هل يفعل المقاوم ما يفعله المفاوض

بقلم: فايز أبو شمالة


المقاوم يقول: لا للمفاوضات، ونعم للمقاومة، لا للتفريط ونعم للتضحية، لا للقاء الإسرائيليين على طاولة المفاوضات، ونعم للمواجهة في الميادين والساحات.
بينما المفاوض يقول: لا للمقاومة، ونعم للمفاوضات، ولن ننجر إلى المربع التي تريده إسرائيل، ونعم للقاء الإسرائيليين على طاولة المفاوضات بشرط تجميد الاستيطان، ولا للمواجهة في الميادين.
المقاوم يقول: لا للمفاوضات ولا يحرك ساكناً لمنعها، ولا يمارس عملياً ما يعرقل المفاوضات، بينما المفاوض يقول: لا للمقاومة، ويمنعها فعلاً باسم الحفاظ على مصلحة الفلسطينيين، ويمارس عملياً ما يعبر عن قناعته برفض المقاومة، بل ويقوم المفاوض باعتقال المقاومين، ويقوم بتصفيتهم جسدياً إن تطلب الأمر، كما حدث في قلقيلية والخليل.
المقاوم ما زال يرفض المفاوضات بهدوء، ويحسب ألف حساب لخطوات المفاوض، ويرجوه بأدب أن يتوقف عن المفاوضات مع الإسرائيليين، ويتوسل إليه أن يحافظ على الثوابت الوطنية، وأن لا يغطي عورة الاحتلال بلقاءاته الهزلية.
المفاوض يسير على خط المفاوضات بثبات، ولا يحسب للمقاوم حساباً، بل يتهم المفاوض المقاوم بأنه يخرب خطه السياسي، ويوفر بالمقاومة الذريعة لشريكه الإسرائيلي كي يتهرب من طاولة المفاوضات.
قبل سنوات عديدة كان مفاوض اليوم يقود خط المقاومة ضد الصهاينة، وكان قوياً وعنيفاً ضد أي طرف يفكر في لقاء الإسرائيليين، كان مفاوض اليوم مناضلاً يطلق النار على رأس كل من يعترف بإسرائيل، ويقطع دابر كل من يقول: نعم للمفاوضات مع الإسرائيليين، قبل سنوات كان المفاوض مناضلاً، اتهم مصطفى دودين بالخيانة لأنه وافق على الاجتماع مع الحاكم العسكري الإسرائيلي، وأطلق النار حتى الموت على صدر رئيس بلدية نابلس ظافر المصري، لأنه أيد الاعتراف بإسرائيل، ونادى بالسلام.
فهل يسير مقاوم اليوم على طريق مناضل الأمس، ويفكر في الانغماس في المفاوضات مع الصهاينة لاحقاً، لذلك لا يتجرأ على إلزام المفاوض بعدم الالتقاء مع الإسرائيليين، وعدم الاعتراف بهم، وعدم التفاوض معهم حول تسوية تمكنهم من السيطرة على 78% من أرض فلسطين؟
حتى يتأكد الشعب الفلسطيني من جدية المقاومة، ومصداقية برنامجها السياسي القائم على رفض الاعتراف بالعدو الصهيوني، فإنه ينتظر موقفاً صارماً وحازماً وبائناً من المفاوضات.
وينتظر الفلسطينيون أن يمارس المقاوم عملياً ما يمنع المفاوضات، ينتظر الفلسطينيون أن ينتصر خط المقاومة نهائياً، وينهزم إلى الأبد خط المفاوضات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت