"لافاش كيري في الأسواق الفلسطينية"

بقلم: كمال الرواغ


إن ما يتجول به وزير الخارجية الأمريكي كيري في المنطقة من بضاعة زائفة، وليست حقيقة أو ما اصطلح على تسميتها بوادر حسن نية للعودة إلى طاولة المفاوضات، ما هي إلا خطط خبيثة أمريكية، كما تعودنا دائماً عليها لإجهاض الموقف الفلسطيني والالتفاف علية، لفك عزلة إسرائيل فـي العالم، بعدما فضحت ممارستها أمام العالم بحق الأسرى الفلسطينيين ومن خلال القتل الممنهج ومصادرة الأرض والأموال الفلسطينية .
فكيري يحاول تسويق الشروط الإسرائيلية، وهضم الموقف الفلسطيني المتمرس خلف الثوابت الفلسطينية من خلال عدم العودة إلى المفاوضات إلا بوقف الاستيطان و الاعتراف بحدود الدولة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وخاصة الذين مضى على محاكمتهم سنين طويلة والإفراج عن المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، فهذا الموقف يتمترس خلفه كل الفلسطينيين خلف قيادتهم، أما أن يأتي ببوادر حسن نية مثل الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية والسيطرة الأمنية الفلسطينية على مناطق "C " فهذه كلها استحقاقات للسلطة الفلسطينية وغير قابلة للتفاوض .
أن موقف القيادة الفلسطينية مشرف من خلال التمرس حول الموقف الفلسطيني الثابت من كل هذه القضايا والمطلوب هو موقف عربي موحد داعم للموقف الفلسطيني بل المطلوب موقف متقدم أكثر من خلال فضح ممارسات الاحتلال في المحافل الدولية ودعم مالي للسلطة الوطنية الفلسطينية لكي تقف ضد الغطرسة الصهيونية ومساومتها على استحقاقاتها .
كذلك المطلوب فلسطينياً هو الهجوم على السياسات والمواقف الصهيونية الإحتلاليه والاستيطانية ضد شعبنا وليس فقط تلقي الضربات الصهيونية وإبقائنا في مربع الدفاع دائماً فإذا قامت السلطة الفلسطينية بالتوجه إلى المنظمات والهيئات الدولية لمقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق أسرانا وأرضنا المعترف بها دوليا وأموالنا التي تحتجزها وتسرقها عنوة , فإن ذلك سوف يربك الاحتلال ويضعه في دائرة الدفاع عن النفس ليس فقط داخليا بل عالمياً أيضا .
وهذا يستدعي توحيد الصف والموقف الفلسطيني داخليا، ومن خلفه موقف عربي موحد ومن خلفه أيضا موقف جماهيري وشعبي، بانتفاضة شعبية تتوحد فيها الحناجر والأصوات نحو القضية الفلسطينية, وخلف القيادة الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكي تبدأ المحاكم الدولية عملها من جديد بعد أن غابت طويلاً عن العمل واستحدثت بدلا منها محاكم صورية بإرادة استعمارية تعمل لصالحهم، كما جرى بالأمس من محاكمات للرؤساء العرب في العراق ومصر، ومن يخرج عن إرادتهم الاستعمارية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت