الـــدعـــايـــة والإعـــــــلان ..وتـــجـــارة الــلـــحم الـــــرخـــيــــص

بقلم: محمود المبحوح


ساعات ولربما سويعات قليلة كانت كفيلة بأن تجسد كل ما كنت أسمعه، ففعلا الصورة تغني عن ألف حكاية،

أثارت هذه السويعات الاشمئزاز والسخط تجاه هؤلاء المرضي النفسيين ،ضعيفي الشخصية وعديمي الضمير والإحساس
لربما بتسائل القارئ من هؤلاء؟!!!

هؤلاء هم أبطال قصة واقعية وتجربة عملية خلال مرافقتي لفتاة تعمل في احدي شركات التسويق والإعلان في غزة،
قصة وتجربة سمعت عنها الكثير ولكن المشاهدة بالعين المجردة والمعايشة بالواقع أمر وإحساس وشعور مختلف تماما عما كان يقال ويسمع.
هؤلاء هم أناس باعوا ضمائرهم وقيمهم وأخلاقهم ،أناس استغلوا الفاقة والحاجة لبعض الفتيات التي يشترط فيها أن تتمتع ببعض المعايير مثل : الجمال واللباقة والمظهر الفاتن المغري ولربما الفاضح أحيانا للوصول إلي مكسب ربحي للشركة الإعلانية.
هؤلاء أناس عديمي الإحساس وصلت بهم دناءة أنفسهم وخبث تصرفاتهم وأفعالهم إلي استغلال الحاجة للمال في استثمار اللحم المكشوف في التجارة إلي حد أقل ما يوصف بأنه قذر ،لأجل الوصول إلي الربح المادي.
القذارة في الأمر تتمثل أولا في استغلال الجنس اللطيف من قبل القائمين علي الشركات الإعلانية في عملية التسويق والدعاية، وجلب العطاءات الإعلانية والتجارية من خلال إلزام الفتيات بلباس فاتن ومغري، والتحدث بأسلوب رخيص ،وتحمل المعاكسات التي تصل أحيانا إلي حد التحرش ،ولربما يزيد عن ذلك بهدف الوصول لجلب اكبر عدد الإعلانات والتصميمات الدعائية والإعلانية بأسعار لا يستطيع أن يقاومها الزبون، بل بأسلوب وأفعال تسويقية دنيئة .
وتتمثل ثانيا في أصحاب الشركات والمحلات التجارية والمصانع من حيث استغلال الموقف للوصول إلي أهداف أبعد من التسويق والإعلان، أقلها النظرات الجريئة والكلمات والمغازلات الغير مؤدبة ،وفي بعض الأحيان للأسف يصل الأمر إلي حد التحرش الجنسي بحق تلك الفتيات اللاتي لا حول لهن ولا قوة سوى القبول بتلك التصرفات والأفعال من أجل لقمة العيش، وأي لقمة عيش هذه التي تساوي العفة والطهارة والشرف؟؟!!!!
لذلك كان لا بد من كلمة إلي الاتجاهات الثلاث ،التي أولها الشركات الإعلانية والقائمين عليها ،وثانيها أصحاب الشركات والمصانع والمصالح التجارية ،وأخرها الأجهزة الأمنية ،أن كونوا عند مسئولياتكم وكونوا علي درجة من الوعي والأخلاق والقيم ، بما يتناسب مع ديننا وثقافتنا أولا، ومع عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة ثانيا ، وأن كونوا معول بناء لا معول هدم .
وأخيرا...ما من شك أن التعميم خاطئ في كل الأحوال ،ولكن هذه الظاهرة موجودة في الكثير من الشركات الإعلانية والدعائية ،وموجودة أيضا في الكثير من أصحاب المصالح والشركات فالتعميم خطأ قاااتل.


محمود المبحوح-غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت