كانت فلسطين في قلب زايد الخير، كانت يده مبسوطة لفلسطين بلا مقابل او ثمن،وكان قلبه يتسع لكل جرح ووجع فلسطيني، وكانت الإمارات احد حماة فلسطين وقضيتها، هي بحق امارة العز والعروبة والعطاء، وكان المغفور له حاملا لواء الحق والعدل ، مناصرا وداعما لمجد الفلسطيني ونضاله، وعبر بوضوح عن ذلك حين قال"ان قضية فلسطين هي قضية العرب أجمعين، وهي أمانة مقدسة في أعناقهم. إن إيماننا بقضية فلسطين بعض من إيماننا بعروبتنا تاريخاً ونشأة وكياناً ومصيرا".
ولم ينقطع خير الامارات ودعمها المتواصل سياسيا وماديا لفلسطين مع خلف المغفور له باذن الله، وكانوا بحق خير خلف لخير سلف، فحافظوا على ثوابت الدعم لفلسطين في خطابهم الرسمي والشعبي، وظلت فلسطين محور لاهتمام سياستهم الخارجية، واستمرت دعوتهم للامة العربية لحشد طاقاتها وتسخير امكانياتها لمساندة الحق الفلسطيني، وتعزيز صموده في كفاحه المشروع ضد الاحتلال الصهيوني.
لقد كانت الامارات وما زالت على نفس مبدأها الراسخ نحو فلسطين، رغم التغيرات الدولية والإقليمية، ورغم سقوط البعض وتبدل الوجوه وتعثر الخائفين، بل كان للامارات دور لا يتغير او يتبدل بل تجسد بفعل واضح عبر الدعم المتتالي الذي قدمته الامارات الدولة والرئيس الشيخ والشعب، وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول العربية التي بادرت إلى الاعتراف بدولة فلسطين فور إعلانها في 15 نوفمبر 1988 خلال خطاب ألقاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المؤتمر الوطني الفلسطيني في الجزائر وطن الشهداء والعطاء والمجد والعزة والكرامة. وكانت دولة الإمارات خير سند للمواقف الفلسطينية العادلة في المحافل والمنابر الدولية المختلفة، وبخاصة في الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، حيث كانت دائماً تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المشروعة، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
لقد استلم الشيخ خليفة بن زايد راية والده المغفور له، فلا زالت يده بذات الكرم، والوفاء لفلسطين، ولم تنقطع قضية فلسطين عن وعيه، وهمه، واهتمامه، بل عزز من بناء العديد من المؤسسات الخيرية التي تعزز الصمود الفلسطيني، وتقوي شوكتهم في مواجهة الغطرسة الصهيونية. وقرر بناء مدينة سكنية على أنقاض الخراب والدمار الذي خلفه الاحتلال في غزة، مجسداً الرؤية الحكيمة لديه بأن الرد على عمليات التدمير في فلسطين يجب أن يكون رداً عملياً وعلى أرض الواقع، ووضع حجر الأساس لمدينة الشيخ خليفة بن زايد في رفح، هذه المدينة التي جاءت تأكيداً لإسهامات صاحب السمو الشيخ خليفة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني و تأكيدا على قوة الترابط بين الشعبين. بالإضافة الى قرار الامارات ببناء مدينة لاسرانا البواسل المفرج عنهم من سجون الاحتلال. إلى الإسهامات المتواصلة في كافة المجالات الطبية، والاغاثية، والتعليمية، والبنى التحتية.
إلى إمارات الخير..كل الوفاء
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت