أكتب هذا الجزء من كتاب " الطريق الطويلة القصيرة" كما جاء علي لسان مؤلفه موشي يعالون "بوجي" واترك للقراء وضع تحليلاتهم ورسم افكارهم.
جزء خاص ومهم يتعلق بالشهيد القائد الرمز (ياسر عرفات) يتعلق بشخصيته وعقليته وفكره وحبه اللامتناهي لفلسطين نهج تعلمنا منه فى حياته ويجب ان نسير علي دربه بعد استشهاده ، ان ما كتب شهادة للتاريخ من عدو لا صديق.
يقول يعلون فى المخادع والمخدوعين ::
ايهود باراك كرئيس حكومة ةةزير دفاع كان محاورا عسكريا وسياسيا علي حد سواء وبعد فترة من انتخابه جاء فى زيارة في قيادة المنطقة التي كنت اشرف عليها واجرينا نقاش جدي بكل ما يتعلق بعلاقتنا مع الفلسطينين وطرح باراك مصطلح " الانفصال " وعرضناه علي ضباط الجيش مفهوم انفصال جغرافي وسياسي واقتصادي وأمني وتقابل عرفات وباراك في رام الله وبعد انتهاء اللقاء مباشرة نقل عرفات اشارة الي مروان البرغوثي مفادها " صعد الموقف " وبالفعل بدات المنطقة بالاشتعال وفي يوم النكبة قام مقاتلو فتح باطلاق النار اتجاهنا وعن قصد وانتهي اليوم بعشرة قتلي فلسطينين وعدة اصابات اسرائيلية .
الدافع الذي وجه عرفات هو الذهاب الي الحرب للهروب من اتفاق سلام دائم لان عرفات رفض حل الدولتين الذي يبقي للفلسطينين 22% من الارض ويعطي لاسرائيل 78% ولم يكتف بالاقتناع بحدود العام 1967 وبنظرة استراتيجية فانه لم يعترف بدولة اسرائيل وحقها في القيام كدولة يهودية مستقلة , وفي 28 سبتمبر 2000 صعد شارون الي الحرم وحاول عرفات اشعال النار بعد لقاءه مع البرغوثي وفيه اعطي الاشارة للبرغوثي بالتحرك وعرف عرفات ان لحظته الكبيرة قد حانت وبدأ رجال البرغوثي باطلاق النار واستمر لمدة اسبوع سالت فيه دماء الابرياء من الشعب الاسرائيلي وجنود جيش الدفاع وبدأت اللقاءات واهمها لقاء قائد المنطقة الوسطي اسحق ايتان مع مسئول الامن الوقائي جبريل الرجوب ولكن عرفات حقيقة لا يرغب فى وقف اطلاق النار لذلك تقرر اللقاء بين عرفات وباراك فى باريس بغطاء وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت وجاء عرفات باتهامات غير دقيقة باتجاهنا ، وسأل باراك عرفات كيف يمكن بعد مؤتمر كامب ديفيد وبعد النية فى اخلاء غزة ومعظم يهودا والسامرة وتقسيم القدس جائت هذه الاعمال لتندلع ، لكن عرفات لم يرد فقد اراد ازاحة الحوار عن محتواه الحقيقي واستمر طوال الوقت يتحدث عن قصص من طفولته لدي عمته التي تسكن بالقرب من حائط المبكي وبهذا حاول ان يضع العراقيل علي الطريق فى الحديث ليدعي بانه من غير الممكن قذف الحجارة من الحرم باتجاه الشرطة فى القدس والذين اصيبوا فى احداث الحرم وانتهي الحوار دون جديد من عرفات .
لقاء جديد أقيم فى منزل السفير الامريكي فى باريس حيث باراك وعرفات واولبرايت فى جلسة مغلقة وكان الصراخ يخرج من الغرفة وعرفات يصرخ ويهلل وفجأة فتحت الغرفة وعرفات يخرج منها ومن خلفه وزيرة الخارجية اولبرايت تصرخ : اوقفوه اوقفوه ودخل عرفات الي سيارة المرسيدس الخاصة به باتجاه البوابة لكن اولبرايت تصرخ لرجال المارينز اغلقوا الباب وتجري فى الساحة حتي السيارة التي توقفت امام البوابة المغلقة وتفتح باب السيارة وامسكت عرفات من ذراعه وتخرجه وتعيده الي منزل السفير الامريكي وحتي الفلسطينين انهمروا بالضحك.
في نهاية الامر وبعد يوم طويل جدا تم الاتفاق بورقة وقف اطلاق النار وكل زعيم كان عليه العودة الي شعبه ويوقف اطلاق النار فورا وفي حفل التوقيع في قصر الاليزيه تطرف الرئيس الفرنسي شيراك كان واضح جدا نحونا بتشجيعه عرفات وهذا ظهر جدا فى دخوله وبالطريقة التي استقبل بها عرفات بالعناق وشعرنا بأن شيراك يؤيد عرفات ونحن فى نظره الجهة المعتدية والفلسطينيون هم الضحايا وبدأت اللقاءات حيث بدأ شيراك بلقاء عرفات وكان واضحا انه تزود من عرفات بقصص وتفاصيل كاذبة وكانت احدي الادعاءات التي تهافتت علينا بها ان معظم الاصابات الفلسطينية في الاسبوع الاول اصيبوا في رؤوسهم والذي فسر علي انه اطلاق نار اسرائيلي بهدف القتل وحاولنا ان نشرح له ان غالبية القتلي الفلسطينين من مقاتلي فتح والذين يظهرون رؤوسهم فقط عندما يطلقون النار باتجاهنا لذلك يصابون فى رؤوسهم .
في نهاية الحدث في قصر الاليزيه رجعنا الي منزل السفير الامريكي للتوقيع علي الاتفاق ولكن فجأة عرفات اختفي وباراك واولبرايت تنتظر ولكن عرفات غير موجود ينتظرون وينتظرون وفي النهاية فهموا انه لن يصل ولم يوقع ولم يكن وقف اطلاق نار هذا كان فى نهاية اكتوبر 2000 وبالنسبة لي فهمت بأن عرفات لعملية بالقوة للوصول الي اتفاق من خلال العنف واقتنعت نهائيا ان عرفات اختار الحرب للتهرب من الحل دولتين لشعبين في حدود ارض اسرائيل .
إلي هنا ينتهي الجزء الرابع من حرب الثقافات والمخادع والمخدوعين وهنا ينتهي كلام الجنرال الصهيوني يعالون والذي أصبح الآن وزير دفاع فى الحكومة الجديدة وحديثه عن الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات اعتراف من العدو قبل الصديق ان عرفات كان منحاز لقضايا شعبه ولم يهادن ويساوم علي حقوق شعبه لا بالكلمات ولا بالشعارات ولكنها بحرب المفاوضات التي قادها عرفات بعنفوانه النضالي المقاوم .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت