الذين فرحوا ،وتهللت أساريرهم طربا،ورقصا عندما حلموا باقتراب مصالحتنا الوطنية الفلسطينية التي غاب شمسها من جديد هم أنفسهم ،وبكل براءة يكررون، نفس الشعور عندما أعلن الجيش الكوري الشمالي تلقيه تعليمات من القيادة العليا للبلاد بتنفيذ هجمات نووية ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وكأنهم يستمعون إلى مونولوجست ساخر أو يشاهدون أحدى الراقصات على خشبة المسرح تتمايل أمامهم،فتهز جسمها هزة إباحية مثيرة ، أو يصفقون لمشهد من أفلام الأكشن لحاكي شان أو بروس لي..كم أني أشفق عليكم ،وألا أسخر منكم فأنى من الذين يعشون البساطة والبسطاء لكن ..ألا تعلمون أن هناك رابطة قوية بين الولايات المتحدة الأمريكية ،وبين شبه الجزيرة الكورية ،وأن كل الصراعات والحروب هي أساسا بأيدي أمريكية ،وكذلك أي تهدئة بين الكوريتين ،ولا تنزعجوا أن قلت لكم أن العلاقة الأمريكية الإيرانية لا تقل مكانة عن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ،تلك هي حقيقة وقاحة السياسة ،والساسة لو توغلنا وتأملنا قليلا لأدركنا أنها أي السياسة في حقيقتها كأفلام الكرتون الجميع يضرب بعضهم بعضا ولكن في نهاية الصراع الوهمي كظاهرة السراب وقت الظهيرة في الصحراء فما ونجد أولئك الكرتونيون إلا أنهم لا يقَتلون ،و لا يُقتلون هو زمن تبجح الصغار،وطيشهم وسفاهتهم، وليست تلك بطولات فكيف بهم وهم قد صاروا أصحاب قرار كما في كوريا الشمالية ؟!!ثم،بعد ضياع هيبة ووقار الكبار ،هل يمكن لنا أن ننهض من جديد ،وأن تنهض الشعوب المقموعة ،والتي تزحف على بطونها الخاوية فلم تعد الجيوش وحدها هي التي تزحف كما قال" نابليون" من قبل بل أن الشعوب التي تبحث عن الحرية الإنسانية المنقرضة كالديناصورات اليوم ، تجلد على ظهورها العارية عندما تجاهر بأدنى حقوقها، وتلك فظاعة ومآسي السياسة والحياة السياسية..!! فأن تدعم الصين صاحبة تجربة الثورة الديمقراطية الجديدة النظام الديكتاتوري المستبد في سوريا أليس هذا من الوقاحة السياسية لكن هذا ليس بجديد عليها وقد حرضت على الثورة الثقافية وأول ما أضرمت النار كانت في بؤساء الثورة علي أيدي الطاغية" ماو "هل ذاك الدعم الصيني لبشار الأسد ، وأعوانه هل هو حبا متيما أم هي المصلحة العليا للبلاد إذا كان الحب في أيامنا ينتحر عندما تنتهي المصالح إذاٌ فليس غريبا أن يقف حزب الله وروسيا وإيران ومن والآهم على قلب رجل واحد في الدفاع المستميت عن سوريا ..سوريا المستبدة وليست سوريا الثورية،وكيف لا، وهم تجمعهم مصلحة واحدة هي بسط النفوذ،والامتداد أوالتوسع، ورواج السلاح كتجارة مربحة ، وليس مبادئ تلك التي جمعتهم!! ففي السياسة ليست هناك أي قيم ولا أخلاق..المشكلة أن ما يحدث في سوريا من مجازر وفي بورما ، وفي الشيشان وما يحدث من مؤامرات على أرض الكنانة .. يتم ذلك على مرأى الجميع ،وفي وضح النهار،كما تُعرض الأفلام والأغاني الهابطة على بسطات حياتنا بدون أي رقابة أو قيد.. فإذا كانت الحالة المرضية السائدة اليوم في عالمنا العربي هي السكون المميت،وضياع الشهامة والكرامة، والذي هو سيد الموقف بكل تقاعس،أوخيانة أوجبن ..إلا انه ليست تلك هي النهاية الدراماتيكية لسلسلة طويلة من حرب ضروس حمل راياتها السوداء ، لواء الطغيان والقتل ،والتطهير العرقي ،ومصادرة الحقوق ،والحريات المسلوبة،والإغتصابات فأني بلغة السياسة المعاصرة مؤمن بأن الذين تجبروا و عذبوا شعوبهم ونشروا في الأرض الفساد والذين حشدوا السلاح لا من اجل تأمين حماية بلدانهم ،بل من أجل توجيهه لصدور أبناء شعوبهم ،سيسقطون يوما على قارعة طريق مزابل أوطانهم ،وستدوس رؤوسهم أقدام الشرفاء كم أني أنتظر تلك النهايات كما الأفلام الهندية ،والتي تثلج صدورنا دائما بانتصار الحق على الباطل وإن طالت مدة ظلمه وبطشه!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت