الرد العملي على جرائم اغتيال الأسرى

بقلم: هنادي صادق


في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الحافل للعدو الصهيوني ، فجعت الحركة الأسيرة بإستشهاد إبنها ميسرة أبو حمدية والذي عاني من صراع طويل مع مرض السرطان نتج عن الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون الصهيونية ، كما فجع الغيورين على هؤلاء النشامى ، هؤلاء الرجال الذين هم خيرة أبناؤنا وطليعته المتقدمة نحو التحرير بهذه الجريمة ، إن هذه الجريمة تدفعني لأن أكون صريحاً مع نفسي لأن أعترف بأن الغالبية من أبناء شعبنا لا يعير هذه القضية إهتماماً ، وإن أعارها بعض الاهتمام فهو اهتمام ظرفي بحالة معينة ويبقى العبء الأكبر والهم الأكبر على الأسرى وذويهم فهم من يحسون بمعاناة الأسرى ، إن إعترافي هذا بالواقع الأليم والذي يعرفه كل متابع للحركة الأسيرة لا يقلل من المسؤولية الملقاة علينا كإعلام وكفصائل وكمجتمع مدني في حشد الطاقات والجهود نحو تعبئة الجماهير للإهتمام بهذه القضية المفصلية بدلاً من تعبئته في المهرجانات الفصائلية أو المماحكات الحزبية السقيمة ، إن واجب نصرة الأسرى هو فرض عين كل مسلم وكما يقول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشأن: ((فُكُّوا الْعَانِيَ - يَعْنِي الأَسِيرَ - وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ)) ، وعن أبي جُحَيْفة - رضي الله عنه - قال: قلت لعلي - رضي الله عنه - هل عندكم شيءٌ من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فِهما يعطيه الله رجلاً في القرآن، وما في هذه الصحيفة؟ قلت: وما في الصحيفة؟ قال: ((العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر )) .
إذا كان هذا هو رأي ديننا فما تبقى لنا من قول ، إن الفصائل التي تتشدق بالجهاد والمقاومة يمنة ويسرى مدعوة للنزول من برجها العاجي والتوقف عن المتاجرة بدماء الشهداء وعذابات الأسرى ، والتقدم بخطوات في إتجاه تحرير الأسرى ، إن تهديدات هذه الفصائل بالتصعيد والرد في حال سقوط أي شهيد تذهب أدراج الرياح ، ويتم إستبدالها بالفعل اللفظي الذي سرعان ما يتمخض عن مسيرات جوفاء وحالما تنتهي ينفض الجمع ، وتبقي الحسرة لأهل الأسير ورفاقه في الأسر .
إن المطلوب من قيادة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الرئيس محمود عباس اتخاذ الموقف الجريء والشجاع وإحالة ملف الأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية ، ليأخذ القضاء مجراه وذلك كله في إطار المقاومة القانونية السلمية .
إن الأمور تمضي حتى الآن بسلاسة ، فكل الردود في حجم المتوقع وتقتصر على الإستنكار أو الدعوة لمسيرات راجلة ويتم تغييب الفعل المقاوم الموجع بكافة أوجهه ، وليسامحني الجميع في القول إنها لمهزلة بإمتياز يشارك فيها الجميع بدون إستثناء من الشعب إلى فصائله بمختلف مشاربها ومغاربها ، ولقد إرتضى الجميع هذا التقاسم في الأدوار وإستكانوا لحالة اللامبالاة .
إن المطلوب من الجميع وقفة وطنية شريفة مع الأنبل والأشرف والأطهر منا جميعاً ، لقد آن أوان الفعل فهل يستمع أولي الأمر ويقوموا بما عليهم أم ينطبق عليهم قول الشاعر نسمع جعجعة ولا نرى طحينا .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت