حقيقة أكثر ما أخشاه في ظل ماراثون التنغيص ،والتنكيل بأقوات الموظفين من قبل الحكومة ،وعلى وجه الخصوص موظفي السلطة في غزة ،بسبب التوكيلات ،فما أخشاه في المرات القادمة هو انه من ليس لديه توكيل لدى البنوك ، ستقطع رواتبه أي عود على بدء مرة أخرى أي العودة إلى النقيض ،ومن لم يتمكن من مغادرة القطاع ،ويصل إلى الضفة الغربية في غضون أيام للالتحاق بصفوف السلطة الوطنية هناك أي أن يكون على رأس عمله ،وإلا سيرقم قيده ومن ومن...إلخ وأني أتساءل إلى متى سيتواصل مسلسل الإهانة ، وإهدار كرامة الموظفين والاستهانة بهم ،وتجاهلهم في قطاع غزة ، والى متى تنتاب موظفي السلطة في قطاع غزة حالات الفزع ،والضجر، والقلق والاضطرابات الشهرية المماثلة أعراضها للدورة الشهرية للجنس الآخر ، وذلك عند موعد تسليم الرواتب ، والى متى يصبح أولئك الموظفين الذين لا ذنب لهم في إقصائهم من ممارسة حق العمل فالتزموا بالبيوت رغما عنهم وبكل كراهة وإستياء شديد إثر الانقسام البغيض ، إلى متى يصبح هؤلاء حقول تجارب وكأنهم فئران ،وليسوا بشر لمن هم لايحملون في حناياهم ، سوى همومهم وأطماعهم وجبروتهم ،وإن كنت مقتنع تماما بما قاله رئيس نقابة العاملين في الوظيفة العمومية الأخ / بسام زكارنة، إن النقابة تدعم توجه الحكومة بوقف رواتب من غادروا قطاع غزة طوعا ويحصلون على دخل آخر، ولكن مع عدم المس بمن منعهم الانقلاب من الاستمرار في عملهم أو اضطرارهم لمغادرة قطاع غزة قسرا بسبب تهديد حياتهم.لكن المشكلة في عالمنا العربي أننا دائما نسلط الأضواء على قضايانا دون وضع أدنى الحلول لمعالجة تلك القضايا وبطريقة موضوعية يتم فيها التعامل مع مراعاة حقوق الإنسان ،وحفظ كرامته ،ومشكلتنا أننا نتخذ كثيرا قرارات هدامة فجائية في غفوة حيث إننا نضع البيض كله في سلة واحدة ،ولذلك كم دمرتنا نتائج طفرة تلك القرارات كالزلازل ،والبراكين وإن كان هناك مقاييس وأجهزة تمكن الإنسان بها في عصرنا بالتنبؤ بتلك الكوارث ،فأين هو الإنذار المبكر قبل إتخاذ تلك القرارات أي كان المفروض أن يتم إنذار مسبق من قبل حكومتنا في رام الله أنه كل من قام بعمل توكيل بخصوص الرواتب عليهم إلغاؤها ،في الفترة من إلى لفترة محددة ، وإلا سيتم قطع رواتب هؤلاء ، وسيتم التعامل معهم على أنهم مسافرون طوعا ورغبة ويتقاضون رواتب أخرى بالخارج، وعلى أن الرواتب لن تُسلم إلا بحضور هؤلاء بصفتهم وشخصهم ،وإذا كانت هناك حالات خاصة ،كظروف مرض أولمن هم بحاجة إلى سفر مفاجئ أوإجازة لزيارة الأهل بالخارج ،على أن تحدد أجازاتهم من قبل لجنة مختصة بتلك الشئون في قطاع غزة ،ومكلفة من قبل الحكومة في رام الله ، وأني أقول لأصحاب اتخاذ القرار السابق والخاص بقطع رواتب الموظفين الذين قاموا بعمل توكيلات أقول لكم :إذا كنتم تعتمدون على عنصر المفاجأة لتحقيق أهداف خاصة كتصفية الموظفين ، فنحن لسنا في حرب ،ولا في صراع يحتاج إلى وقفة تكتيكية!!،وهل يمكن اصطياد الأسماك يدويا وعلى عجالة دون مد الصنارة ،والانتظار على الشاطئ قليلا أوقد يطول الانتظار !! إذا كانت هناك تجهيزات وإعدادات في اصطياد الأسماك ..أي بلغة أخواني التربيون ما يسمى اليوم بالتحضير أو الإعداد المسبق ،هل يمكن لمعلم أن يحاسب طالبا ،على واجب منزلي لم يقره ذاك المعلم ،إذا التعامل مع البشر له ضوابطه وله حدوده ..أخواني أصحاب القرار ،كنت أتمنى أن يكون هناك حلا سحريا وجذريا سريعا لملف 2005 ،وأن يكون هناك حلا لعمل التامين الصحي، وإضافة المواليد ، أو إضافة الشهادات أو أي أعمال إدارية من خلال تلك اللجنة المختصة السابقة الذكر هذا أن ُشكلت ، والتي قد أشرت إليها على أن تكون هناك همزة وصل رئيسية بين موظفي السلطة في غزة ،وبين الحكومة في رام الله .. طالما أن هناك أناس شاغلهم الوحيد هو نسج شبائك الدسائس والوقيعة والتلاعب بأعصاب موظفي السلطة في غزة فيستكثرون عليهم الراحة المدمرة ،الراحة السلبية وهم لا يعلمون ،ولا يشعرون بصعوبة أن يجد الإنسان نفسه بأنه على هامش الحياة،و بلا عمل يشغله،وما أقسى لحظات رؤية الآخرين من الموظفين الذين يعملون في حكومة غزة وخصوصا العسكر ،وهم خارجون لممارسة أعمالهم ،وتحقيق الذات ،في ذات اللحظة أن نرى أنفسنا وكأننا عالة على المجتمع ،فنصنف كسلطة قديمة في نظر الكثيرين من أبناء شعبنا في غزة ،كم أمقت بل كم نمقت جميعا تلك السلبيات بكل أنواعها !! لو يعلم أولئك الحاسدون حالات الضغط النفسي، وحالات الكبت التي تعترينا ،ولو يعلم أولئك المتربصون بموظفي السلطة في غزة أن الكثيرون كم تمنوا رغم ظروف الحياة المريرة ورغم الصعوبات المترتبة على الغلاء الفاحش أن يتحصلوا على نصف رواتبهم ،ولكن على أن يكونوا على رأس عملهم ،وحقيقة أني لم أتعجب عندما قالها بالأمس أحد الأصدقاء الذي تربطني به علاقة شخصية المهم هو الهروب من الشعور بأنه ليس عالة في نظر الكثيرين !!
لكن ليس هناك مدعاة للعجب في أيامنا عندما تتخذ قرارات عشوائية وسريعة دون أي مقدمات على الأرض طالما أنه هناك من هم طلابٌ أصبحوا في أيامنا في لمح البصر وبغتة فصاروا مدراء لأساتذتهم ،أي قفزة نوعية ولكنها ليست في الهواء بل فوق أكتاف طوابير من لهم الحق في التدرج الوظيفي ..أكتاف أولئك العصماء !!
لكن أملي ،وطموحي ، هو أن تكون هناك خطوات إيجابية ،وجادة ُتتخذ من قبل الشرفاء من أبناء وطني ،وهم كثر بحيث يراعوا الجوانب الإنسانية وعدم ترويع الآمنين ،وإلا ستعج المحاكم وكل المعاملات في حياتنا بملفات ناقصة وغير مكتملة إثر هاجس وغول التوكيلات التي يمكن لها أن تختفي بلا رجعة ،و سواء أكانت توكيلات تجارية آو حتى في إتمام الزواج !!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت