الحرب الباردة للصراع الدولي المستجد هل تقود للحرب العالمية الثالثة

بقلم: علي ابوحبله


انه الصراع الدولي والإقليمي المستجد لحكم العالم وإنهاء التحكم الأحادي القطبية للولايات المتحدة الامريكيه في حكم العالم ، الصراع الذي تدور رحاه على الأرض السورية امتد ليشمل كوريا الشمالية ، التهديد المدوي لرئيس كوريا الشمالية كيم يونغ اون بقصف أمريكا والقواعد الامريكيه بالصواريخ النووية ترافقت مع تصريحات القادة العسكريين لكوريا الشمالية بتلقي الأوامر بالاستعداد لمهاجمة القواعد الامريكيه بالا سلحه النووية ، تهديد كوريا الشمالية للولايات المتحدة الامريكيه رافقه قرار الرئيس الروسي بوتن للقوات الروسية بالاستعداد والقيام بمناورات بحريه في البحر الأسود ، استنفار الصين لقواتها تخوفا من مستجدات التهديدات التي تشهدها المنطقة ، تهديدات كوريا الشمالية للولايات المتحدة دفعت القيادة العسكرية الامريكيه بتحريك أسلحتها ألاستراتجيه للبحر الهادئ ونقل مظلة الصواريخ إلى كوريا الجنوبية إنها الصراع الدولي القديم المستجد بحربه الباردة التي تنذر بالحرب العالمية الثالثة ، اتفاقية يالطا التي نادى جوزيف ستالين من خلالها لإقامة مناطق عازله في كل من أسيا وأوروبا ووعد في حينه إلى دخول الحرب ضد اليابان حيث أعلنت الحرب من قبل روسيا ضد اليابان في 6 أغسطس عام 1945 وبدأت القوات الروسية بمهاجمة الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية ، بحسب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة توقف تقدم القوات الروسية عند خط العرض 38 حيث كانت القوات الامريكيه موجودة في الجزء الجنوبي لشبة الجزيرة الكورية ، في ديسمبر من عام 1945 تم الاتفاق بين الجانبين الأمريكي والسوفيتي على إدارة شبه الجزيرة الكورية باللجنة الامريكيه السوفيتية المشتركة التي خرج بها اجتماع موسكو لوزراء الخارجية ، واتفق انه بعد أربع سنوات من الحكم الذاتي تحت الوصاية الدولية تصبح البلاد حرة مستقلة ، اندلعت الحرب في شبه الجزيرة الكورية عام 1950 ولغاية 1953 وقسمت الجزيرة الكورية إلى شطرين الجزء الشمالي ويقع تحت السيطرة الروسية والجزء الجنوبي يخضع لسيطرة الأمم المتحدة بالقيادة الامريكيه ، الصراع في شبه الجزيرة الكورية هو جزء من الحرب الباردة وهي نقطة التفجير للحرب العالمية الثالثة ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 آثار الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي في حينه ما تزال ماثله لغاية تاريخ هذا اليوم بيونغ يانغ لا تزال ضمن المعسكر الشيوعي رغم انهيار المنظومة الاشتراكية لدول الاتحاد السوفيتي وتعد كوريا الشمالية جزء لا يتجزأ من منظومة الدفاع الروسية والصين ، ان امتلاك كوريا الشمالية للسلاح النووي دفع أمريكا ومجلس الأمن الدولي إلى فرض حصار اقتصادي خانق على بيونغ يانغ ، ألازمه بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والغرب تعود إلى عام 1994 عند قيام كوريا الشمالية بنقل قضبان نووي من يونغييون حيث وضعت الولايات المتحدة خطه لضرب المفاعل النووي ، إلا ان دبلوماسية الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر حالت دون ذلك ونجحت سياسة التهدئة التي أدت لإغلاق المفاعل النووي الكوري لمدة ثماني سنوات ، انهار الاتفاق في عام 2002 حيث اتهمت واشنطن بيونغ يانغ بتنفيذ برنامج سري لتخصيب اليورانيوم وهو ما نفته كوريا الشمالية لكنها أعادت تشغيل مفاعل يونغييون وطردت مفتشي الطاقة النووية الذرية وأعلنت انسحابها من معاهدة حظر انتشار الاسلحه النووية ، في عام 2006 قامت كوريا الشمالية بإجراء أول تجربه نوويه بعد ذلك بأربع أشهر توصلت لاتفاق في إطار المحادثات السداسية التي كانت تضم إلى جانب الكوريتين كلا من روسيا واليابان والصين يقضي بمنح كوريا الشمالية مساعدات في مجال الطاقة ومكاسب أمنيه ودبلوماسييه مقابل تخليها عن برنامجها النووي ، في 2007 أغلق مفاعل يونغييون وبدأت كوريا الشمالية تعطيل المنشات النووية الرئيسية ، ورفعت أمريكا اسم كوريا الشمالية من الدول عن لائحة التصنيف الأمريكي لما تسميه الدول الراعية للإرهاب في عهد جورج بوش الابن ، توقفت المحادثات مع كوريا الشمالية في ديسمبر 2007 بسبب الخلافات حول طريقة التحقق من التزام كوريا الشمالية بتعهداتها ، في ابريل 2009 أجرت كوريا الشمالية تجربه لإطلاق صاروخ طويل المدى من طراز تايبودونغ قالت كوريا الشمالية انه مخصص لحمل قمر صناعي إلى الفضاء ، نتيجة ذلك اصدر مجلس الأمن الدولي بيان رئاسي غير ملزم يقضي بتشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية ومتابعة تنفيذ مجلس الأمن لقراراته بما في ذلك حظر إجراء تجارب نوويه صاروخيه جديدة تحت طائلة فرض مزيد من العقوبات ، في 2009 أعلنت كوريا الشمالية انسحابها من المحادثات السداسية وعملت على إعادة تشغيل مفاعلاتها النووية ، في مايو 2009 أعلنت عن إجراء تفجير نووي تحت الأرض مع إجراء تجربه لإطلاق صاروخ قصير المدى ، بوفاة زعيم كوريا الشمالية كيم ايل سونغ وتولي نجله كيم يونغ اون الحكم في 17 ديسمبر 2011 كانت توجهات القائد الجديد لحل أزمة بلاده النووية حيث أعرب عن أمله في مواصلة محادثاته مع الولايات المتحدة الامريكيه ، في عام 2012 أعربت كوريا الشمالية أنها توقف أنشطتها النووية مقابل الحصول على الغذاء ورحبت إدارة اوباما بذلك وقالت أنها سترسل مائتان وأربعين طن من المعونات الغذائية للدول الفقيرة التي شهدت مجاعة في التسعينات ، في آذار مارس من العام الحالي رفضت كوريا الشمالية قرارا لمجلس الأمن يطالب بيونغ يانغ بإنهاء برنامجها للاسلحه النووية واعربت عن انها ستتحدى العقوبات وتواصل برنامجها النووي وهدفها لتصبح دوله يكون بمستطاعها الحصول على أسلحه نوويه بشكل كامل ، في وقت أكدت الصين موقفها من خلاله ان العقوبات على كوريا الشمالية ليست حلا ، التهديدات من قبل كوريا الشمالية للولايات المتحدة الامريكيه جاءت ردا على مشاركة القوات الامريكيه لقوات كوريا الجنوبية بالمناورات المشتركة ومشاركة القوات الجوية الامريكيه بهذه المناورات الأمر الذي اعتبرته كوريا الشمالية استفزازا وتهديدا لأمنها ، ان التهديدات التي أطلقتها بيونغ يانغ بضرب القواعد الامريكيه والأراضي الامريكيه بقنابل نوويه تعد إعلان حالة حرب أدخلت دول العالم بدوامة صراع مستجد أعاد عقارب الساعة للوراء وأعاد أزمة الصواريخ الكوبية للأذهان ، ما يجري يشكل تحدي حقيقي لزعامة الولايات المتحدة الامريكيه وحلفائها وانه ضمن إعادة ترسيم العالم من جديد ما يعيد المنطقة لحالة الحرب الباردة والتقسيم الدولي والإقليمي فيما لو تم تجاوز ألازمه بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الامريكيه ، ان الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة الامريكيه لا يمكنها من خوض حرب نوويه مكلفه ومدمره وان هناك تحرك من قبل أمريكا تجاه حلفاء كوريا الشمالية على الأخص الصين وروسيا لاحتواء الموقف وان ذلك لن يكون بمنأى عن إيجاد حلول للعديد من المشاكل العالقة في دول العالم وان ألازمه السورية ستكون على سلم أولويات البحث لكل تلك المشاكل فيما لو تم الوصول لحل دولي وإقليمي يلبي الحد الأدنى مما تسعى كوريا الشمالية لتحقيقه ألا هو رفع الحصار المفروض عليها ضمن إعادة الترسيم للعالم المستجد بالتوازن المستجد والذي يشكل إنهاء الهيمنة الامريكيه بحكم العالم ، التهديد الذي أطلقه الزعيم الشاب لكوريا الشمالية لن يكون بمعزل عن التصريحات التي أطلقها بوتن بخصوص ما يجري في سوريا وهي ليست بمعزل عن تحرك سفن من الأسطول الروسي في البحر الهادئ للبحر الأبيض المتوسط ان الصراع المستجد في أللعبه المستجدة للعبة الأمم التي يشهد تولدها من جديد ويشهد أفول نجم الولايات المتحدة الامريكيه كقوة أحادية الجانب في تحكمها في مقدرات العالم ، هذا التولد للمولود الجديد قد تحدده قمة اوباما بوتن المقبلة والتي سترسم المعالم المستجدة لمناطق النفوذ والهيمنة في قالبها الجديد والذي تخوض صراعه سوريا وتشكل تهديدات كوريا الشمالية احد أدواته والعالم بانتظار المستجد مما قد يحدث ضمن حلقة التغيير المنتظرة لتولد عالم جديد

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت