جمال نزال يتهم الجبهة الشعبية

بقلم: جادالله صفا

اتهم جمال نزال الناطق الرسمي لحركة فتح الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالرشوة وغسل الاموال، فانا بالواقع لست مسؤولا بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانما من انصارها حيث افتخر بهذا الانحياز لصدق مواقفها وامانتها على الحقوق والثوابت الفلسطينية وحرصها على الوحدة الوطنية والعلاقات الداخلية التي عايشنها على مدار السنوات منذ انظلاقتها.

اتهامات جمال نزال للجبهة الشعبية باطلة ولا صحة لها، اقولها وانا متاكد من ذلك، فرئيس حركة فتح والذي هو رئيسا وقائدا ايضا لاربعة مؤسسات فلسطينية لم يشتري الجبهة الشعبية باموال المنظمة عندما قطع عنها حصتها التي تستلمها من الصندوق القومي، فلو ان نزال قال ان حركة فتح تم رشوتها او انها تغسل الاموال، بكل تاكيد 99% من الشعب الفلسطيني سيصدق ذلك، حتى لو كان هذا الكلام غير صحيح، رغم اني اشك بذلك، اما ان يقول نزال ان الجبهة الشعبية تم رشوتها ب 300 الف دولار مقابل توجيه اتهام لحركة فتح، فانا اقول لنزال اشك ان 1% من الشعب الفلسطيني قد يصدق ذلك، ولو ان نزال رفع المبلغ الى 10 ملايين زورا قد اشك ان يكون هناك 2% من الشعب الفلسطيني قد يصدق بذلك.

نزال بالواقع هو يريد ان يصدر عجز حركة فتح وفشلها المستمر الى القوى الاخرى، وهو يريد ان يمارس نوعا من الضغط على الجبهة الشعبية لتنحاز الى مواقف حركة فتح وسلطة رام الله الاستسلامية والتنازلية، وهذا ما لا تفعله الجبهة الشعبية ولن تقدم عليه لانها معروفة بمواقفها، يتهم نزال الجبهة الشعبية بالتخلي عن الكفاح المسلح، فهو لم يعدد بتصريحاته ان قيادات فتح هي من لاحقت الجناح العسكري للجبهة الشعبية واعتقلتهم وسلمتهم للكيان الصهيوني والعديد منهم ما زالوا يرزخون بسجون سلطة العار والخيانة، فهل نزال يجروء للوقوف امام هذه الحقيقة؟ وكم من تصريح لنزال يقول بها ان فتح مع المقاومة السلمية، وماذا يعني بالمقاومة السلمية؟ استقبال دبابت العدو بالورود الحمراء التي تعبر عن الحب والتقدير ومكافأة الاحتلال لاحتلاله ولقمعه لشعبنا، فهل هناك حقيقة غير ذلك؟

ان لم يعرفها نزال فهي مصيبة، اما اذا كان بعرفها وتغاضى عنها فهي كارثة على الشعب الفلسطيني، وهي ان الفساد والنصب والاحتيال بحركة فتح هي اسلوب من اساليب الترقية بالحركة وبالمؤسسات الوطنية الفلسطينية، فلا اريد ان اذكر لنزال الامثلة كم من القيادات الفتحاوية التي احتالات ونصبت على الشعب الفلسطيني تم ترقيتها لمراكز قيادية بمؤسسات فتح ومؤسسات الشعب الفلسطيني مقابل احتيالاتها ونصبها، ونقلت الى مواقع افضل من المواقع التي كانت بها سابقا.
على حركة فتح ان تعيد بناء نفسها من خلال التخلص من الرموز الفاسدة التي تعمل على احباط الحركة وتعطيل ادائها الوطني، وان تأخذ حركة فتح بالاعتبار المصلحة الوطنية التي تغيبها هكذا عناصر تتلاعب بمواقفها وتسيء للحركة وموقفها الوطني، فحركة فتح اكبر من الفاسدين الذين يتعلقون بها، والذين يسيؤون للحركة وللوطن والثورة، فحركة فتح التي قدمت الالاف من الشهداء فشهدائها لو عادوا لنصبوا احبال المشانق لمن تنازل عن فلسطين ال 48، ولمن ترك القدس للتفاوض، وباع قضية اللاجئين، وساوم على عذابات الاسرى، بكل تاكيد شهداء فتح لن يقبلوا بهكذا رجال تسلقوا على دمائهم ليبيعوا الوطن والشعب والقضية.
حركة فتح مطالبة ليس فقط توضيح موقفها، وانما محاسبة ومحاكمة نزال على تصريحاته السيئة للوطن وللشرف والعرض، لو كان هذه الاتهامات جاءت من عنصر من فصيل اخر، لكان رد فتح ان هذه التصريحات تصب بخدمة العدو الصهيوني ومشروعة لان حركة فتح مستهدفة من الكيان الصهيوني، وان اطلاق حملة التشوية لحركة فتح بهذا التوقيت لها اهدافها للمساس بالحركة، وغيرها من التصريحات

اقول لنزال خسئت اذا الجبهة الشعبية تكون بمستواك ومستوى تصريحاتك القذرة والسيئة، فمن يتابع تصريحاتك منذ سنوات لا يجد بها الا مواقف التصعيد الداخلي، والاتهامات الباطلة، والكذب والنفاق والحقد والكراهية، تصريحات مسمومة لخلق بلبلة بالساحة الفلسطينية، وهذه التصريحات كلها تصب بخدمة المشروع الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، فخسئت مرة ومليون مرة، فانت لا تمس الجبهة الشعبية بسوء من خلال هذه التصريحات فهو اعصى من ان تنكسر او تمس، فالجبهة الشعبية مواقفها معروفة وهي ليست بحاجة الى من يدافع عنها لان الجماهير تعرف الجبهة ومواقفها اتجاه الصراع.
اعود واذكر نزال ان لم تتهمكم الجبهة الشعبية بالتنازل والتفريط عن الثوابت الوطنية، فانا اتهمكم بالتنازل والتفريط عن الثوابت الوطنية، فمن تنازل عن اراضي ال 48% فتح المريخ ام فتح فلسطين؟ من ترك القدس للمفاوضات النهائية فتح المريخ ام فتح فلسطين؟ ومن تنازل عن قضية اللاجئين فتح المريخ ام فتح فلسطين؟ ومن ترك المستوطنات للمفاوضات النهائية فتح المريخ ام فتح فلسطين؟ ستقول لي لا فهذه المنظمة التي اتخذت القرار، وهل ابو عمار وقريع وعريقات من فتح المريخ يا نزال؟

نعم شعبنا الفلسطيني يدرك جيدا من يمسك بالقرار ومن يتلاعب بمقدراته ومستقبله، فسياتي اليوم الذي سيحاسب فيه شعبنا كل هذه القيادات وسينصب لها احبال المشانق بالساحات العامة كما نصبوا المشانق لعملاء الانتفاضة الفلسطينية الاولى على اعمدة الهواتف والكهرباء.

جادالله صفا – البرازيل
01/04/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت