القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
أكد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية أن ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات تأتي في سياق مسلسل واضح من مخططات مكشوفة في محاولة يائسة (إنشاء الله) من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين لتهويد المدينة المقدسة وفرض أمر واقع جديد في الأقصى كالتقسيم أو الهدم.
وفي حديث عبر الهاتف لبرنامج تلفزيوني يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية قال الشيخ حسين إن هذا المسلسل مستمر" فقبل أسابيع كان عرض للفيلم الإسرائيلي الذي يصور هدم قبة الصخرة المشرفة ليقام مكانها "الهيكل" المزعوم، ثم جاء الاحتفال يوم الاربعاء بافتتاح معهد "الهيكل" والآن هم (الإسرائيليين) يقولون إن هذه "بشارة" أو "مقدمة" لبناء "الهيكل"، وقبل ذلك كان هناك "كنيس الخراب" وغيره من الكنس التي تقام أمام المسجد الأقصى، بالإضافة إلى الحفريات في ساحة البراق وغيرها (..) في البلدة القديمة.
واعتبر المفتي العام بان كل هذه الانتهاكات والاعتداءات تصب ضمن مخططات هدفها الوصول إلى المسجد الأقصى لفرض واقع جديد، وقال "بالتالي الأوضاع خطيرة وصعبة جدا ولا بد من التنبؤ ولابد كذلك من حشد كل الطاقات لإفشال كل هذه المخططات التي تستهدف الأقصى وحضارتنا ووجودنا وتستهدف تماما المدينة المقدسة لتشويه معالمها وطمس هويتها العربية والإسلامية ".
وحول حالة الصمت المطبق في العالمين العربي والإسلامي تجاه مخططات التهويد التي تستهدف القدس، أعرب الشيخ حسين عن أسفه الشديد من انشغال الدول العربية والاسلامية في خلافاتها الداخلية بعيدا عن ما يجري في القدس، مؤكدا بان حماية المسجد الأقصى تقع على مسؤولية الأمة لان هذا المسجد يرتبط بعقيدة كل مسلم في هذا العالم من خلال معجزة "الإسراء والمعراج" وبكونه "القبلة الأولى" للمسلمين ويجب أن تشد إليه الرحال .
وقال " كل مسلم في هذا العالم تقع عليه مسؤولية تجاه القدس، ولا يعفي أي شعب أو أي حاكم من مسؤوليته في أي وضع كان من القيام بواجبه لحماية المسجد الأقصى المبارك".
وعن قرار مؤتمر القمة العربية الأخير في الدوحة تجاه دعم القدس قال الشيخ حسين" لا شك بان هناك بعض الايجابيات في هذا المؤتمر نأمل تنفيذها، مثل قرار تخصيص صندوق لدعم القدس بمليار دولار، ولكن نعتقد بأن المطلوب من الأمة أكثر من هذا".
وأكد أن "المطلوب من الأمة هو استنقاذ القدس وتحرير القدس وإزالة هذا الاحتلال الذي يستهدف المقدسات ويستهدف الإنسان المقدسي ويستهدف الأرض(..) وبالتالي القضية تحتاج لجهود أوسع والى متابعات لهذه الجهود في كل الساحات، لاسيما في ساحة المواقف الدولية يجب أن تكون مواقف واضحة وقوية وضاغطة من قبل الأمة على العالم من أجل التأثير على الاحتلال الإسرائيلي لكي يوقف المشاريع التي يقوم بها ويتوقف عن مخططاته الإجرامية تجاه القدس ومقدساتها ".
وحول المواقف المؤيدة والمعارضة للدعوة لزيارة القدس تحت الاحتلال، أوضح المفتي العام، بان الزيارة التي تهدف إلى دعم أهل القدس على الأقل معنويا والوقوف بجانبهم في مواجهة الاحتلال مهمة في هذا الوقت ، مضيفا " أنا اعتقد بأنه لا توجد أي موانع أومشاكل على القادم إلى القدس بنية الزيارة بهدف دعم المقدسيين ومؤازرتهم، بالمبيت في فنادق القدس والتجول في أسوقها والشراء منها وغير ذلك (..)على أساس رفض هذا الاحتلال ورفض التطبيع معه والمطالبة بزواله ".
وفي رسالته إلى الأمة قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية "واجب على الامة العربية والإسلامية أن تعي المسؤوليات التي تقع على عاتقها تجاه القدس والقضية الفلسطينية، وان تنهض بنفسها لحماية المقدسات المستباحة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه يجب على أحرار العالم أن ينهضوا بضمائرهم الحية لمنع هذا الاحتلال الذي يستمر في اعتداءاته على المقدسات بانتهاك حرمتها".
ويتعرض المسجد الأقصى المبارك وباحاته في هذه الأيام لسلسلة اقتحامات من قبل مستوطنين متطرفين تحت حراسة أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، لأداء طقوسهم التلمودية للاحتفال بما يسمى بعيد "الفصح العبري".
وافتتحت جهات يهودية تنشط في نشر اسطورة" الهيكل" المزعوم يوم الأربعاء الماضي معهد تطلق عليه اسم "الهيكل" وذلك قبالة ساحة المغاربة في الجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك وسط مشاركة فاعلة من قبل المستوطنين والسياح .
وأقامت هذه الجهات إلى جانب المتحف معرضا ضم كتبا حول تاريخ "الهيكل" المزعوم ورموزا يهودية تُستخدم في تأدية شعائر تلمودية فيه ومجسمات له وقصص للأطفال تحكي خرافته المزعومة .