وانتصر العيساوي

بقلم: صلاح أبو صلاح


الإرادة الفلسطينية الصلبة هي نوع من الإرادات الاستثنائية التي لن يستطيع كبار علماء النفس تحليلها ومعرفة بنيتها السيكلوجية ، نعم هذه الإرادة الفلسطينية المتمثلة ابتداءاً بالأسرى ومرورا بالشهداء والنساء والأطفال والنساء وليس انتهاءاً بالطفل الوليد الذي يولد على ارض هذا الوطن فلسطين .

هذا الفلسطيني الذي استطاع أن يعلن عن وجوده وعن حقه في العيش والوطن الكريم في ظل التكالب الدولي عليه منذ فجر التاريخ ، يستحق كل الإجلال والاحترام والتقدير على قدرته اللا محدودة في تحدي الصعاب وتحدي عنجهية الاحتلال المتعاقب عليه منذ مئات السنين .

الأسير سامر العيساوي بانتصاره وفرض إرادته على المحتل الاسرائيلي رسخ مجدداً هذا النموذج الفلسطيني الاستثنائي في الصمود أمام عنجهية السجان الإسرائيلي ولم يكن يملك في حربه هذه سوى أمعائه الخاوية وإرادته الصلبة التي فاقت كافة الأسلحة والجيوش العاتية، هذه الإرادة التي جعلت من الاحتلال الإسرائيلي بعنجهيته وجبروته أن يذعن صاغرا لإرادة العيساوي الذي فضل الموت على أن يكون سليب الحرية .

العيساوي الذي صمد ما يقارب العام مضرباً عن الطعام محطما كافة الأرقام الدولية والمحلية في الصمود دون طعام ، حيث كان قبله نموذج خضر عدنان ، ومحمود السرسك ،الشراونة ، حلاحلة ،عز الدين والريخاوي وغيرهم من الأسرى الأبطال الذين سطروا بإرادتهم الصلبة نماذج استثنائية في الصمود وقهر الجلاد ،والتي تستحق أن تدرس في الجامعات .

أوصل العيساوي رسالة قوية لكل العالم أن الشعب الفلسطيني المقهور والمظلوم يستطيع بإرادته الصلبة وبأبسط الأدوات أن ينتزع حقوقه دونما منة من احد .

العيساوي أرسلها مدوية للعالم الذي يسمي نفسه الحر والذي يدافع عن حريات الشعوب والديمقراطية الزائفة ،أن هناك شعب فلسطيني مسلوب الحقوق والأرض والحرية يجب ان ترفع عنه لكي ينعتق من نير الاحتلال.

لقد عرى العيساوي بإرادته الصلبة وأمعائه الخاوية هذا الكيان الورقي الخاوي أمام العالم حيث استطاع شخص بأمعائه الخاوية أن يفرض إرادته عليه ، وكشفت مرحلة الإضراب الطولية التي يجب أن تدخل موسوعة جينتس للأرقام القياسية عن زيف الاحتلال الذي يتغنى بالديمقراطية والحرية .
العيساوي فضح هذا الاحتلال وممارساته بحق الفلسطينيين ، وذلك من خلال صموده الأسطوري الطويل الذي من خلاله جذب أنظار العالم ووسائل الإعلام الدولية تجاه القضية الفلسطينية وما يتعرض له الفلسطيني من اعتقال وتعسف وقمع للحريات ومصادرة للأراضي من قبل احتلال يسوق نفسه على انه بلد ديمقراطي ويدعم الحريات .

يجب على العالم والمؤسسات الدولية المعنية التدخل من اجل الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا بسبب دفاعهم عن قضيتهم العادلة التي سلب الاحتلال منهم أرضهم وحريتهم ، على المؤسسات الدولية التحرك الجدي للإفراج عن كافة الأسرى الفلسطيني ولا ينتظروا أن يصبح كل الأسرى عيساوي جديد .

قوانا السياسية مطالبة في هذه المناسبة للتوحد وإنهاء هذا الانقسام البغيض للتوحد من اجل التصدي للقضايا الفلسطينية الهامة التي تعصف بالشعب الفلسطيني من تبعات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق الأرض والشعب .

بقلم : صلاح أبو صلاح
صحفي وكاتب فلسطيني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت