مبـادرة السـلام العـربيـة تعـود إلى محـادثتات السـلام

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
اجتمع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس، في رام الله بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في إطار الجهود الأمريكية الرامية لإحياء عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي. وأنهى كيري لقاءه مع أبو مازن من دون تصريحات مشتركة، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية مطلعة على اللقاء بأن الرئيس الفلسطيني كرر شروطه لاستئناف المفاوضات وعلى رأسها تحرير الأسرى الفلسطينيين "القُدامى"، ومطالبة إسرائيل بطرح صيغة واضحة لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.

ونقلت وسائل إعلام عربية الخبر عن مسؤولين فلسطينيين أن الخارجية الأمريكية، وعلى رأسها جون كيري، اقترحت في لقاءات سابقة مع الجانب الفلسطيني "تعديل مبادرة السلام العربية"، لتشمل الاعتراف بدولة إسرائيل، ولتضمن التعاون الأمني بين إسرائيل والدول العربية، إلا أن الجانب الفلسطيني يرفض هذا الاقتراح. وورد في صحيفة "هآرتس"، نقلا عن مصادر فلسطينية كذلك، أن إسرائيل هي التي تمارس الضغوط لتعديل المبادرة العربية، لتشمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، ولتضمن علاقاتها الأمنية مع الدول العربية.

ويذكر أن القمة العربية الأخيرة، والتي عقدت في النصف الثاني من شهر مارس/آذار في الدوحة، أكدت مجددا على تمسكها بمبادرة السلام العربية منذ عام 2002، وجاء في نص قرارات القمة أن مجلس الجامعة على مستوى القمة يقرر "التأكيد مجددا على أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي وأن عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها".

ويبدو أن الإدارة الأمريكية تولي اهتماما لمبادرة السلام العربية، وتحاول أن تشرك دول عربية معنية في عملية السلام، ولا سيما الدول التي وضعت مبادرة السلام العربية مثل: المملكة العربية السعودية، في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وجاء في قرارات مجلس الجامعة أن المجلس قرر إيفاد وفد من وزراء الخارجية العرب في نهاية الشهر الجاري لإجراء مشاورات مع الإدارة الأمريكية حول مجريات عملية السلام المعطلة.

ومن المتوقع أن يجري كيري، والذي يشارك اليوم في مراسم إحياء ذكرى "الهولوكوست" في إسرائيل، لقاءات في القدس مع مسؤولين فلسطينيين، وبعدها مع رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيريس. وسيلتقي كريي صباح غد الثلاثاء، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ووفق مصادر إسرائيلية سيوضح رئيس الحكومة الإسرائيلي لوزير الخارجية الأمريكي رفضه للشرط الفلسطيني رسم الحدود النهائية لدولة فلسطين قبل بدء المفاوضات. وأضاف هؤلاء أن إسرائيل لن تقدم "ورقتها الأهم"، أي الحدود النهائية لدولة فلسطين، قبل بدء المفاوضات، قائلين إن "الطلب الفلسطيني غير معقول".

وقال مسؤولون في القدس إن الصيغة التي ينتهجها نتنياهو تمشي حسب مبدأ "العطاء ومن ثم الأخذ"، أي أنه يجب على الجانب الفلسطيني العودة إلى طاولة المفاوضات والاعتراف بدولة إسرائيل دولة الشعب اليهودي قبل أن يطالب إسرائيل بأي خطوة.

وكتبت صحيفة "معريف" الإسرائيلية أن وزيرة العدل في حكومة نتنياهو، تسيبي ليفني، والمسؤولة عن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، لا تتمسك بشرط الحكومة الإسرائيلية الأخير، الاعتراف بدولة إسرائيل دولة يهودية من قبل الجانب الفلسطيني، قبل بدء مفاوضات عملية السلام.

وحسب الصحيفة، فإن ليفني تعبّر عن موقف شخصي، ولم تحصل على موافقة نتنياهو في هذا الشأن. وجاء في الخبر عن مسؤولين مقربين من نتنياهو أنهم يعترفون بأن الطلب الإسرائيلي قد يعرقل استئناف المفاوضات، لكنهم أكدوا على أن إسرائيل لن تستجيب لمطالب السلطة تحرير الأسرى، وتجميد الاستيطان، ما دامت السلطة لا تعترف بيهودية إسرائيل.

ويعتزم كيري التنقل بين القدس ورام الله خلال الأسابيع المقبلة، ليدرس مواقف الجانبين قبل أن يقدم خطة جديدة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن كيري يحاول في الحاضر أن يدفع الجانبين إلى اتخاذ خطوات لبناء الثقة بينهما.

ويذكر أن كيري وصل إلى إسرائيل بعد زيارة لتركيا، وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت بأن كيري يُخطط أن يجعل تركيا لاعبا هاما في جهود المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة أن الجانب التركي مقرب من حركة حماس في قطاع غزة.

وفي نفس الوقت، تخشى الإدارة الأمريكية من زيارة رئيس الحكومة التركي، رجب طيب أردوغان، إلى غزة، في الشهر الحالي، علما أن حماس لا تقبل الشروط الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى رأس هذه الشروط الاعتراف بدولة إسرائيل ووقف الكفاح المسلح ضد إسرائيل.