رسالة إلى الرئيس ... غزة تناديكم

بقلم: هنادي صادق


ترددت كثيراً في الكتابة لكم لعلمي بحجم إرتباطاتك وعِظم مسؤولياتك الداخلية والخارجية ، ولكني وجدت نفسي مدفوعة للحديث لشخصكم بعدما ضاقت بي السبل وتكالب علي كل من حولي فأصبحت أتعرض للظلم من الصديق قبل العدو ومن الشقيق قبل الغريب ، والقصة يا سيادة الرئيس أنني في غزة منذ سبع سنوات عجاف خبا فيهن الأمل وقُتل الحلم وظهرت على جسدي أمراض الدنيا ، تعرضت كما تعرض الجميع لازدراء متعمد من كل الحكومات التي تعاقبت بعد هذه السنوات والتي وقف على رأسها جميعاً شخص واحد هللت له عندما دخل علينا بالشفافية والحكم الرشيد ، وصفقت له عندما أصبحت أستلم راتبي بإنتظام ، وهذا هو بيت القصيد فلقد أصبحنا للراتب عبيد وأصبحنا نتلقى الصفعات تلو الصفعات فلا علاوات تنفذ ولا ترقيات تطبق والإهمال هو سيد الموقف ولقد ارتضيت بالذل والمهانة وقلت هذه قسمتي ونصيبي وحمدت الله على الراتب وأنا أتطلع إلى الآلاف من الخريجين وهم على قارعة الطريق جالسين ، فغزة وأسمح لي يا سيدي أن أخبرك فلربما لم يخبرك مستشاروك أنها تئن تحت بطالة متفشية وظلم مستشري وكل يحابي ناديه ولم يبق لي إلا أن أدعو ربي أن يرسل الزبانية لعلهم يخلصوني من هذا العذاب وظلم الأحباب ولقد رأيت يا سيدي كيف الرجال الرجال يقهرون وعلى الراتب يبكون والنفس يحرقون فليس باليد حيلة فلقد انعدمت الوسيلة ، وما شاء تفتق ذهن الفنان فطلع علينا بخصومات الكهرباء وأتبعها بوقف رواتب التوكيلات وقيل لنا أنهم بالمئات فإكتشفنا أنهم بالآلاف ، خرج علينا أحد المسؤولين ممتعضاً من النقذ الموجه لحكومته وهو رئيس تنظيم خدش حياء الموظفين وأسمعهم ما يكرهون وما كفاه هذا فهو للخطأ مدافع وعن الحق معرض ساكت ، وبعد هذا يا سيدي الرئيس فأنا صابرة وأحتسب وأقول قدر الله وما شاء فعل ولكن يا سيدي الرئيس أولادي يبكون يطلبون ويطلبون وأنا عنهم معرض حزين لا أستطيع أن أنظر في أعينهم فهي تطالبني بالكثير وأنا ليس معي إلا القليل .
يا سيدي لقد سمعت قبل قليل خبراً أفرحني قليلاً وأبكاني كثيراً ، فلقد صرح مسؤول الهيئة القيادية بأن على أمثالي الذهاب واصطحاب الأوراق لتسليمها في مقر الهيئة الوطنية ليتسنى لهم بعد ذلك إرسالها للحكومة ، ولقد فرحت أن الهيئة القيادية تقدمت بخطوة ولكني عندما رأيت الجموع أدركت أنها عملية ستطول وأولادي يبكون فليس هناك ما يملئ البطون فهل يا سيدي تقبلون أن ينام أولادي وهم يبكون وأنا بالدنيا مغموم ، وهناك في وزارة المالية من هو مغروم لا أعرف بالعنصرية أم بالخصوم .
يا سيدي يقال أن هناك ألف موظف سيتقاض راتبه غداً وأنا وضعت يدي على قلبي خوفاً أن لا يكون أسمي بينهم فلقد حدثت البيانات وأرسلت المعلومات وأدخلت الواسطات وأخاف ألا أكون من المحظوظين فأنجدني يا سيدي أنجدني يا سيدي فليس هناك أمل بعد الله إلا أنت .
بسم الله الرحمن الرحيم " ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين "

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت