غزة – وكالة قدس نت للأنباء
في مشهد يُحاكي الواقع الأليم الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جسدت مدرسة زهرة المدائن "أ" للبنات في مدينة غزة معرضاً للصور بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني التي توافق السابع عشر من الشهر الجاري.
وافتُتح المعرض الذي حضره وزير الأسرى والمحررين بحكومة غزة عطا الله أبو السبح، ومدير مديرية غرب غزة محمود مطر، وعدد من الأسرى وأهالي الطالبات تحت شعار "لأجلكم أسرانا".
ويتعرض المئات من الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لشتى أنواع التعذيب والقهر، التي حطموها على صخرة صمودهم الأسطوري من خلال إضرابهم الفتوح عن الطعام رفضاً لسياسة العزل الانفرادي والسجن الإداري الممارس بحقهم.
وأكد الوزير عطا الله أبو السبح أن مثل هذه الحملات والمعارض تُعد بمثابة رافد أساسي وهام من روافد الحضارة الإسلامية والدينية الواسعة والشاملة المؤازرة للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
صمت عربي..
وقال : "إن تمادي الاحتلال بجرائمه ضد الأسرى يأتي نتيجة الصمت العربي والدولي تجاه هذه قضيتهم الإنسانية" ، مشدداً على أن طريق المقاومة هي الطريق الأسرع لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
وأضاف "الصمت الدولي والعربي تجاه قضية الأسرى نابع من تبعية العالم للسياسة الأمريكية المنبثقة من سياسة الاحتلال، في ظل أنه لا يملك الوسائل الإعلامية الكافية لتدويل قضية الأسرى".
ونوه إلى أن الشعوب العربية منشغلة عن قضية الأسرى في ظل "الربيع العربي" الذي تحول إلى خريف نتيجة الخلافات الداخلية لتلك الدول، مضيفا "في حين أن الأسرى العرب والفلسطينيين يتعرضون لأبشع أساليب التعذيب في سجون الاحتلال".
واتهم أبو السبح السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع الاحتلال في تضليل قضية الأسرى من خلال استمرار المفاوضات واستمرار التنسيق الأمني، داعياً إلى ضرورة إطلاق يد المقاومة بالضفة المحتلة بهدف العمل على أسر جنود وتحقيق عمليات تبادل مماثلة لصفقة وفاء الأحرار.
وشدد على أن عملية الأسر من شأنها سلب حرية الأسير وتقيدها، في ظل تعرضهم لشتى أنواع التعذيب، موضحاً أنه ومنذ عام 1984 اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني يقبع منهم حتى الآن داخل المعتقلات خمسة ألاف أسير.
واستنكر وزير الأسرى أبو السبح التمييز العنصري الدولي في التعامل مع قضية الأسرى، قاصداً بذلك رفض الأمين العام للام المتحدة "بان كي مون" للاستماع لذوي الأسرى الفلسطينيين، في حين استمع لذوي الجندي جلعاد شاليط خلال وجوده في يد المقاومة.
وتوجه بالتحية لمديرة المدرسة وكل من ساهم في إنجاح المعرض، مجرماً كل من يفرط بذرة شبراً من أرض فلسطين، ومستغرباً عدم اهتمام الدول العربية بقضية الأسري والمقدسات الفلسطينية دون تحريك ساكناً.
صناعة الجيل..
وتُهدف مدرسة زهرة المدائن من خلال تلك الفعاليات ومثيلاتها إلى توفير بيئة تعليمية نشطة قادرة على مواجهة التحديات، ومسايرة التقدم العلمي، من خلال تعليم عالي الجودة على يد إدارة رائدة لبناء جيل مثقف، على حد قول مديرتها.
بدورها، أكدت مديرة المدرسة سامية سكيك على أهمية هذه الفعاليات الوطنية في توعية الأجيال الفلسطينية بقضاياهم السياسية وعلى رأسها قضية الأسرى، مشيرة إلى أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية والتربوية في خلق أجيال واعية وواعدة.
ولفتت سكيك حول زوايا المعرض إلى أنه يحتوي على أقسام تعليمية وترفيهية وعلمية، إضافة إلى قسم خاص يجسد معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وقالت: "حُق علينا أن ننصر أسرانا بكل ما نملك من إمكانيات، فنحن لا نملك سوى العلم والقلم، ونجاهد بعلمنا من أجل أسرانا الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجلنا ومن أجل قضيتنا الفلسطينية العادلة".
وبما يتعلق بإنجازات المدرسة، أوضحت سكيك أن المدرسة شاركت بالعديد من المؤتمرات وعقدت العديد من الندوات، مبينةً أنها شاركت كذلك في مسابقات عقدتها مديرية التعليم غرب غزة، إلى جانب إقامة الأيام الدراسية.
قضية محورية..
بدوره،أكد النائب الفني لمدير التربية والتعليم غرب غزة مجدي بدح أن قضية الأسرى تُعد بمثابة القضية المحورية التي يجب العمل على إبرازها للإعلام بهدف فضح جرائم الاحتلال.
ومع إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، اعتبر بدح قضية الأسرى الفلسطينيين من أكبر القضايا الإنسانية في العصر الحديث، خاصة أن أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني قد دخل السجون على مدار سنين الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والحركة الصهيونية.
وقال: "قضية الاعتقال كانت وما زالت مرتبطة بعملية النضال المتواصل للخلاص من الاحتلال، والتطلُع للحرية وتحرير الأرض من مغتصبيها، لهذا السبب، أصابت عملية الاعتقال المجتمع الفلسطيني بكل تكويناته".
وعد بدح قضية الأسرى بمثابة قضية شعب ومُجتمع ترتبط بشكل عضوي بالتطلع إلى الحياة الإنسانية والمستقبل المنشود دون معاناة وقيود، مضيفاً "نريد أن تعود فلسطين من بحرها إلى نهرها فهي قضية عسكرية لا يحسمها غير الجهاد لا المفاوضات".
شهادة حية..
وفي كلمة لرابطة الأسرى والمحررين خلال المعرض، تطرق الأسير المحرر محمد الديراوي إلى معاناة الأسرى في سجون الاحتلال في ظل الإهمال الطبي الذي يخلف حتى اللحظة 1400 أسير مريض يواجه الموت البطيء.
وأشار الديراوي إلى وجود ما يزيد عن عشرات الأسرى داخل سجون الاحتلال ما زالوا يضربون عن الطعام لليوم المائتين للمطالبة بحقوقهم المسلوبة.
وفي رسالته للمعلمات والطالبات، قال المحرر: "أنتم الأقدر على صناعة المعادلة الجديدة التي بها سيتحرر الأسرى وكل فلسطين"، ولطالبات "بدراستكُن تستطعن حصد مراتب التفوق لكي ترفعنّ هامات مجاهدي السجون".
وارتقى نحو 204 من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال نتيجة سياسة الإهمال الطبي والقتل العمد تحت التحقيق كان آخرهم الأسيرين عرفات أبو جراد، وميسرة أبو حمدية، في حين يمر العشرات من الأسرى بنفس المراحل التي مر بها الأسرى الشهداء قبل خروج الروح إلى بارئها.