الجيل الصاعد في إسرائيل يبحث عن طرق جديدة لإحياء الهولوكوست

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
بدأت في إسرائيل في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم، المراسم الرسمية لإحياء ذكرى الهولوكوست، "المحرقة النازية"، المسماة في إسرائيل "الكارثة والبطولة"، والتي يتذكر خلالها الإسرائيليون حقبة ظلامية من التاريخ البشري، حين قرر الألمان النازيون، أبان الحرب العالمية الثانية، تنفيذ مخططات جهنمية لإبادة يهود أوروبا وكسر روحهم وجسدهم.

وبعيدا عن المراسم الرسمية، والتي يتهمها بعض بأنها جافة ولا تخاطب الجيل الصاعد في إسرائيل، يبحث الشباب في إسرائيل عن سبل جديدة لإحياء ذكرى الهولوكوست. وتقوم مجموعات عديدة من المجتمع المدني في إسرائيل، خاصة الشباب، بإحياء ذكرى هذا اليوم بأسلوبها الخاص، إذ تبادر هذه المجموعات في السنوات الأخيرة بطرح سبل بديلة لإحياء ذكرى المحرقة النازية.

وقال عيدو فكنين، أحد منظمي هذه المجموعات والتي تدعى "نتذكر في الصالون"، إن " يوم إحياء المحرقة يهمنا كثيرا، لكن الخيارات في هذا اليوم هي الذهاب إلى المراسم الرسمية، والتي لا تعنينا كثيرا، أو الهروب من هذه المراسم والانشغال بأمور مختلفة".

وتابع عيدو حول المبادرة قائلا: " نفتح في الحاضر صالون بيتنا وندعو الناس ليشاركوا في فعالياتنا الخاصة بإحياء ذكرى الكارثة والبطولة، ونقوم خلالها بالحديث مع ناجين من الهولوكوست".
وأضاف عيدو "وبعدها يصل لقاؤنا إلى جزئه الأهم في نظري، وهو نقاش قضايا تتعلق ب "الشواه" (الهولوكوست بالعبرية) وبإسرائيل 2013، قضايا مثل: حياة الناجين المتبقين في إسرائيل، والاحتلال والمجتمع الإسرائيلي وبعد. ونحاول عبر هذه القضايا أن ننزع القدسية عن يوم "الشواه"، وأن نخلق حوارا نقديا مهما".

وعلى صعيد آخر، نشر الإعلام الإسرائيلي اليوم تقريرا أعده مركز "كنتور" لدراسة يهود أوروبا، يُظهر ارتفاعا حادا في مظاهر العنصرية ضد اليهود في العالم في عام 2012. ووفق معطيات الدراسة التي عُرضت اليوم في جامعة تل أبيب، ازداد عدد الأحداث المعادية للسامية، والتي تتخلل أعمال تخريب وتهديد لحياة اليهود، في عام 2012 إذ سجل 686 حادثا بالمقارنة مع 526 حادثا عام 2011.

وحسب المعطيات، سجل في فرنسا 200 حادث، وفي الولايات المتحدة 99 حادثا، وفي بريطانيا 84 حادثا، وفي كندا 74 حادثا. وقال أحد الباحثين في المركز إن "الوضع في بعض الدول أصبح لا يطاق. كثيرون من اليهود يخافون أن يخرجوا من بيوتهم". وأشار الباحثون في جامعة تل أبيب إلى أن صعود الأحزاب اليمنية المتطرفة في أوروبا خاصة في اليونان، هنغاريا وبلغاريا ساهمة في تزايد الظاهرة في أوروبا.

وتخصص الصحف الإسرائيلية غدا، وهو اليوم الرسمي لإحياء ذكرى "الكارثة والبطولة"، صفحات عديدة لسرد قصص عائلات اليهود الناجين من الكارثة وقصص إنسانية أخرى، تعيد إلى الذاكرة الإنسانية الجامعية أهمية الحفاظ على الضمير الإنساني الحي، وخطورة فقدان الشفقة بين البشر.

ونقلت وسائل الإعلام الخبر أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، صادق اليوم على رصد 400 مليون شيقل، ميزانية لعون الناجين من الهولوكوست في إسرائيل. وقد جاء هذا القرار في أعقاب شجب جماهري واسع للظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها الناجون في إسرائيل.

وفيما يتعلق بالمراسم الرسمية، عادة ما تتحدث شخصيات عربية في إسرائيل، سياسية وغير سياسية، في مراسم إحياء ذكرى المحرقة، مشددين على أهمية التعاطف مع الألم اليهودي، وفهم مصدر الخوف الذي ترسّخ في فكر الشعب اليهودي بعد الإبادة التي واجهوها في أوروبا، والتي قضت على 6 مليون يهودي. وثمة سياسيون مثل: عضو الكنسيت أحمد الطيبي، والذي كرس خطابه في العام الماضي ليندد بمظاهر إنكار المحرقة، قائلا إنه تفكير يدل على جهل وغباء، وهو عمل غير إنساني- يخاطبون المجتمع الإسرائيلي تفهما لكارثته، وليس فقط، بل كارثة الإنسانية.