محمد التاج الاسطورة في الصمود والعطاء

بقلم: عباس الجمعة


محمد التاج الاسطورة في الصمود والعطاء تنفس عبق الحرية ، حيث سطر بدوره ونضاله ملحمة نضالية فتحت آفاق واسعة امام آلاف الاسرى الفلسطينيين والعرب، وكان محمد لحظة الافراج عنه متماسك وقوي ومعنوياته عالية جدا.
امام هذه الفرحة التي تعمر والدة محمد التاج واسرته وجبهة التحرير الفلسطينية ورفاقه والحركة الاسيرة ، نؤكد ان معركة الاسرى الاسطورية المفتوحة التي يواصلها ابطال الحرية وفي مقدمتهم احمد سعدات ومروان البرغوثي وسامر العيساوي وبسام الخندقجي وعباس السيد ورفاق الاسير المحرر محمد التاج اسرى الجبهة معتز الهيموني ووائل وشادي ابو شخيدم ووائل سمارة ورفاقهم حتى لحظة كتابة هذا المقال،تؤكد بان ليس فقط ملف الاسرى الفلسطينيين والعرب، وانما ملف فلسطين المعتقلة بكاملها على اوسع نطاق يجب ان يبقى الحاضر امام كافة الاحرار والشرفاء في العالم ، فكيف لا و فلسطين تتحرك وتنتفض وتحتج، وصاحب القضية افي اعلى درجات غليانه، والاحتلال وقواته المتربصه يتخوفون من انتفاضة ثالثة شاملة عارمة تشعل الارض كلها تحت اقدامهم
وامام صمود الاسرى الابطال والاسيرات الماجدات الذين يخوضون معركة الحرية ويبعثون برسائل موجهة للداخل والخارج على السواء، فعلى المستوى الداخلي، يعلن الاسرى الفلسطينيون ان المعركة التي يخوضونها انما هي صراع ارادات ومعركة كسر عظم، فاما الشهادة أوالنصر وهذا ما اكده المناضل المحرر الاسير محمد التاج ، بل ويجمع عليه الاسرى بمنتهى الاصرار نعم لاستمرار النضال، ولا الف لا للركوع، ويعتبرونها معركة يخوضونها ضد سجانيهم الذين أوغلوا في إجراءات القمع والتنكيل والاقصاء والالغاء، وهي في الوقت ذاته صراع ارادات وبقاء، في سياق مسيرة طويلة طولها بطول عمر الاحتلال، مسيرة نضال مدججة بالملاحم والحكايات البطولية، ويجمعون ايضا على إن سنوات الأسر الطويلة لم ولن تكسر إرادتهم ولن تفت من عزائمهم، فبعد كل هذه السنوات الطوال يظل الأسرى عنوانا للصمود والتحدي.
فهنيئا لجبهة التحرير الفلسطينية بالقائد محمد التاج الذي صنع بصموده ملحمة العزة والكرامة وهنيئا للحركة الفلسطينية الأسيرة بهؤلاء الابطال يصنعون المرحلة، وهنيئا للشعب الفلسطيني الذي انجبهم فهم يمثلونه خير تمثيل، فهكذا تتحقق الانتصارات التراكمية على الاحتلال، عبر الارادة والصبر والتضحيات، وهكذا يعلمنا الشعب الفلسطيني ان المعارك مع الاحتلال تحتاج الى ارادات فولاذية والى اجماع سياسي نضالي حقيقي، ويعلمنا ان الانتصارعلى العدو ممكن اذا ما اجتمعت الارادة والقيادة والوحدة الوطنية والخطة والاهداف، فالعدو لا يعرف عمليا سوى هذه اللغة لان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة .
من هنا نقول ان الأسرى يستحقون تحركا فلسطينيا على كل المستويات الرسمية والشعبية أكبر بكثير من هبة موسمية أو ردة فعل مؤقتة نتيجة إضراب ألاسرى عن الطعام أو استشهاد أسير، وذلك لفرض قضيتهم كقضية ملحة على امتداد العالم، لا سيما في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لدفعه للتحرك والضغط على الكيان الصهيوني وإجباره على إطلاق سراحهم، خصوصًا الذين يقبعون في غياهب المعتقلات الصهيونية منذ ما قبل اتفاق أوسلو.
لهذا نرى ان علينا استخلاص العبر بعد أكثر من عشرين عاما على بدء ما يسمى "عمليّة السلام" أبعد عن تحقيق أيٍ من الحقوق الفلسطينيّة، بما فيها إطلاق سراح الأسرى، وإنهاء الاحتلال، وحق تقرير المصير، وحق العودة والاستقلال الوطني. فالاستقلال الوطني لا يزال بعيدا بالرغم من الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينيّة المراقبة، وكل يوم يصبح بعيدا أكثر، إذا لم ندرك أننا بحاجة إلى مسار جديد قادر على تغيير موازين القوى، وفي ظل توسيع الاستيطان وتهويد القدس وأسرلتها وتقطيع الأوصال والجدار والحصار والانقسام وغياب المشروع الوطني الجامع والمؤسسة الواحدة والقيادة الموحدة.
وفي ظل انتصار محمد التاج عميد اسرى جبهة التحرير الفلسطينية يجب أن يكون هناك مساندة قوية للأسرى وحركة شعبية مستمرة ، وأن تكون خطوتنا القادمة توحيد جهود كافة القوى والفصائل حتى ننتصر من اجل حرية جميع الأسرى ، كما اليوم يحمل محمد التاج الشعلة لتحقق انتصارا أخر رغم فاشيتهم وظلمهم .
ختاما: نقول لقد آن الأوان لإطلاق سراح الأسرى، وعمل كل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف، خصوصا المعتقلين منذ ما قبل أوسلو، فليتم التعامل على هذا الأساس، وليس على أساس أن معركة الإفراج عن الأسرى مرتبطة بنجاح أو فشل عمليّة سلام ماتت منذ زمن بعيد، فيكفي إن الاسير المحرر محمد التاج له من اسمه نصيب فهو محمد التاج وهو وكافة الأسرى تاج على رأس كل فلسطيني وعربي وحر في العالم.
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت