لن أعترف أبدا بعيد الأم ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


إلى كل الذين يدعون حب ، وتقديس الأم، ويحتفلون بها في يوم واحد من كل عام ،على أن تكون باقي الأيام ،عصيان وعقوق وإهانة ..أقول لكم قفوا وفكروا ..واعرفوا مع من تتعاملون ،إنها ليست عشيقة يمكن أن تقبل بالذل والهوان ،وترضى به فتنسى أو تتناسى من اجل إشباع ملذات عابرة ومن أجل المأوى أو لقمة العيش !!،إنها ليست راقصة في ملهى ليلي ،أو في الحوانيت تتمتعون بمشاهدة فجورها وعريها ،فتتصارعون على الوصول إليها لتطويق عنقها أو خصرها بالأموال ،والهدايا الزائفة، من أجل إقامة علاقات غير شرعية.. كذكور النحل المتواجد طوال السنة في الطوائف، جنبا إلى جنب مع الملكات، واللائي لا يشعرن بهم إلا يوم يخرجن للزواج في مساء البلدة طمعا لإتمام هذا العرس !!
إن أمثال هؤلاء النسوة لا يمكن أن يحملن يوما لقب الأمومة ،وهم غرقى في بحور الخطيئة ،والخيانة والضياع !!،ولا أنتم لا يمكن أن تكونوا أبدا أبناء إن كانت تلك ثقافاتكم !!
ويامن تتملقون وتنافقون بعدما زججتم بأمهاتكم إلى دور رعاية المسنين أو أي مؤسسة خيرية من أجل راحتكم الواهية !! أقول لكم لن ترتاحوا ولن تنعموا بالعيش ولا السكينة أبدا ما دمتم لم تتغيروا وتطهروا أنفسكم من الانتقاص أ والإقصاء المتعمد لرعاية حقوق الأم طوال العام ..بأي قلب وتبجح ،وفجور تذهبون لزيارة أمهاتكم في تلك الأماكن فتقدمون لهن هدايا باهظة كاذبة لتدعون أنكم تحبونهن ..ويامن قمتم بضرب أمهاتكم من أجل إرضاء الزوجة ،وراحة الزوجة ،والانحياز السافر الشنيع لتلك الزوجة قفوا وفكروا ولو للحظة .. أما تعلمون أن الأمومة رمز الطهر والعزة والعفة والوفاء ،والشموخ ؟!
أما تعلمون أن الأم سفينة حانية دائما تسير ،وسط حراك الأمواج العالية المتخبطة ،ووسط تيارات المياه القاسية والمختلجة،فتصارع القراصنة والطغاة .. لتنقلنا إلى بر الأمان رغم أجواء الوشاية ،والضنك والهلاك ؟!
لو علمتم جميعا بمكانة ،الأم لما ارتكبتم كل تلك الحماقات ،والسفاهات ،والانحرافات ..لو علمتم أنها ليست بجاجة لهداياكم ،ولا لأموالكم،ولا لكلماتكم البراقة الخداعة ،إنها بحاجة إلى التقدير ،والطاعة، والأيدي الحانية التي عندما تربت على كتفيها بكل رقة وصدق خالص كالمعادن النفيسة الخالية من الشوائب حينها ، فقط تتذوق حلاوة الحياة ،وجمالها !!،هي بحاجة إلى نظرة إحساس حقيقية ترنو إليها بكل دفء ،ووئام !!
لا تتصوروا أنكم يمكنكم خداع أمهاتكم في عيد الأم الذي هو أمر محدث فلو كان للأم عيدا لكان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ،هو أولى من احتفل بذاك العيد ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني فمن لقيه منكم فمروه أن يستغفر لكم وفي رواية خطابا لعمر رضي الله عنه يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن كان به برص فبرىء منه إلا موضع درهم له أم هو بها بار لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل والله أعلم .
إن أويس لم يكن ببالغ هذي المكانة إلا لبره لوالدته.. فأين أنتم اليوم بل أين نحن جميعا من أويس؟!!.. فالأم أيها الأغبياء لن تستطيعوا خداعها بتقصيركم وإهمالكم وإهاناتكم لها طوال العام ،فتتصوروا أنها يمكن أن تنسى قساوتكم،وحماقاتكم ،رغم أنها تصفح وتسامح ..لكنها زكية بالفطرة التي حباها إياها الله سبحانه ، رغم البساطة والطيبة والصفاء إلا أن كل الأكاذيب ،والتملقات تكشفها على عجالة ،تشم رائحتها من بعيد ،فتفوق بدقة أعتى الرادارات !!فهل فكرتم في أعادة صياغة حياتكم بالتوبة والرجوع إلى الله للفوز بالهناء والرخاء والسعادة في الحياة الدنيا ،وفي الآخرة؟!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت