شمس الإمارات تضيء سماء فلسطين

بقلم: علي سمودي


اثار قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بناء إسكان للمحررين في قطاع غزة الترحيب والتقدير في الشارع الفلسطيني وخاصة في أوساط المحررين وعائلاتهم التي اعتبرته دعم كبير وتكريم لصمودهم وتضحياتهم في سجون الاحتلال التي اغتصبت زهرة شبابهم وحرمتهم حياتهم وأحلامهم التي يسعون جاهدين لاستعادتها رغم الظرف الصعبة والتحديات الكثيرة .ويتطلع المحررون في الضفة لوقفة عربية جادة ومسئولة لدعمهم من كافة الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها السند الوفي والحضن الأمين للثورة الفلسطينية الجزائر الشقيق ، فقد اعادت الخطوة الإماراتية الامل لهم بالحصول على مشروع مشابه وتوفير دعم عربي سريع لرفع كاهل المعاناة عن المحررين الذين ما زال غالبيتهم يعيشون في منازل عائلاتهم ولا تتوفر لديهم أي امكانية لبناء منازل لهم ، بينما تواجه دولة فلسطين المحتلة حصارا وحرب اسرائيلية امريكية تستهدف تدمير مقومتها واقتصادها مما ينعكس على كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وفي مقدمتهم المحررين الذين خرجوا من السجون بعزيمة وايمان ووفاء بعد التضحية والصمود ولكن لم تتوفر كافة حقوقهم .حلم وامل ومنذ تحرره في المرحلة الاولى من الصفقة في 18-10-2011 ، لم يتحرر المحرر محمود سعيد احمد اعبيدية 48 عاما من بلدة السيلة الحارثية من الديون الكثيرة التي سببها كما يقول " محاولتي بناء حياة جديدة من الصفر ، فقد قضيت زهرة شبابي في السجن وعندما خرجت عدت لمنزل عائلتي وبدات بترتيب اموري فكانت احتياجاتي كثيرة وخطواتي صعبة وقاسية ". محمود الذي اعتقل في 16-10-1989 ، وحوكم بالسجن مدى الحياة ورفضت اسرائيل الافراج عنه في كافة الصفقات والافراجات منذ اوسلو ، احتفل وعائلته بتحرره في صفقة وفاء الاحرار ، وكانت خطوته الاولى بعدما قضى 20 عاما خلف القضبان تحقيق حلم والديه الطاعنين بالسجن الزواج الذي كلفه مبالغ باهظة ، ويقول " رغم ما قدمته لنا السلطة الوطنية من دعم ومساعدة ومنح لكن الحياة الغالية الثمن في كل شيء كانت صعبة وقاسية ، فاصبحت مديونا بين تاسيس حياة والزواج ".المحرر محمود ، يعبر عن تقديره الكبير لقرار الامارات بناء اسكان لمحرري غزة ، لكنه يتساءل " ماذا بالنسبة لنا محرري الضفة ، ما زلنا ننتظر وقضية الاسكان اولوية وضرورة جدا ولكن في ظل حرب الاحتلال ضد السلطة والوضع الاقتصادي الصعب لن تتمكن من ذلك ", وتابع " اعتقد انه لا يوجد اهمية اكثر من الاسرى المحررين وخاصة من قضوا فوق ال20 عاما ونتامل ان تقف الدول العربية الصديقة كالجزائر الى جانبنا وتسهم في توفير حياة كريمة لنا فبعدما ضاع العمر في سجون الاحتلال لا نملك أي مقومات او موارد ورواتبنا بالكاد تكفي لاحتياجاتنا ومعيشتنا "، ويكمل " بناء اسكان لنا حلم كبير وامل نام لان يتحقق قريبا ".حقوق كاملة وتتمنى المحررة قاهرة السعدي من مخيم جنين ، ان تحصل وكافة الاسيرات والاسرى على حقوقهم كامل والامان المعيشي والوظيفي بعد رحلة العذاب والمعاناة التي قضتها على مدار 10 سنوات خلف القضبان ، وتقول " لم ولن نندم يوما على ما قدمناه من تضحيات في سبيل رسالتنا وقضيتنا وشعبنا ولكن نامل انصافنا وتوفير حقوقنا لان حياتنا بعد الحرية بحاجة للكثير وبحاجة لدعم ومساعدة مستمرة ".السعدي التي اعتقلت في 8-5-2002 ، وحوكمت بالسجن المؤبد 3 مرات ، تقول " اعتقل الاحتلال ايضا زوجي وشرد ابنائي الاربعة الذين عاشوا في الملاجيء بسبب اعتقال جميع اقاربنا ، وواجه زوجي مشقة ومصاعب كبيرة في رعايتهم وتاهيلهم بعد تحرره بينما مضت السنوات وانا محرومة منهم بسبب سياسات الاحتلال القاسية ".تحقق حلم قاهرة بعد سنوات الصبر ، وعانقت فجر الحرية في المرحلة الاولى من الصفقة ، ولكنها ورغم التئام شملها بزوجها وابنائها الذين كبروا في غيابها ، واجهت معاناة كبيرة في تجهيز منزلها والعودة لحياتها بعدما نالت الامراض منها ورغم ذلك واصلت التحدي ، وتقول " فرحنا بالحرية وواصلنا حياتنا لان الاهم بالنسبة لي اجتماع شملي بابنائي والعيش معهم ورعايتهم وتربيتهم وتحقيق احلامي التي حرمني السجن منها ".احد احلام قاهرة ، توفير شقة سكنية ، وتقول " ما زلنا نتامل الحصول على كامل حقوقنا ، وما قدمته لنا السلطة الوطنية غير كافيا فلدي اسرة ورزقت بطفل جديد بعد تحرري ". وتكمل " فرحتنا كبيرة بموقف الامارات العظيم لبناء اسكان لاخوتنا المحررين في غزة ، ونتامل ان تتبنى الامارات او الدول العربية الوفية كالجزائر تنفيذ مشروع مشابه لنا في الضفة الغربية ، فاوضاعنا ماساوية والاستجابة لهذا الحلم سيخفف من معاناتنا كثيرا ".تعيش في بيت مستاجر ورغم مرور اكثر من عام ، ما زالت المحررة امل فايز محمود جمعة 43 عاما من مخيم عسكر الجديد تعيش رهينة الامراض التي سببتها السجون لها ، وبعد جهود حصلت على منزل مستاجر ياويها على نفقة السلطة الوطنية .وتقول " منذ اعتقالي في تاريخ 9/5/2004 ، عايشت كافة انواع المعاناة واشدها خلال مكوثي داخل السجون الاسرائيلية ، وبسبب الاهمال الطبي المبرمج اصبت بمرض السرطان الذي انتشر في الرحم "، وتضيف " رفض الاحتلال علاجي حتى شارفت على الموت وبعد 4 سنوات من المعاناة والمرض اجريت لي عملية جراحية وفي نفس اليوم اعادوني الى سجن الدامون وتفاقمت حالتي الصحية بسبب عدم توفير العلاج والرعاية الصحية لي ".تصف المحررة امل السجن " بانه كجهنم الحمراء لان الاحتلال يحتجز كافة الاسرى والاسيرات في غرف وزنازين لاتصلح للبشر بهدف قتلهم بشكل بطيء ". صمدت امل 8 سنوات خلف القضبان حتى تحرر في صفقة وفاء الاحرار ، لكن معاناتها استمرت بين تدهور صحتها وتفاقم مرضها بعدما اصبحت تعاني من السكري والضغط وتلف في المعدة ، ورغم جهود السلطة الوطنية لعلاجها رفضت سلطات الاحتلال تحويلها للاردن ، وتقول " اعيش رغم الحرية كل اشكال المعاناة فالاحتلال يحرمني السفر للعلاج وما زالت السلطة تتابع قضيتي وامل الحل قريبا ".لكن معاناة امل تشمل كل نواحي حياتي ، فهي تعيش في منزل مستاجر في مدينة نابلس وتغطي اجرته الرئاسة الفلسطينية لكن ذلك كما تقول " لا يكفي فانا كاسيرة لدي حقوق واحتياجات كثيرة منها ان يكون لدي منزلا خاصا بي ولاي اسير محرر ". واضافت " بناء سكن للمحررين يوفر خط الامان لكل اسير واسيرة لا يمكنهم بناء او تشييد مسكنا وخاصة في اعمارنا وللتخفيف من معاناتنا و اهالينا ايضا كوني اعيل اسرتي ". امل التي تعيل اسرة مكونة من 9 انفار ، قالت امل " الامارات تبرعت باسكان للمحررين في غزة وهذه خطوة رائعه، ولكن نام لان نحظى بنفس الدعم في الضفة لاننا خرجنا من السجون ولايوجد لدينا ماوى، و نحن بحاجة الى الامان والاستقرار بعدما عايشنا الالم والمعاناة" . واكملت امل " نحن حقنا على الدولة و الرئيس ابو مازن و باقي الشعوب والدول العربية لاننا تقدمنا في العمر و يجب ان نشعر باننا نعيش في وطننا الذي ضحينا من اجله ، ونحن لانطلب مال ولامقابل لتضحياتنا لكن كل شيئ له حق وحقنا العيش بكرامة ". نريد دعما وارتسمت معالم الحزن والالم على وجه المحررة فتنة مصطفى خليل ابو العيش 27 عاما من نابلس بسبب عجزها عن تغيير واقع اسرتها الماساوي والتي تعيش مع 15 نفر من عائلتها في منزل صغير يتكون من غرفتين ، وتقول " مهما حصلت على مساعدة او دعم لن اتمكن من استئجار حتى منزل فوضع عائلتي صعب وتعتمد في معيشتها على راتبي ".المحررة فتنة التي اعتقلت في 21-7-2006 ، وحوكمت بالسجن 15 عاما ، تقول " منزلنا لا تختلف ظروفه عن السجن فهو صغير وقديم وعندما ينهمر المطر يغمره لذلك فان اولوياتي تامين مكان اعيش فيه وعائلتي بكرامة ".وناشدت فتنة الدول العربية وفي مقدمتها الجزائر الوقوف الى جانب القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس ودعم مشروع بناء اسكان للمحررين ، وقالت " اوضاعنا تزداد صعوبة مع التصعيد والحصار الاسرائيلي وما زلنا نعاني اثر السجن واكبر كارثة ان لا نحطى حتى بمنزل نعيش فيه كباقي البشر ".ويؤيد المحرر سامر المحروم من جنين الاسيرات والاسرى المحررين في دعوتهم لوقفة عز ومساندة لهذه الشريحة التي ضحت بحياتها في سبيل الحلم الكبير تحرير فلسطين ، وقال " ان كل اسير قدم من عمره وحياته كل اشكال التضحية ببطولة وشموخ لذلك المطلوب اولا انصافنا ومساندتنا وتوفير حياة كريمة لنا ". محروم الذي اعتقل في عام 1986 ، وحوكم بالسجن مدى الحياة ، قال " تحررنا ولكن اثر الاعتقال ما زال يلازمنا وهناك معاناة كبيرة نواجهها رغم ما قدمته السلطة لنا لاننا نبدا من نقطة الصفر ومن يريد ان يؤسس حياة كيف ستكون طريقه في عمر تجاوز الاربعين والخمسين ".وتابع " ان الاوان ليكون هناك دعم عربي حقيقي للقيادة في مواجهة التحديات والحصار الاسرائيلي الذي يعيق كل مجالات التقدم والتطور والحياة ونحن كمحررين ندفع الثمن باهظا لاننا عشنا خلف القضبان اكثر مما في حياة الحرية ".ويؤكد المحرر المحروم ، ان توفير اسكان لمحرري الضفة يعتبر مهمة وطنية وقومية ، داعيا الجميع من الاشقاء الذين ادوا وجبهم نحو فلسطين وفي مقدمتهم الجزائر لتحقيق هذا الحلم الذي يعيد للمحررين افراح الحرية التي ما زالت منقوصة بسبب همومهم وحياتهم الصعبة ، مشيرا الى ان غاليتهم مطالبين بتاسيس حياة والزوج والامان المعيشي والوظيفي .
عن الإمارات بعيون فلسطينية - فلسطين

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت