يمر مجتمعنا الفلسطيني بمرحلة عصيبة وحساسة في ظل أوضاع صعبة تشهدها الامة العربية والإسلامية ، فالشعب الفلسطيني يرزخ تحت نير الإحتلال منذ ستة وستون عاماً ، فعاني الويلات المتلاحقة بتسلسلها المأساوي فالنهب والسرقة أولى ممارسات الاحتلال حيث سرق أرضنا ومائنا وخيراتنا وتراثنا وكل ما طالت يداه ، بل وحاول طمسنا وإنكارنا عن هذه الأرض التي جبلها أجدادنا وأبنائهم بدمائهم الزكية ،كما وصادر حريتنا فالسجون تحاول ان تطمس الرجولة وتقتل الأحرار ببطئ يتناغم مع أهوائها لكنها تعجز امام اسرانا الذين صمدوا وسطروا ملاحم الحرية التى لم يشهد العالم أي بسالة وشجاعة مثل الحركة الاسيرة الفلسطينية ، كما يعاني الشعب الفلسطيني من اوضاع سياسية ناشزة عن ثقافتنا فالانقسام لقيط الخلافات الاقليمية في المنطقة وانعكس على الحالة الفلسطينية ،كما وأن الاوضاع الاقتصادية الصعبة المتمثلة في الفقر والبطالة والغلاء وغيرها من ظواهر اقتصادية يصارعها المواطن الفلسطيني ويكابدها ليحصل على قوت يومه ، كل هذا وذاك ساهم في تراجع الواقع الثقافي للفلسطينيين فالحالة الثقافية هي انعكاس لواقع الناس وترجمة لمتطلباتهم الفكرية والعقلية والروحية ، فحالة الإحباط لا تولد الا تراجعاً فكريا في كل المستويات ، فمن الالم قد يتفجر الأمل طالما توافرت مقومات الإرادة الحقيقية للتغلب على الواقع ووجدت الارضية الفكرية للمواطن الحر الذي يريد قهر الغوغائيات الفكرية والضلالية المحيطة به ، فالحاصل في مجتمعنا الفلسطيني أنك قد تجد الكثير من المثقفين والمبدعين أصيبوا بحالة من الإحباط والتراخي الناتجة عن عدم وجود الحواضن العقلية والمشائم الفكرية المغذية والداعمة لتطوير الفكر والإبداع ، كما أن تخافت المنابر التي تنادي بتلاقح الأفكار والتعبير عن الراي وتبادل الأفكار كان سببها نتاج العصبية الفكرية ومنهجية التفكير القائل لا إستقامة غير فكرنا ذلك ساهم في ضمور التفكير العقلي السليم للمتحاورين لذا أصبحت قضايانا تموت في مهدها لعدم تلاقح الافكار التي قد تنبت جنينا قد يلاقى النور أو تحيي قضية وتفعلها طالما اذا كانت في رحم سليم غذي بالفكر السليم والتعبير الحقيقي عن الرأي والرأي الآخر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت