ضجة اوروبية حول اقامة "حماس" معسكر تدريب بموقع اثري

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، تقريرا من مراسلتها شيرا فرينكل تقول فيه انه طلب من الاتحاد الاوروبي التدخل لمنع تدمير آثار رومانية قديمة في غزة من المقترح ادراجها على قائمة التراث العالمي. وتضيف فرينكل ان حركة "حماس" تقوم بـ"تسوية الموقع التاريخي بالارض" لاقامة معسكر لتدريب عناصر جناحها العسكري. وهنا نص التقرير كما نشره موقع صحيفة " القدس " المحلية:

"بدأ متشددون فلسطينيون في غزة في ازالة جزء من مجمع آثار قديمة، من ضمنها بقايا هيكل روماني، بالجرافات لبناء ما وصفته احدى وكالات الامم المتحدة بانه "ميدان تدريب عسكري".

وسيطر الجناح العسكري لحركة "حماس"، "كتائب عز الدين القسام"، على مرفأ انثيدون الذي يعود عهده الى ثلاثة آلاف سنة الشهر الماضي. وتسيطر "حماس" على قطاع غزة في تحد للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ورشحت السلطة الفلسطينية في السنة الماضية تلك الآثار لادراجها على لائحة الـ"يونيسكو" للتراث العالمي.

وقال مسؤول فلسطيني مقره في الضفة الغربية: "انها صدمة مدمرة ان نسمع بأن هذا الموقع معرض للتهديد بعد كل الجهود التي بذلناها كي تعترف بها "يونيسكو". هذا يجعلنا، كفلسطينيين، نبدو غير قادرين على صون مواقعنا (الاثرية)".

وتتضمن الآثار التي اكتشفت في 1977 ولكن لم يتم التنقيب عنها بصورة تامة، بسبب عدم الاستقررا السياسي، اشكال فسيفساء رائعة واعمدة قديمة.

وقال محمد خلة وكيل وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة لموقع "المونيتور" الاخباري ان وزارته وافقت على استخدام المنطقة لتدريب عناصر "عز الدين القسام".

واوضح خلة: "لا نستطيع ان نقف عقبة في طريق المقاومة الفلسطينية. نحن كلنا جزء من مشروع المقاومة، ومع ذلك نعد بان الموقع سيستخدم من دون الحاق ضرر به". واضاف انه لو كانت الآثار مهمة للمجتمع الدولي، لكانت "يونيسكو" قد بدأت عملية تنقيب هناك.

واكد احمد البرش، الناطق باسم وزارة السياحة في غزة ان "كتائب القسام" حصلت على موافقة رسمية للتدرب هناك. وقال: "لقد طلب فصيل فلسطيني استخدام جزء صغير من الموقع لان عندهم معسكر تدريب بجواره وارادوا توسيع موقع التدريب. فعلوا ذلك بالتنسيق مع وزارتنا ووافقنا بشرط الا يستخدموا اسلحة او يحفروا ويخربوا الموقع".

وشدد على انه بينما لا يشكل معسكر التدريب "خطرا على الموقع التاريخي"، فقد تعرضت الآثار لاضرار خلال الهجومين الاسرائيليين الاخيرين على غزة.

وقال مسؤول آخر في غزة طلب عدم ذكر اسمه ان الارض سيطرت عليها في البداية "كتائب القسام" في 2002 واقامت معسكرا صغيرا للتدريب على حافة الموقع الاثري.

واوضح: "الآن سيطروا على جزء اكبر بكثير هناك، اقدره بـ30 في المائة من المنطقة التي نعرف انها اثرية كمعسكر تدريب. واضاف انه متأكد من انه "يجري تدمير موقع اثري وتاريخي مهم".

وبعثت "يو ان ووتش"، وهي مجموعة رصد مقرها في جنيف، برسالة هذا الاسبوع الى ايرينا بوكوفا المديرة العامة لـ"يونيسكو" تدعو فيها الى عمل فوري لوقف تدمير المرفأ لاستخدامه للتدرب" العسكري.

وارسلت نسخة الى المسؤولة العليا عن السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي البارونة (كاثرين) آشتون تدعو الاتحاد الاوروبي للتدخل.

وجاء في الرسالة: "ان قبول يونيسكو لفلسطين دولةً عضواً فيها في 2011، والذي تسبب في فقدان المنظمة ربع موازنتها تقريباً عندما جمدت الولايات المتحدة مساهماتها، كان مبرراً كاجراء للمساعدة في حماية مواقع تراث عالمي في المناطق الفلسطينية. ومع ذلك فانه بينما تحول "حماس" موقع تراث ثقافي الى ميدان تدريب ارهابي – وهو نقيض الثقافة – فان صمت "يونيسكو" الآن يعرض مصداقية المنظمة للخطر". وامتنع ناطق باسم "يونيسكو" عن التعليق".