اتفاقية حماية القدس والمقدسات والاسلاميه هل تؤسس لاتفاقيه وحدويه أردنيه فلسطينيه

بقلم: علي ابوحبله


وقع الرئيس محمود عباس بصفته رئيس دولة فلسطين المحتلة مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان اتفاقيه وصفت بالتاريخية تقضي لحماية المسجد الأقصى والمقدسات والدفاع عنهما ، حيثيات الاتفاق بحسب البيان الصادر عن الديوان الملكي ان هذه الاتفاقية تؤكد على المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس ، تمكن الأردن وفلسطين من بذل جميع الجهود المشتركة لحماية القدس والأماكن ألمقدسه من محاولات التهويد الاسرائيليه ، وتهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للمسجد الأقصى المبارك ، أكد البيان ان هذه الاتفاقية تعيد التأكيد المطلق على الهدف الأردني الفلسطيني الموحد في الدفاع عن القدس خصوصا في هذا الوقت الحرج ، الذي تتعرض فيه المدينة ألمقدسه إلى تحديات كبيره ومحاولات لتغيير معالمها وهويتها العربية والاسلاميه خصوصا وان القدس تحظى بمكانه تاريخيه باعتبارها مدينه مقدسه ومباركه لأتباع الديانات السماوية ، وتؤكد الاتفاقية على ان " القدس الشرقية " هي أراضي عربيه محتله وان السيادة عليها هي لدولة فلسطين ، وان جميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي فيها منذ عام 1967 هي ممارسات باطله ، ولا تعترف فيها أي جهة دوليه أو قانونيه ، بحسب تأكيد البيان بعودة الوصاية الهاشمية على الأماكن ألمقدسه في مدينة القدس منذ بيعة 1924 التي انعقدت بموجبها الوصاية على الأماكن ألمقدسه للملك الشريف الحسين بن علي وأعطته الدور ورعاية الأماكن ألمقدسه في القدس وأعمارها واستمرار هذا الدور بشكل متصل في ملك المملكة الاردنيه الهاشمية من سلالة الشريف الحسين بن علي ونقل البيان عن الرئيس محمود عباس قوله ان الاتفاقية تأتي تكريسا لما هو قائم منذ جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال وهي تكريس لما هو قائم بيننا منذ عقود ، هذه الاتفاقية بما تضمنته من بنود تحمل في طياتها التأسيس لعلاقة متجددة تربط الأردن في فلسطين وتؤكد على عمق العلاقة ألاستراتجيه التي تربط كلا البلدين بعضهما ببعض ، ان التوقيت لهذه الاتفاقية بعد الاعتراف الاممي في دولة فلسطين بحدود الرابع من حزيران يعطي للفلسطينيين الحق في ممارسة دورهم وسيادتهم على حدود دولتهم فلسطين التي ما زالت تخضع للاحتلال الإسرائيلي ، وهي تؤسس لاتفاقية وحدويه أردنيه فلسطينيه للتنسيق المشترك بين فلسطين والأردن لحماية مصالحهما في الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ان دولة فلسطين بحدودها السيادية تشكل العمق الاستراتيجي لحماية المملكة الاردنيه ، ان الحفاظ على الأراضي الفلسطينية والوقوف في وجه الاستيطان غير الشرعي تشكل الحماية الاساسيه للأردن من سياسة الاحتلال وأطماعه التي ترى بالأردن الوطن البديل ، ان ما يواجه عالمنا العربي من أخطار محدقة تستهدف الكيانات ألقائمه ضمن محاولات إعادة التقسيم لهذه الكيانات وضمن ما أصبح يدعى بالتغيير لما أصبح يعرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد وضمن أهدافه وأولوياته تصفية القضية الفلسطينية وتصفية قضية اللاجئين ضمن سياسة التوطين تأتي اتفاقية حماية القدس والمقدسات من عملية التهويد للقدس والأقصى لتعطي الأردن دورا مهما لعملية التصدي وملاحقة دولة الاحتلال لما للأردن من دور فاعل وإقليمي ضمن سياسة المحاور ألقائمه خاصة ان للأردن مكانه إقليميه ودوليه لدى أمريكا ودول الغرب ما يمكن الأردن وفلسطين من إمكانية الدفاع المشترك عن القدس والأماكن ألمقدسه ويمكن الدولتين الشقيقتين من التصدي للهجمة الاستيطانية التي تشمل كل الأراضي الفلسطينية ، الأردن بموقعه ومكانته الاقليميه يستطيع ان يفرض أجندته السياسية بالدفاع عن الحق الفلسطيني ، ان قيام دولة فلسطين المستقلة وسيادتها على الأرض الفلسطينية ان تلعب دورا مهما في الاستقرار الإقليمي والدولي وهي تشكل العمق الاستراتيجي للأمن الأردني في ظل التغيرات التي تستهدف المنطقة برمتها ، ان اتفاقية الدفاع المشترك عن القدس والمقدسات الاسلاميه بين الأردن وفلسطين من شانها ان تؤسس لاتفاقيات اقتصاديه وسياسيه مشتركه تقود لتحقيق الوحدة المشتركة التي قد تربط الأردن في فلسطين خاصة وان عوامل مشتركه تربط بين البلدين الشقيقين من الناحية الجغرافية والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وان هذه الاتفاقية قد تؤسس لاتفاقية الربط الكهربائي واتفاقية المعابر ضمن العمل والتأسيس لفصل الاقتصاد الفلسطيني عن دولة الاحتلال الإسرائيلي والتأسيس لشراكه اقتصاديه متكاملة تربط الأردن في فلسطين وتمهد لاستقلالية ألدوله الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، ان الواقع السياسي يفرض على الأردن وفلسطين وقائع مستجدة تؤسس لوحدة سيادية تربط بين دولتين قائمتين ومتجاورتين مع بعضهما البعض بما يؤسس لوحده حقيقية تقود لاستقلالية ألدوله الفلسطينية والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية وتفضي إلى تطبيق مقررات الشرعية الدولية بما فيها ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين بما يضمن المصلحة المشتركة للشعبين الأردني والفلسطيني ضمن استقلالية كل منهما وبما يضمن العمل المشترك للحفاظ على المصالح الوطنية لكلا الدولتين الاردنيه والفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت