زيارة كيرى والدجل الامريكى

بقلم: عزام الحملاوى


كشف تصريح جون كيري وزير الخارجية الأمريكية في زيارته الأخيرة لفلسطين لتحريك عملية السلام عن خطته بالعودة إلي السلام الاقتصادي, ومبادرات حسن النية, لإدارة الصراع الفلسطيني الاسرائيلى وليس لإنهائه, وتلبية طموح الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال, وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس0لذلك لم تكن هذه الزيارة المشبوهة من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني, بل جاءت لفك عزلة إسرائيل في العالم, وإنهاء الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني, مع إعطاء الوعود بإنعاش الاقتصاد الفلسطيني, واستئناف مفاوضات التسوية عبر اتجاهين سياسي متجاوزا الحقوق الفلسطينية, واقتصاديا لتنفيذ خطة نتنياهو الاقتصادية, لذلك رفض أبو مازن محاولة كيري استئناف المفاوضات لان إسرائيل لم تقوم باى خطوات عملية وملموسة مثل عرض خارطة التسوية, وإطلاق سراح الأسرى, وإيقاف الاستيطان,إضافة إلى أن كيري لم يذكر هذه الأمور في تصريحاته0لهذا اعتبرت تصريحات كيري بدعم التنمية الاقتصادية بالضفة الفلسطينية هروبا من استحقاق إنهاء الاحتلال,وإقامة ألدوله المستقلة,واعتبرت تكريسا للسلام الاقتصادي مثلما أراد نتنياهو,حيث أعلن نتنياهو في حضور كيري عن مساعدته في عملية السلام بتخفيف القيود على الاقتصاد الفلسطيني, ورفع بعض الحواجز الإسرائيلية0إن حديث كيري اثبت عدم جدية أمريكا في التعامل مع القضية الفلسطينية, بل أكد دعمه للحل الاقتصادي بدلا من الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال بكافة أشكاله, والعمل مع الأمم المتحدة, والرباعية, وروسيا لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين وعملية السلام 0لذلك عبر كيري عن السلام من وجهة نظره فقال: بأن السلام ممكن ، لو حصلت إسرائيل على ما تريد من احتياجات أمنية، وأن يتمكن الفلسطينيون من الحصول على دولة لهم، عندها يكون السلام ممكنا، هذا هو الموقف الامريكى الذي يعتمد على الأمن مقابل الغذاء, وهذا مااكده إفراج إسرائيل عن الأموال الفلسطينية, وزيادة المساعدات المالية القطرية, وتقديم الإدارة الأمريكية نصف مليار دولار اعتقادا منها بان هذه الأموال يمكن أن تكون وسيلة ضغط لإرجاع الفلسطينيين إلى المفاوضات0 لهذا لم تلق زيارة كيري اهتماما من الفلسطينيين لأنها جاءت لتصفية القضية الفلسطينية من خلال إحياء المفاوضات الميتة ولم تطرح حلولا لها, ولطمئئة إسرائيل بمكانتها بعد إعادة ترتيب المنطقة0 ورغم كل هذا الصلف الكيرى فإن الجريمة لاتكمن بما صرح به ، ولكنها تكمن بما أعلن في الموقف الرسمي العربي من نبيل العربي الذي يتجه لكسر الموقف الفلسطيني الذي أعلنته القيادة السياسية بعدم العودة للمفاوضات ألا بوقف الاستيطان,ووقف وتهويد القدس, وإقامة الدولة المستقلة, والإفراج عن الأسرى, إن الموقف العربي بفضل قطر, كان خدمة للموقف الأمريكي الذي خطط لكسر الموقف الفلسطيني تحت تغطية عربية من اجل العودة للمفاوضات دون شروط مسبقة, لقد تناسى العربي ولجنته إن السلام للشعب الفلسطيني يعنى إيقاف الاستيطان, وحسم كافة الأماكن المقدسة, وعودة الأراضي المحتلة, وإقامة الدولة المستقلة, وعودة اللاجئين0لقد اتضح جليا موقف الإدارة الأمريكية من العملية السلمية والقضية الفلسطينية, لذلك يجب عدم إضاعة الوقت وعلينا التوجه للانضمام إلى اتفاقية جنيف, ومحكمة الجنايات الدولية, وباقي المنظمات والهيئات الأممية والدولية لمواجهة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها في مختلف هذه الهيئات, وكذلك العمل على حشد التأييد الدولي ضدها من أجل عزلها ومحاكمتها على الجرائم التي تقترفها0إن موقف القيادة الفلسطينية الصلب والمشرف الذي ابلغ لكيري يتطلب منا فلسطينيا التصدي للسياسات الصهيونية المجرمة ضد شعبنا من خلال المنظمات والهيئات والمحاكم الدولية, ومقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق أبناء شعبنا, وأسرانا, وأرضنا, وأموالنا, وهذا يستدعي توحيد الصف والموقف الفلسطيني داخليا,وإنهاء الانقسام, وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية, ويجب على هذه القوى تحديد إستراتيجية وطنية تعيد الاعتبار إلى القضية الفلسطينية من خلال شراكة وطنية وإسلامية حقيقية, لنستطيع مواجهة محاولات طمس ثوابت الشعب الفلسطيني المكفولة بكل القرارات الدولية, ويجب تصعيد المقاومة الشعبية لمواجهة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية0 أما عربيا مطلوب موقف عربي وشعبي موحد داعم للموقف الفلسطيني, والقيادة الفلسطينية مع توحيد الخطاب العربي ضد الجرائم الصهيونية, وفضح ممارسات الاحتلال في المحافل الدولية, ودعم السلطة ماليا لكي تواجه الغطرسة الصهيونية ومساومتها على استحقاقاتها0 ودوليا استنهاض المجتمع الدولي للوقوف بجانب حقوق الشعب الفلسطيني, وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية عبر الضغط على الاحتلال الإسرائيلي, مع حشد الشعوب المؤيدة للقضية الفلسطينية لخلق رأى عام شعبي ضد إسرائيل وممارساتها العدوانية, وكشف سياسة إسرائيل للدول التي لازالت مترددة في التعاطف مع القضية الفلسطينية0

.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت