القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
إستقبل وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني،اليوم الخميس، في باحات المسجد الاقصى المبارك وفدا شعبيا من مملكة البحرين الشقيقة حيث إستعرض الاوضاع الفلسطينية عامة ومدينة القدس على وجه الخصوص ، وما يكابده أهلها من معاناة جراء الممارسات الاسرائيلية اللانسانية وتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات الثنائية والعلاقات مع العالم العربي والاسلامي من خلال الانتهاكات المتكررة لحرمات الاماكن المقدسة واقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصى المبارك والمدعومين من الحكومة الاسرائيلية ، وتوسيع رقعة الاستيطان بكافة أشكاله وعدم الكف عن الحفريات اسفل البلدة القديمة والمسجد الاقصى والعمل على تغيير معالم المدينة المقدسة في محاولة مكشوفة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق وخلق وقائع جديدة تهدف الى قطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة وسلخ مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني والعربي والاسلامي والدولي .
وأشار الى التغلغل الاستعماري الجديد في المنطقة العربية وتكالبه على تقسيم المقسم وتجزئة المجزء وطمس أوجه المعالم التي تعبر عن عراقة وعظمة الحضارة العربية والاسلامية وتؤكد على" وجودنا وتاريخنا وتراثنا "، موضحا ان القضية الان لم تعد صراعا فلسطيينا اسرائيليا انما هي قضية الامة بأكملها والتي بدأهذا الاستعمار العبث بها للسيطرة على مقدراتها دون اية خسائر تذكر من الاستعمارين حيث جرى تعلم الدرس من حرب العراق وما آل اليه الوضع فيه وتقسيمه ، وما يجري حاليا في سوريا ومن قبل السودان واليمن ومصر وخلط الاوراق في هذه الساحات وتوسيع رقعة التدمير الذاتي في المنطقة العربية .
وأكد الحسيني ان استباحة المسجد الاقصى المبارك وتقسيم الارض الفلسطينية عبر المستوطنات وجدار الفصل العنصري وسياسة الاعتقالات وكسر معنويات الاسرى وهدم المنازل وتشريد الفلسطينين ما هو الا جزء من مخطط مدروس مرتبط بما يجري في الساحة العربية ، ما يدعو الى وقفة عربية جدية وجادة بعيدة عن لغة الاستجداء والاستعانة بمجلس الامن والاعداد الجيد لمقارعة الاحتلال ودحره عن الارض الفلسطينية وافشال المؤامرات الدولية الاستعمارية في المنطقة العربية ، موضحا ان الزيارات العربية المتكررة لفلسطين والقدس تحديدا جزء من هذا الاعداد الذي يؤدي الى الحفاظ على الوجود الفلسطيني شعبا وارضا .
بدوره اوضح مقتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين للوفد البحريني الاهداف الكامنة وراء اقتحامات سلطات الاحتلال وانتهاكاتها في المسجد الاقصى المبارك في محاولة" لا قدر الله سبحانه وتعالى لهدمه وبناء الهيكل المزعزم على أنقاضة "، منوها الى التجربة السابقة التي جرت في الحرم الابراهيمي الشريف حيث تقسيمه بين المسلمين واليهود ، مبينا ان هذة الاقتحامات تدلل على بدء التقسيم الزمني لقبلة المسلمين الاولى تمهيدا لاقدر الله الى تقسيمه مكانا .
ودعا المفتي الاشقاء من مملكة البحرين الى نقل رسالة من الشعب الفلسطيني رئيسا وقيادة وشعبا الى شعوب الامة العربية بضرورة تكثيف الزيارات الى فلسطين والقدس تحديدا لما لها من اهمية في دعم وتعزيز صمود هذا الشعب الذي يناضل ويكابد منذ أكثر من ستة عقود خلت ، منوها الى الفتوى الشرعية التي جرى توزيعها على السفارات الفلسطينية في الخارج والتي توضح أهمية هذة الزيارات وتبين محاذيرها وتؤكد على طبيعتها الشؤعية والدينية والوطنية .
من ناحيته أوضح رئيس الوفد البحريني صالح مسلم ان هذا الوفد يمثل الاطار الشعبي في المملكة وقد أطلق على نفسه " وفد أصدقاء القدس " وخصصت جولته في المدينة المقدسة التي شاهدنا عن كثب واقع الحياة فيها والمعاناة التي تحيط بأهلها والتي كنا نسمع عنها من وسائل الاعلام ولم نكن نتوقع ان تكون بهذا الشكل ، لكننا نقول للمقدسيين وجميع ابناء الشعب الفلسطيين انكم لستم وحدكم وهناك اشقاء لكم في البحرين وان شاء الله من جميع الاقطار العربية يقفون الى جانبكم ويؤازروكم في محنتكم وسيعملون بأقصى طاقاتهم من اجل تعزيز الصمود البطولي الفلسطيني ، مؤكدا ان الزيارات العربية ليست تطبيعا مع الاحتلال لان القصد منها هو دعم الاشقاء الفلسطينين ومؤازرتهم ومساعدتهم في انتزاع حقوقهم من الاحتلال .
وكان الوفد البحريني قد زار اضافة الى المسجد الاقصى المبارك والبلدة القديمة وكنيسة القيامة مؤسسات ترعى الاطفال الايتام كمؤسسة دار الطفل العربي حيث التقى برئيسة مجلس الامناء المربية ماهرة الدجاني والتي استعرضت مسيرة هذة الدار منذ نشأتها عام 1948 على يد المربية الراحلة هند الحسيني لايواء ضحايا مجزرة دير ياسين ومن ثم تطورها عبر السنين وتبؤها مركزا متميزا بين المؤسسات الفلسطيينة والمقدسية على وجه الخصوص .