فلسطين تنتصر بيوم الارض

بقلم: عباس الجمعة


فلسطين انتصرت بذكرى يوم الأرض ، حيث اكد الشعب الفلسطيني تمسكه بأرض آبائه وأجداده، وازداد الإنسان الفلسطيني ثباتاً وتمسكاً بأرضه وبحقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة ، ومع الأرض تقوى الإرادة الفلسطينية على المواجهة وتحدي الحصار الصهيوني المفروض بالقوة العسكرية، والمفروض بوسائل القتل والتدمير والاعتقال الجماعي وبمشاركة الجرافات التي تقتلع الأشجار المباركة وتجرف الأراضي وتصادر المياه، إنه الحصار المفروض بإقامة جدار الفصل العنصري الذي يلتهم المزيد من الأراضي في الضفة الفلسطينية والقدس وغور الأردن ومحيط غزة والنقب، وكل الأراضي الفلسطينية التي يصادرها الاحتلال لتوسيع مستوطناته.
من هنا كان يوم الارض هو محطة نضالية اكد فيها الشعب الفلسطيني سيادته على ارض وطنه التاريخي فلسطين، من خلال ارادته التي لا تنطفئ ولا تزول بفعل الاحتلال أو بفعل الاغتصاب والاستيطان.
الشعب الفلسطيني الذي هب عام 1976 بانتفاضته الباسلة للدفاع عن أرضه وحقوقه، رغم الإرهابي الصهيوني الذي شرع اسلحته نحو المدافعين عن حقوقهم، فاستشهد ستة شهداء نساء ورجالا، واعتقل حوالي ثلاثمئة فلسطيني، خاض نضالا متواصلا ليؤكد العالم ان هذه الارض فلسطينية ، وشكل انتفاضاته المجيدة في العام 1987 و2000 نقطة تحول مهمة في نضال الشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة ، الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض، وسط آلة استيطانية تلتهم وتهود وتخنق وتشرد وتغتال، آلة تمثل رأس حربة لتصفية الشعب الفلسطيني وقضيته، بهدف طرد أصحاب الأرض الأصليين، الا أن الشعب الفلسطيني ارسل من خلال تحركه بأنه صاحب حق، يتحمل كافة الصعاب، ويواجه المآسي بصدر مفتوح وعزيمة لا تلين، بالدفاع أرضه وترابه ومقدساته ودوره، مستمدا من شهدائه واسراه العزيمة والحافز، والذود في الدفاع الأرض والعرض والكرامة والشرف والمقدسات
لا يكاد يمر يوم الا ان عزيمة المقاومة الشعبية تزداد ثباتا وصمودا في وجه التهويد والاحتلال وسياسة الغطرسة، رغم الاعتقالات والتعدي على النشطاء،هذه الممارسات تكشف إلى أي مدى تمضي حكومة الاحتلال في سياساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
إن العالم الذي يئن تحت وطأة المتغيرات السياسية المتلاحقة، عليه ألا ينسى الشعب الفلسطيني الأعزل ومعاناته مع الاحتلال التي لا تتوقف، وأن يمارس جهودا أكبر من أجل وضع حد لتلك المعاناة.
وأمام هذا الوضع الذي يحمل في ثناياه كل عوامل التفجير والتصعيد على الارض، لانه ببساطة يغلق افق الحل امام الشعب الفلسطيني، وينزع منه الامل في اقامة دولة فلسطينية واقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، الا ان معركة الأرض لم تنته وهي متواصلة مع تواصل انتهاكات وممارسات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي البربرية وستتوقف هذه المعركة بانتهاء الاحتلال. فالسنوات الطويلة من عمر الاحتلال لم تفلح في فصل الفلسطيني عن أرضه، وإنما زادته إيمانا وتشبثا وتعلقا بها
ان ما يهدد مصير االاسرى وتعرضهم لإجراءات عقابية تعسفية عنصرية تتعارض مع كل الأعراف والمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بمعاملة أسرى الحرية كأسرى حرب ، يتطلب منا رسم استراتيجية قادرة على وضع هذه القضية على سلم أولوياتنا وتحركاتنا في المرحلة القادمة وتجنيد كل الطاقات والإمكانيات لإنجاح هذه المعركة الوطنية الهامة في حياة الشعب الفلسطيني التي لا تقل اهمية عن معركة الارض والحقوق الوطنية.
وفي ظل هذه الظروف نرى أن موضوع المصالحة الفلسطينية يحتاج إلى قرار جاد ومخلص لوضعه موضع التنفيذ، بعد أن تم الاتفاق على بنود وخطوات هذه المصالحة العملية، وكل ما يتعلق بهذا الأمر، وان الحديث عن القمة المقترحة في القاهرة لا يمكن ان تعطي اي شيئ اذ لم تكن هناك نوايا مخلصة، ورغبة حقيقية في تطبيق اليات ما تم التوافق عليه .
ختاما: لا بد من القول ان هذا الشعب العريق لا يموت، وأعطى بسخاء أرضه دماء وشهداء، فكانت قوافل الشهداء ، وكانت قوافل الاسرى ، ونسترشد بقول الشاعر الشهيد الكبير محمود درويش ان الليل زائل، لا غرفة التعذيب باقية ولا زرد السلاسل، نقول لشعبنا الفلسطيني الذي يتطلع إلى فجر الحرية والاستقلال والعودة مزيداً من الصبر والثبات والصمود، مزيداً من العمل والنضال والوحدة الوطنية، فقضيتنا عادلة وستنتصر مهما طال الزمان وعظمت التضحيات.
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت