القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قال البروفيسور الإسرائيلي يهوناتان هاليفي، الباحث في مركز "القدس الأورشليمي" للشؤون العامة والدولة إن إستراتيجية حركة حماس التي ترفعها هي مقاومة مسلحة بكل ثمن، حتى لو رفعت شعارات أخرى مؤقتة، رغم المحاولات التي بذلتها لتغيير معالمها الرئيسية، وجاءت مؤخرا على يد بعض المبعوثين الغربيين.
وأضاف الباحث في دراسة نشرها على الموقع الالكتروني للمركز، فإنها تكشف مرة بعد أخرى أن المقاومة المسلحة هي أداتها الأساسية وأسلوبها الرئيسي، لكي يمكنها من النجاح في تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في تحرير أراضي فلسطين، وإقامة دولة خلافة إسلامية عليها.
وتابع البروفيسور الإسرائيلي قائلاً في دراسته إنه من الواضح أن استخدام حماس للورقة الفلسطينية من أجل تهييج الجماهير العربية وتأليب الرأي العام العربي والإسلامي، لا يساعد كثيرًا على إبقاء الاستقرار الإقليمي، بل من شأنه أن تزيد من عوامل التدهور السياسي في منطقة الشرق الأوسط، الذي من شأنه أن يتزايد أكثر فأكثر باتجاه الوصول إلى مرحلة المواجهة المسلحة الكاملة، على حد قوله.
بالإضافة إلى ذلك، أدعى البروفيسور هاليفي أن حماس من جهتها أعلنت حربا على الدولة العبرية، مشيرًا إلى أن هذا هو الملخص الذي يمكن أن يصل إليه المراقب من خلال التصريحات النظرية والسلوكيات السياسية، التي صدرت عن الحركة خلال السنوات الأخيرة، والعمليتان العسكريتان (الرصاص المصبوب أواخر 2008 وأوائل 2009، وعملية (عامود السحاب) في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، ذلك أنهما، أي العمليتين، مثلتا ذروة العمل العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، بحسب الدراسة.
كما تناولت الدراسة موضوعًا ثانيًا وأشارت إلى أن الرسالة التي عاودت الحركة من خلال زعمائها والناطقين باسمها، كانت واضحة لا تقبل التأويل، وهي أن كل الوسائل متاحة في مجال المقاومة المسلحة للعمل على فك الحصار المفروض على قطاع غزة، وكان على رأس الأهداف التي أعلنتها عنوانا لتحركها المستقبلي، هو إمكانية اقتحام الحدود من جديد، وفي ذات الوقت، استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية الواقعة في جنوب الدولة العبرية، ومواصلة إطلاق النار من أسلحة متوسطة وخفيفة من مناطق متاخمة للحدود بين غزة وإسرائيل، إنْ كان ذلك من خلال استهداف المواقع العسكرية أو الأهداف المدنية في آن واحد.
ونقل البروفيسور الإسرائيلي عن محافل عسكرية وأمنية وصفها بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب تقديرها بأن حماس بصدد الاستعداد لانتهاج إستراتيجية جديدة بعنوان مقاومة مسلحة بكل ثمن، حتى لو أدى ذلك لنشوب حرب إقليمية، انطلاقًا من قناعة لديها بأن الشعب الفلسطيني لن يموت وحده، ومقاتلوها سيخترقون كل الحدود في طريقهم لإنجاز هدفهم المتمثل بإزالة الحصار المفروض على القطاع من قبل إسرائيل منذ حوالي ستة أعوام.
وأوضح البروفيسور الإسرائيلي أن حركة حماس حتى الآن، لم يطرأ على إستراتيجيتها أي تغيير، لا في الأيديولوجية العامة، ولا في التكتيكات الميدانية، ما زالت المقاومة المسلحة هي الأداة الأساسية في طريقها لتحقيق أهدافها المتمثلة بتحرير كل أراضي فلسطين، وإقامة الدولة الإسلامية، التي ستكون أساسًا ميدانيًا لإقامة الخلافة الإسلامية العالمية، وستخرج بدورها لمرحلة الجهاد ضد الغرب، وهي بهذه الطريقة، لا تشكل تهديداً لإسرائيل فقط، المتمثل بالعمليات المسلحة التي تنفذها في المناطق الفلسطينية، بل للدول الغربية أيضا.
وتابعت الدراسة الإسرائيلية قائلةً إن إستراتيجية حماس، القادمة من مدرسة الإخوان المسلمين، تشكل تهديدا لمختلف الأنظمة العربية القائمة في الشرق الأوسط، وبالتالي يأتي استخدامها للورقة الفلسطينية لاستثارة الجماهير الغاضبة، وتعبئة المشاعر بجانب الأفكار الثورية الإسلامية، والضغط على تلك الأنظمة من داخل بيوتهم، للخروج بحرب شاملة ضد الدولة العبرية ومقابل السياسة العدائية، التي تعلنها حماس، ستواصل إسرائيل سياستها لتوجيه ضربات موضعية، دون أن تصل حتى اللحظة، لمستويات القيادة العليا في حركة حماس، لكن هذه السياسة تستدعي وسائل هجومية أكثر، طالما أن حماس ترى أن الثمن الذي ستجبيه من هذه السياسة سيبقى بسيطًا.
وفي سبيل إيصال رسالة الردع الإسرائيلية أمام حركة حماس، قال البروفيسور هاليفي إنه يجب على الدولة العبرية أنْ تبقي بيديها خيارا عسكريا قويا، وفي ذات الوقت إبقاء حق الدفاع عن النفس في سلم الأولويات، وبالتالي مواءمة هذه المتطلبات وفق الاعتبارات الأمنية للدولة، لأنه ليس فقط ذلك الفدائي المتزنر بحزام ناسف يعتبر قنبلة متكتكة، بل من يرسله ويشغله من المستوى القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وأيضا القيادة السياسية، التي تحدد توقيت وطبيعة العمليات الفدائية، تعتبر من وجهة النظر الأمنية في ذات المستوى من الخطورة والتهديد.
وخلصت الدراسة الإسرائيلية إلى القول إن الدولة العبرية تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها، وهي ملزمة بالتأكيد في استخدام هذا الحق بالنظر لباقي الاعتبارات الأمنية المحيطة بالواقع الذي نعيشه جميعًا، على حد تعبيرها