في حظيرة منزلي الفلسطيني المتواضع ، لي دجاجة بيضاء ، منقطة ببقع سوداء ، إثر التشرذم والانقسام في بيتنا الفلسطيني الكبير ..
اعتدت كل يوم أن أدخل بحوار مع دجاجتي مرة في الصباح وآخر في المساء ، لأعطيها جرعة ثبات وطني ممزوجة معه حبيبات الشعير الفلسطيني
وفى المرة الأخيرة شرعت أتحدث مع دجاجتي حول مؤتمر المصالحة التي تنوي قطر عقده ، فصاحت الدجاجة بأصوات لم تعد مفهومة لذاكرتي ، رغم أنى معتاد على سماع صراخها المألوف !
وأنتظرت تبيان موقفها من القمة القطرية المصغرة ، أجابت بهدوء ، و قالت لي :
( عندنا مثل في عشيرة الدجاج يقول ، دجاجة حفرت على رأسها عفرت)
قلت لها : وضحى كلامك أكثر ، لم اعد افهم ألغازك ؟!
فضحكت دجاجتي ولم اعهد بها الضحك منذ عام 2007 م ...
وقالت لي إياكم والخداع ، واحرصوا على مشروعكم الوطني من الضياع ، ولا تلهكم وتغرنكم الأموال السياسية ، التي تغدق عليكم خدمة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ، وارجعوا لوحدتكم ، وقراركم المستقل المغيب ،
وشعرت وقبل أن تكمل الدجاجة حوارها بان الدموع تذرف من مقلتيها ..........
واستأذنت منى أن اتركها وشانها قائلة :
أرجوك يا سيدي ، اتركني راقدة على بيضي البلدي الموشح باللون البيض والأصفر ، لان زوجي الديك (حلف علىّ بالطلاق ) إن لم افقص من بيضي كتاكيت المصالحة الوطنية سأكون طالق طلقة بينونة كبري ، لأن بيضى في مكة والقاهرة والدوحة ووووووووووو- كان بيضاً غير ملقح وطنيا ، وتم استيراده من عواصم إقليمية ، لذا ماتت كتاكيتي قبل مرحلة الفقس ..!!
وقلت لها مسكين زوجك الديك ، يبدو انه لا يتقاضى أموال من عواصم خارجية خليجية كانت أم شرقية ، واكتفى بالشعير البلدي الفلسطيني فقط
وسيكون مصيره مثل مصير حنظله ، يكتفي بكسرة خبز ، وسروال مرقع ، برقعة مشابهة لخريطة فلسطين
د ناصر إسماعيل اليافاوي
أمين عام مبادرة المثقفين العرب لنصرة فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت