سامر العيساوي ... يا سيدي أي نوع من الرجال أنت !!!!

بقلم: هنادي صادق


ما زالت فصول معاناة أسرانا تتواصل ، و مازالوا يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل ، ولعل الأسير البطل محمد التاج والذي أُفرج عنه لٌينقل إلى المستشفى يدق ناقوس الخطر ويقرعه قرعاً ، فها هو يُخبرنا من على سرير المرض أن الأسرى المرضى والموجودون في ما يُعرف بمدافن الرملة أعطوا أنفسهم أرقاماً تبدأ من 208 إلى 222 ، وكل ذلك يتزامن مع ما كشفت عنه صحيفة "برافدا" الروسية اليوم الجمعة ، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم بحقن الأسرى الفلسطينيين قبيل الإفراج عنهم وبعد انتهاء محكومياتهم ، بحقن تحتوي على فيروسات خطيرة تؤدي إلى الوفاة في مراحل متأخرة ، كل ذلك يحدث وربما يحدث أكثر من ذلك و لا نعرف والكل لا يحرك ساكناً لوقف هذا الإستهتار بالقيم الإنسانية والسماوية ، لقد أصبحنا نستقبل أسرانا محمولين على الأكتاف فهم يتعرضون للموت البطئ كل يوم في ظل غياب أي رقيب وحسيب .
لكن برغم الجراح والخذلان هناك الأمل ، كالبدرُ في ليلة ظلماء ، بارقة عز وكبرياء ، ترنو إلى العلياء وتعانق السماء ، هذا الأمل المتمثل في كبرياء سامر في رجولته في صبره الذي ليس له حدود ، فهو أثبت خطأ كل النظريات التي تربينا عليها ووضعوها في رؤوسنا وأثبت أن الكف يواجه ويناطح المخرز ، فسامر لا يملك إلا كبرياؤه وصبره وأمعاؤه وهو يقاتل بكل قوة دفاعاً عن كرامتنا وعزتنا .
يا سيدي قل لي بالله عليك أي نوع من الرجال أنت ، هل أنت نوع نادر منقرضُ ، فلقد صنعت المستحيل وكسرت المحال ، يا سيدي سلام عليك يوم ولدت ويوم قهرت المحتل عندما صمدت في وجه المغريات الملهيات ، سلام عليك وأنت تدافع عن عزة رجالنا ، عن كرامتنا ، سلام عليك وأنت تعيد تصويب البوصلة ، فلقد تفرق الجمع وولوا الدبر، وكلُ بما لديه فرحون .
يا سيدي قل لي بالله عليك أي الرجال أنت ، هل هذه جلادة موروثة أم مكتسبة وفي كلتا الحالتين يا سيدي أتمنى أن تنتقل عدواها لباقي رجالنا الموجودين خارج الأسر كي يكونوا على قدر المسؤولية .
يا سيدي أسأل الله أن يثبت قدميك ويثلج قلب والديك فلقد رأيت أمك تصرخ في وجه الجميع من عامة الشعب إلى أرفع مسؤول ولا تستثني منهم أحدا تقول لهم بلهفة الأم وإشتياقها لا أريد أن أستقبل ابني في كفن ، فمن العار على الجميع أن يموت سامر وأنتم تقولون سنعمل وسنفعل دون أن يحصل شيء إن روحه ستلاحقكم في نهاركم وليلكم ، في حلكم وترحالكم ، في نومكم ويقظتكم لأنه أمانة في أعناقكم جميعاً .
يا سيدي سلام عليك ... وأنا أنقل على لسانك هذه الرسالة إلى العدو الذي لا يرحم و إلى الأخ الذي لا يثأر وأنت تزأر .

إنّي ألوح بالقيود إليك يا أيها اللقيط السعيد
يا عدوي أنا في عذاب لن تمرّ به فتدرك ما أريد
أنا في عذاب واشتعالي في صعود ما بين امتداد وصمود
أنا صابرٌ على الجوع والجراح وصبري بلا حدود
قسما لن أعود إلا إلى القدس أو أذهب إلى دار الخلود
قسماً لن أعود .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت