اوباما قدم الاغراءات والشعب الفلسطيني سار غضبا

بقلم: عباس الجمعة


ان زيارة اوباما كما ذكرنا لا تحمل أي شيء يوحي بتغيير في استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، سوى الإغراءات واعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل لشن هجوم على ايران دون التشاور مع الولايات المتحدة مسبقا ، ، وحثّ العالم على وضع حزب الله على لائحة الارهاب، وتعهد بعدم السماح لايران بامتلاك اسلحة نووية.
إن هذه الزيارة حملت كل الدعم الامريكي للكيان الصهيوني، ومؤسف ان يطالب اوباما الرئيس محمود عباس بالعودة الى المفاوضات دون وقف الاستيطان وازالة المستوطنات، وهذا يؤكد مدى الانحياز الأمريكي وهو ليس بجديد على الشعب الفلسطيني الذي تعود على استخدام الادارة الامريكية (حق النقض) الفيتو ضد الحقوق الفلسطينية .
ما يجب أن يدركه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقع مجددا في وهم السلام والمفاوضات وهو يرى حكومة الاحتلال الإسرائيلي تبتلع أراضيه وتهود مقدساته وتنهي آخر أمل في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
لقد بات واضحاً أن السياسة الأميركية حيال القضية الفلسطينية، لا تختلف من حيث الجوهر عن سياسات أشد الحكومات الإسرائيلية تطرفاً، والقائمة أصلاً على فكرة تحويل الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جحيم لا يطاق،
لقد وسعت تصريحات اوباما المناخات المواتية لكيان الاحتلال الصهيوني للاستمرار في مخططاته الاحتلالية العنصرية، واعطى الضوء الاخضر لقادة الاحتلال لمزيد من الأعمال الإجرامية والعربدة ضد الشعب الفلسطيني خاصة، وضد الشعوب العربية عامة، وكل ذلك صك قانوني مفتوح للاستمرار في العربدة المطلقة.
ان الإضراب الذي يخوضه سامر العيساوي ورفاقه واخوانه وما يتعرض له الاسير المناضل محمد التاج ليس حباً في الموت أو تعبيراً عن اليأس، بل هو وسيلة نضالية ضد الممارسات اللاإنسانية والسلوك الهمجي الذي تتبعه إدارة السجون ضد الأسرى والمعتقلين ، فهل رأى اوباما مأساة ما يتعرض لهم هؤلاء الابطال و لبى صرخة الشعب الفلسطيني افي أماكن تواجده بالضغط على حكومة الاحتلال من اجل الافراج عنهم باعتبارهم اسرى يطالبون بالحرية وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة ..
امام كل ذلك فان اوباما قدم الاغراءات والشعب الفلسطيني سار غضبا، ولهذا نرى بان اي عودة للمفاوضات تفترض وجود عوامل قوة فلسطينية،أساسها وحدة فلسطينية،ومصالحة وإنهاء انقسام،وصياغة تحالفات عربية وإقليمية جديدة تقوى الموقف الفلسطيني،وتحدث تعديل في ميزان القوى،وبدون ذلك فالعودة للمفاوضات وبالطريقة السابقة وشروطها وآلياتها،يعني سلطة مؤبدة تحت الاحتلال،ومشروع استثماري للبعض،وضياع للمشروع الوطني وتفكيك للقضية.
ختاما : أن علينا أن نستخرج دروس التجربة جيداً، فالانقسام شكل خسارة صافية للشعب الفلسطيني وقضيته، حيث أضعف من توفر عوامل الصمود لشعبنا ومن مكانة القضية الفلسطينية على الصعد الدولي، وشكل فرصة لبعض الأطراف العربية للتهرب من مسؤولياتها في دعم الشعب الفلسطيني ونضالاته ، وهذا مما يستدعي من الجميع الإسراع في إنهاء الانقسام وفق الاتفاقات الموقعة والبحث في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال الاتفاق على إستراتيجية وطنية نبني على أساسها التحالفات العربية والإقليمية والدولية، وتستند الى التمسك بالثوابت الوطنية وخيار المقاومة حتى تحرير الارض والانسان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس وضمان حق العودة لابناء شعبما من اللاجئين الى ديارهم وفق القرار الاممي 194 .
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت