إبحث مع المفتش كرومبو... أين وزراء غزة ؟؟؟

بقلم: هنادي صادق


تابعنا في الأيام القليلة الماضية ما حدث مع موظفي غزة من خصومات كبيرة حدثت على رواتبهم ، انطلقت على أثرها موجة احتجاجات غاضبة ، خرجت لأول مرة عن المألوف والذي جرت عليه العادة طول سنوات الإنقسام ، ولكن يبدو أن الضغط يولد الإنفجار فمع إهمال تام لموظفي المحافظات الجنوبية وازدراء في التعامل مع كافة مشاكلهم وملفاتهم العالقة في أدراج الوزارات كانت الخصومات القشة التي قصمت ظهر البعير ، ولقد صب الغاضبون والمحجتون جام غضبهم على رئيس الحكومة والذي سارع بدوره وعبر دوائر مقربيه بتسريب أخبار تفيد بأنه لم يكن له علاقة بهذه الخصومات وأنها تمت بإتفاق مسبق بين وزير المالية المستقيل د . نبيل قسيس وبين سلطة الطاقة وشركة الكهرباء ، تبع ذلك إصدار رئيس الوزراء تعليماته بإعادة صرف المبالغ المخصومة ، ولقد إنبرى المقربين من رئيس الوزراء في الأيام التالية لهذا الخصم لتسريب معلومات عن عدم رضا رئيس الوزراء عن الإجراءات التي تمت بحق موظفي غزة ، بل إن رئيس الوزراء وفي سابقة هي الأولى منذ الإنقسام قام بالإلتقاء بصحفيين من غزة وقام بالرد على إستفساراتهم فيما يتعلق بالمشاكل العالقة في قطاع غزة ، تلا هذه العملية وقف رواتب أكثر من 3000 موظف من أصحاب الوكالات وما رافق هذه العملية من أخطاء طالت الذين حدثوا بياناتهم واستلموا راتبهم الشهر الفائت ، والواقع أنني لا أستطيع أن أنتقد سياسة رئيس الوزراء وأقف صامتاً عن بقية أعضاء المجلس الوزاري فالغريب والمستغرب في كل هذه المعمعة هم وزراء غزة والذين لا تسمع لهم همسا ولا ترى لهم فعلا ، يمتدح المتصوفة الرجل الذى إذا غاب حضر " أى افتقده الناس بشدة وظلوا يبحثون عنه " ، والواقع يقول أن وزراء غزة إذا غابوا أو حضروا فهم ليس لهم تأثير في مجريات الأمور ، ويبدو أنهم غائبون أو مغيبون عن الواقع ولا تصلهم أخبار أهلهم في قطاع غزة ولا يصلهم حجم المعاناة الذي يعاني منه موظفي غزة وحجم الإضطهاد الذي يواجهونه ويمارس بحقهم في حكومة هم جزء منها ويتحملون تبعات قراراتها ، ولكن يبدو أن للكراسي والمناصب سحرهما الذي يجعلهم يتجاهلون هذه المعاناة ولا يحركون ساكناً ، والقاصي والداني يعرف أن علاقة أحد الوزراء بالرئيس علاقة متميزة وكيف لا وهو الوزير السوبر الذي لم يتغير منذ الانقسام وهو يفتي بكل شيء إلا إنصاف أهله وربعه في غزة ، وكما هو معروف و جرت عليه العادة في العرف الدبلوماسي بأن السفير أو الممثل لدولة ما إذا ما أخطأ أن يتم سحبه واستبداله من قبل وزارة الخارجية ، فما بالنا اليوم وسفرائنا وممثلينا في الحكومة يرتكبون أو يصمتون عن الجرائم التي ترتكب بحق موظفي قطاع غزة وهم الذين إلتزموا بكافة قرارات الحكومة الشرعية فكان جزاؤهم إدارة الظهر والضرب تحت الحزام وبقية الأمور معروفة طرفكم ، إن جماهير غزة الصامدة والباسلة تقول بملء فيها ، ما لم يكن لكم وقفة رجل واحد تعملون فيها على إنصاف المظلومين وإحقاق الحق على قاعدة العدل والمساواة ، فإن هذه الجماهير ستسحب ثقتها منكم وتعلنها للقاصي والداني بأنكم لستم ممثليها في هذه الحكومة ، وأنكم تغتصبون هذا التمثيل رغماً عن إرادتها ، فهل لكم من وقفة وقبل فوات الأوان تسر الصديق وتغيض العدا ؟؟؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت