العلامة البوطي شهيد المحراب ... ضحية لسلفيتين

بقلم: أبو حمزة مبارك


"هل أنت يا علي مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ فقال: اللهم لا. ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي. فالتفت الى عثمان فقال هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم نعم"
هكذا حين سأل الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف ،رضي الله عنه وأرضاه، الرجلين المرشحين لرئاسة الدولة الإسلامية بعد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه وأرضاه، هكذا كان جوابهما، حسبما رواه ووثقه الامام الطبري في تاريخ الأمم والملوك.
كانت هذه الإرهاصة المبكرة لمفهوم السلف والسلفية كما تبلور في العقل المسلم بعد ذلك بوقت غير قصير. هذا المفهوم الذي سيطر على تشكيل العقل المسلم بمجمله، وخاصة عند أهل السنة والجماعة. نعم، إن هذا التوجه ذا الحجم البارز، لم يكن يعي القضية يومذاك، بمفهومها الإصطلاحي الملزم الذي ستنتهي إليه على يد الامام الشافعي في نهاية القرن الهجري الثاني. ولكنه يضعنا على كل حال، أمام نموذج مبكر لإشكالية المقابلة بين التاريخ والنص. أو بين عقلية الماضي| الخبر وعقلية الاجتهاد|الحرية، أو بين مدرسة الرواية ومدرسة الرأي. إن الفرق هنا بين لحظة عبد الرحمن بن عوف ولحظة الشافعي، هو الفرق بين "مساحة الماضي" أو "حجم الكتلة الزمنية" الفاصلة بين أي منهما وبين النص الخالص أي وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم. لقد كان "الماضي" إذن يطل برأسه ويحاول فرض نفسه منذ البداية، عند أول سانحة، ولئن كانت المحاولة يومذاك ضعيفة وهادئة، فلأن مساحة الماضي ذاتها قليلة وضيقة. وشيئا فشيئا مع التزايد في مساحة "الماضي" كانت سطوة التاريخ تشتد باستمرار، حتى تحولت على يد الامام الشافعي إلى مصدر إلزامي رسمي ومقنن، هكذا يوجز المستشار عبد الجواد ياسين بدايات تشكل العقل السلفي.
هكذا كان ولازال العقل المسلم مقدسا للماضي، مبجلا له، مع ما يستتبعه هذا الأمر من اشكالية في فهم النص، وادراك كيفية الوصول الى النص الخالص المتعبد به من خلال هذه الجدر والحصون، جدران من التاريخ، وحصون من التراث تقف حائلا بيننا وبين التعاطي المباشر مع النص الالهي الخالص المتعبد به الملزم واجب التنفيذ، كتاب الله عزوجل، وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم، ورغم المحاولة الذكية لمدرسة الرأي للانعتاق من ربقة التاريخ، هذه المدرسة التي كان أبو حنيفة خير ممثل لها، فإن ذلك لم يمنع سطوة التاريخ من أن تسلط عليها قليلا من أشعتها. فعلى الرغم من أن منهج أبو حنيفة منحه حرية واسعة، في وزن أقوال الصحابة بل ونقدها، إلا أنه ظل حبيسا لهذه الدائرة ف"لا يخرج من قولهم الى قول غيرهم" بل يرجح بين هذه الأقوال "فيأخذ بقول من شاء ويدع قول من شاء". لقد كانت مدرسة أبو حنيفة هي الأكثر نجاة من سطوة التاريخ أو الماضي، فما أن يخرج عن دائرة الصحابة إلى التابعين، حتى يعلن حقه في الإجتهاد كما اجتهدوا.
لقد نفرت مدرسة الحديث "السلفية" منذ مطلع نشأتها من الرأي. وهذا النفور هو في حقيقته موقف من الحرية ومن العقل كليهما، وذلك أن ممارسة "الرأي" لا تتم على حقيقتها بغير الحرية والتعقل. على أنه من نافلة القول أن نؤكد على أن "الرأي" المقصود هنا، ليس الرأي الفلسفي المطلق الذي يأبى التقيد بمرجعية النص أو الخبر من حيث الإبتداء، بل الرأي الذي يمارس داخل إطار المرجعية النصية ذاتها. وهذا ما يفسر موقف المدرسة السلفية الرافض لأبي حنيفة، فليس في صحيح البخاري ولا مسلم حديث واحد مروي عنه، بل ووصل الحد الى تكفيره، حيث أورد الأشعري في الإبانة عن سفيان الثوري "قال لي حماد بن أبي سليمان بلغ أبا حنيفة المشرك أني منه بريء". لقد كان أبو حنيفة بغير شك، يمارس الرأي "من الداخل"، أي تحت سقف المرجعية العليا للنص الشرعي، ولكنه كان يفعل ذلك بقدر محسوس من التعقل، وقدر محسوب من التحرر، في مواجهة "الماضي" كمرجعية مصدرية مستقلة.
لقد كان أبو حنيفة ينتهج منهجا عقليا موضوعيا لوزن الأحاديث، مبنيا على النظر الى "متن الحديث" على ضوء اليقيني الثابت من الكتاب والسنة، مخالفا بذلك منهج أهل الحديث بنزعته الوجدانية الإسنادية، التي تكتفي في الحديث ببحث الرواة، ولاتحفل من ثم بموضوعه. فنلمس في منهج أبي حنيفة ممارسة راقية لقدر من "التعقل" نحسب أنه من طبيعة الإسلام ذاته كما هو منصوص على وجه التواتر في الكتاب، وممارسة واعية لقدر من "الحرية"، نحسبها كذلك من طبيعة الإسلام ذاته كما هو منصوص على وجه التواتر في الكتاب وصحيح السنة. إنه تحرر من إلزامية ما لا يلزم، أي من إلزامية الماضي والرواة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن هذا المنهج يوسع من دائرة الحرية حين يضيق هامشها، برده لما يناقض الثابت، من دائرة الإلزام، لأن دائرة الإلزام الحقيقية لا تبنى على غير يقين.
ولكي تتفادى العقلية السلفية التي فرضت نفسها ممثلا وحيدا لأهل السنة والجماعة، خطر أبي حنيفة، فلقد مارست ضغطا رهيبا على المدرسة الحنفية بعد وفاة مؤسسها، مما أدى الى أن أصبح الفقه الحنفي باستمرار، محاصرا بمقولة عاتية هي مقولة "الجمهور" التي يشار بها الى رأي الفقهاء الثلاثة الاخرين، الذين كانت اراؤهم في معظم الأحوال متفقة على خلاف رأي أبي حنيفة. ولقد أسفرت هذه الضغوط عن ضرب من التأثير أو التطعيم الذي نحا بالمذهب الحنفي منحى قريبا من المنظومة السلفية ذاتها.
وهكذا، ذاب تيار الفكر الحنفي بنزوعه النسبي الى الحرية والعقل، داخل بحر السنة والجماعة، حيث كانت تيارات السلفية تضرب في كل اتجاه. فضاعت فرصة تاريخية كانت سانحة لتحرير العقل المسلم من قيود الماضي، وعبء الكتلة الزمنية التي ترهلت، فأثقلت كاهل العقل المسلم. ولم يبق من المدرسة الحنفية في نهاية الأمر غير مجموعات محفوظة من الأحكام والفتاوى، تحولت بدورها، ضمن إطار المنظومة المدونة، الى سلطة مرجعية ملزمة، تمارس معها على العقل الفقهي اللاحق، ضروبا شتى من التشويه والقهر.
فهكذا كان البوطي ضحية للسلفية الأولى فكريا، وهي التي شكلت العقل المسلم وهيمنت عليه، وتخندقت مع الحاكم، منذ اللحظة الأولى التي وقع فيها الإنفجار السياسي الأول في الإسلام، فكان التيار الرئيسي للمسلمين، أهل السنة والجماعة، وفي القلب منه عقلية الخبر "السلفية"، في خندق واحد مع السلطة الحاكمة الجديدة. نعم لقد كان قبول هذا العقل للسلطة الجديدة في أول الأمر مشوبا ببعض التحفظ الناجم عن التغير الناشيء في ملامح السلطة، وتحولها من خلافة راشدة إلى ملك وراثي، فضلا عن صدمة الدماء. إلا أنه مع مرور الوقت، وتحت ضغط الخصومة المتأججة من قبل الخوارج والشيعة، والتي لم تكن تفرق بين هذا التيار الرئيسي والسلطة الحاكمة الممثلة له، صار دفاع التيار الرئيسي عن نفسه دفاعا في الوقت ذاته عن شرعية السلطة، الأمرالذي ترجم في النهاية إلى ضرب من وحدة الصف، ووحدة الموقف، بين السلطة، التي وجدت في ردود مدرسة الحديث "السلفية" على الشيعة والخوارج سندا تقنينيا لشرعية وجودها، وبين مدرسة الحديث "السلفية"، التي راحت تفتش في ثنايا الماضي عن الأخبار والاثار، حيث لم يكن من العسير عليها أن تجد ما افتقدته في صريح النص " المتاح انذاك" أي في القران والسنة. وذلك بغرض إمداد السلطة بأسانيد تأسيسية تتجاوز فرضية الأمر الواقع، الذي قهرت الأمة به، وفرضت وجودها وثبتت سلطتها به. فعبر النزوع السلفي عن نفسه، نتيجة لذلك، بظاهرة الطلب المبالغ فيه على الحديث والأخبار في ظل ظروف تاريخية مشتعلة ومتأخرة وبأدوات محض نقلية لا تغني على أهميتها، عن سائرأدوات النقد العقلية والتاريخية. وعليه، فقد ظل، كقاعدة عامة، هذا الإرتباط العضوي بين السلطة المركزية وتيار الفقه السلفي قائما كحقيقة سياسية وفكرية ثابتة في مجمل تاريخ الدولة الإسلامية.
كان البوطي بالتزامه بهذا الموقف الذي لا يجيز الخروج على الحاكم درءا للفتن، وحقنا للدماء، ابنا بارا لأهل السنة والجماعة، وممثلا حقيقيا لفكرهم، المهيمن عليه تاريخيا من قبل العقل السلفي، ومعبرا حقيقيا عن النظرية السلفية التي لا ترحب بالخروج على الحاكم، بل حتى إنها لا تبيحه، تحت "عقدة الفتنة" التي كرسها نزيف الدماء في العصر الإسلامي الأول. ففلسفة النظرية السلفية، لاسيما في صورتها الحديثية الحنبلية، تقرر صراحة أن الإمام لا ينخلع "لفسقه وظلمه بغصب الأموال وضرب الأبشار وتناول النفوس المحرمة وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود" حسبما أثبته الباقلاني في التمهيد. ووفقا لأحمد بن حنبل، فيما يوثقه عنه أبو يعلى محمد بن الحسن الفراء في الأحكام السلطانية، فإنه يقرر بأن "من غلبهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الاخر أن يبيت ولا يراه إماما عليه، برا كان أو فاجرا، فهو أمير للمؤمنين".
ومكمن الخطر هنا، حسبما يقول المستشار عبد الجواد ياسين في كتابه السلطة في الإسلام، العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ، هو أن الإمام أحمد "لا يؤرخ حدثا، ولا يقدم رأيا، ولا حتى يفتي بصدد واقعة مخصوصة يمكن الحديث فيها عن الضرورة والإكراه. وإنما هو ينظر نظرية، ويؤصل حكما ويشرع تشريعا له صفة التأبيد والدوام. فهل يسهل علينا أن نرى إلى أي مدى بلغت هيمنة "الواقع"؟ إلى أي مدى كانت "النظرية" انعكاسا "للتاريخ" أعني لجبروت الواقع السياسي المفروض بالقوة؟ وإلى أي مدى كان النص يتأخر حين يراد له أن يتأخر".
ولا بد أن يصاب الإنسان بالدهشة، حين يقابل بين الموقف المتشدد للإمام أحمد في مسألة خلق القران وبين موقفة النظري المتساهل في مسألة السلطة. فبينما كان يكفر الناس صراحة على القول بخلق القران متسائلا "وأي كفر أكفر من هذا، وأي كفر شر من هذا"، نجده "يدعو المعتصم بأمير المؤمنين في غير موضع وهو الذي كان يقول بخلق القران، بل إنه دعاه إلى القول بخلق القران"، ليس هذا فحسب، بل "وضربه عليه"، على حد تعبير أبي يعلى الذي يورد هذا النص ليستدل به على أن مذهب أحمد في شروط الحاكم "يقتضي اسقاط اعتبار العدالة والعلم والفضل".
هذا هو الموقف الفقهي الذي وقع العلامة البوطي ضحية له، فلم يقر جواز الخروج على بشار طمعا في دنيا يصيبها، كما يزعم أدعياء الشرف، ولا سعيا لمغنم رخيص كما يدعي شيوخ السلاطين، ولا خوفا وجبنا، ولكن نحسبه، قناعة وفكرا. كان يضن بنفسه أن تخالف ما هو متأصل في فقه أهل السنة والجماعة، صاغه العقل السلفي، المهيمن على تاريخها وكتب تراثها، فالتزم الرأي الموروث المجمع عليه في كتب التراث، فكان وفيا لمذهبه، مخلصا لفكره، ملتزما بفقهه، فاسقط اعتبار العدالة والعلم والفضل كشرط لإطاعة الحاكم، وأقر بملء فيه بأن الخروج على الحاكم هو باب للفتنة، ومدخل للمفسدين، وفرصة للمتربصين. كان صادقا لا منافقا، فاجتهد على أساس فقهي له جذور عميقة في تارخنا الإسلامي، فنحسبه من المأجورين عند الله سبحانه وتعالى.
وكذلك كان البوطي ضحية للسلفية الثانية سياسيا، السلفية المعاصرة. ولأن البوطي لا يجيد الكيل بمكيالين، ولا التحدث بلغتين ولسانين، ولا التعامل بوجهين، كان واضحا وضوح الشمس لا يتلون، ولا يغير مواقفه تبعا لمصالح أسياده. وكأن لسان حاله كان يخاطب مشايخ الفضائيات، علماء النفط قائلا:
ان كان بشار دكتاتورا، وهو كذلك، فما بال ال سعود وال الخليج؟
ان كان بشار ظالما، وهوكذلك، فأين العدل في بلاد الحجاز وقطر؟
ان كان بشار مجرما قاتلا، وهو كذلك، ولكنه لم يكن عاقا لأبيه!!!
تاريخ البوطي وعلمه لا يمكن أن يقبل المداهنة والكذب، لا يمكن أن يرضى بأن تتناقض مواقفه ولا أن يتاجر بالسياسة، فمن ينادي بالثورة على ظالم، عليه أن يدعو للثورة على كل ظالم. من لا يقبل بانتهاك أعراض المسلمين في الشام، عليه ألا يقبل ان تنتهك الاعراض في كل شام. أما أولئك الذين ابتهجوا لاستشهاده، فمواقفهم من الثورة السورية، كانت ولا زالت، فيها استغلال لمعاناة الضحايا والثكالى من الابرياء والاتقياء الباحثين عن الحق والعدل والحرية، نسأل الله عز وجل أن يسكن من استشهد مظلوما ضعيفا أعلى المراتب في الجنة، وتوظيف لجرائم النظام، لوضع الامور في غير نصابها، وللي عنق الحقيقة، ولتكريس فهم معين للاسلام وجعله هو الفهم الوحيد، ولترسيخ فكر لا علاقة له بالوعي، البوطي كان صاحب موقف فكري، كان مقتنعا لا منافقا، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احدا، أما منتقديه، فانظر الى تقلب مواقفهم حسب المصلحة التي تحركهم، فمواقفهم لأكبردليل على هذا، كانوا ولازالوا عراعيرا عند السلاطين، ويستغلوا الدين لتضليل المريدين وتوريط الناس البسطاء.
لا يمكن لعاقل يتقي الله عزوجل ان يدافع عن الانظمة الفاسدة والمجرمة، سواء بشار أو ال سعود، لكن السلفية المعاصرة تسعى في الأرض فسادا، وتقلب الحقائق، وتزور الاحداث حتى تخدمهما الريح اينما هبت، فقوتهم الفتنة والطائفية، وزادهم المذهبية والعصبية، مصلحتهم في تشتيت الامة حتى تكون لقمة سائغة لأعدائها، وعليه و مصداقا لحديث نبينا صلى الله عليه واله وسلم، من يجتهد ويصيب فله اجران ومن يجتهد ويخطيء غير منافق ولا ملبس على الحقائق فله اجر، اتصور ان البوطي مأجورا باذن الله.
البوطي صاحب موقف وقناعة، لا نفاق ومصلحة، تختلف معه في موقفه، ولكن لا يمكن بحال من الاحوال ان تشكك في صدقه، والا لارتمى في احضان قطر، في هذا الزمن من ينافق ويريد الدنيا لا يمكن ان يقاوم قطر وما ادراك ما قطر، ففيها المجد والشهرة والسمعة، فيها المال والجاه وفيها الجزيرة التي ترفع من تشاء وتنزل من تشاء، لا يمكن ان تقاوم اغراء شاشتها، ولا بريق اضوائها، البوطي رفض هذا، واستمر على موقفه بعدم جواز الخروج على الحاكم، حتى لا تستتبعه فتن لا يعلم الا الله نهايتها، هي قناعة وموقف فكري، لا انتهازية ومصلحة ونفاق، ولهذا كان شرف الاستشهاد في المحراب، في بيت من بيوت الله، مسجد الايمان، وفي حلقة علم. هذا الشرف العظيم لم ينله الا كبار الامة، سيدنا عمر وسيدنا عثمان رضي الله عنهما وارضاهما، وحتى الخوارج حين ارسلوا لقتل ثلاثة في المحراب، لم يقدر الله عزوجل الا لأصدقهم أن ينال شرف الشهادة في المحراب، فكان الامام علي رضي الله عنه وارضاه، شهيدا في المحراب.
دم العلامة البوطي سيكون نقطة نظام في تاريخ الربيع العربي. فكما عاش حياته باحثا في كبرى اليقينيات، متفقها في السيرة، وتاركا بصمة واضحة في فكر كل طالب للعلم الشرعي، ساعيا للخير، ندعو الله أن يكون دمه طريقا للخير والى حقن الدماء، والى استرجاع العقل.
في الحديث الذي رواه أحمد وصححه الألباني، عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال:
"ان بين يدي الساعة لهرجا، قال: قلت يارسول الله ما الهرج، قال صلى الله عليه واله وسلم: القتل، قال بعض الصحابة: أكثر مما نقتل، إنا لنقتل كل عام أكثر من سبعين ألفا، قال صلى الله عليه واله وسلم: إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته، فقال بعض القوم: ومعنا عقولنا، قال صلى الله عليه واله وسلم: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباءا من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء، قال أبو موسى الأشعري: والذي نفسي بيده، ما أجد لي ولكم منها مخرجا –إن أدركتني وإياكم- إلا أن نخرج منها كما دخلنا فيها، لم نصب منها دما، ولا مالا"
اللهم اعصم دماءنا، واحفظ عقولنا، ونجنا من الفتن والضلال

أبو حمزة مبارك
كاتب فلسطيني، بريطانيا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت