تحت الحراب الاسرائيلي فانه يكريس بان المسجد الاقصى محط انظار الاسرائيليين وان بإمكان الاسرائيليين ان يفعلوا به ما يشاءون، وامام هذا الواقع هناك تخلي عن الشعب الفلسطيني وعن الحفاظ على مقدساته".

ويضيف:" هذه الزيارة غير مرحب بها وزيارة خطيرة جدا وزيارة يرفضها كل الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الاسلامية، واوباما سيجر على الويلات على شعبه نتيجة هذه الزيارة غير الحكيمة وغير الموفقة".

ويؤكد بكيرات:" بان زيارة اوباما للاراضي المحتلة تأتي لطمأنت وتثبيت الحكومة الاسرائيلية بعد ان تعرضت الى ضربات من المقاومة فاهتزت سمعة اسرائيل والجيش الاسرائيلي امام المقاومة، فجاءت عملية تثبيت للامن ولدعم والسيادة وللادارة ".

الناشط المقدسي راسم عبيدات يرى بان" العامل الاساسي لزيارة اوباما للمنطقة هو تنسيق الموقفين الامريكي والاسرائيلي فيما يتعلق بملفين الاول النووي الايراني والثاني الأزمة السورية، بالاضافة لمسألة تتعلق بالقضية الفلسطينية".

ويضيف:"الزيارة تحمل دلالات حول سوريا وحزب الله وايران وكيفية السيطرة الامريكية الاسرائيلية على المنطقة لمائة سنة قادمة ولتنسيق الخطوات وترتيبها لسلم الاولويات مع محاولة إيهام العرب".

مواطن مقدسي من سكان البلدة القديمة وصف زيارة اوباما بانها "لاتقدم ولا تأخر ولا تهم المواطنين المقدسيين"، مؤكدا بان مدينة القدس لاتحتاج لمثل تلك الزيارة التي تصب بتدميرها، وانما تريد فعل على ارض الواقع لحمايتها من الهجمة الاسرائيلية.

طارق الهشلمون الحارس بالمسجد الاقصى اعتبر بان زيارة اوباما لمدينة القدس تأتي لتفعيل الطابع الصهيوني البحت على ارض القدس والمسجد الاقصى، مؤكدا بان "وجوده (اوباما) خلال الساعات القليلة في القدس مؤشر خطير لدعم المؤسسة الاسرائيلية لتصعيد انتهاكاتها في الاراضي الفلسطينية عامة والقدس والمسجد الاقصى خاصة".

في حين يؤكد أمين اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس عبدالله كنعان على ضرورة إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لمنطقة المسجد الأقصى، حتى لا "يدنس اليهود ساحات المسجد الأقصى لحظة مرافقته".

ويقول كنعان:" إن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الاردني عبد السلام العبادي أبلغه أن جدول أعمال زيارة اوباما للقدس جرى تغيير عليه، وأنه لن يزور المسجد الأقصى وحائط البراق وكنيسة القيامة خوفا من غضب الفلسطينيين، ونشوب أحداث لحظة وصوله للمسجد الأقصى برفقة جنود إسرائيليين أو أمريكان."

ويصل اوباما الى اسرائيل الاربعاء، على ان يزور مدينة رام الله الخميس والعاصمة الاردنية عمان الجمعة.