باريس - وكالة قدس نت للأنباء
تمكنت مجموعة الدول العربية الأعضاء فى منظمة "اليونسكو"، من انتزاع تعهد إسرائيلى ملزم باستقبال بعثة خبراء دوليين من عدة مرجعيات دولية لزيارة القدس المحتلة، ومعاينة الأوضاع فى الميدان، ورفع تقرير للمديرة العامة للمنظمة فور انتهاء الزيارة.
وقد أصدرت المجموعة العربية بيانا توضيحيا بهذا الشأن، قالت فيه إنها تمكنت أخيرا وبعد ثلاث سنوات من المناورة والمماطلة الإسرائيلية أن تفرض على إسرائيل قبول إرسال بعثة خبراء دوليين إلى القدس المحتلة لمعاينة الأوضاع وتقديم تقرير عن الحالة الميدانية للمدينة المقدسة.
وفيما يلي نص البيان:
"تود مجموعة الدول العربية لدى اليونسكو أن تُعلن أنها استطاعت أخيراَ، وبعد ثلاث سنوات من المناورة والمماطلة الإسرائيلية، أن تفرض على إسرائيل قبول إرسال بعثة خبراء دوليين إلى القدس المحتلة لمعاينة الأوضاع وتقديم تقرير عن الحالة الميدانية للمدينة العتيقة.
وكانت المماطلة الإسرائيلية قد بدأت منذ عام 2010 حين صدر قرار لجنة التراث العالمي التي انعقدت في برازيليا آنذاك بإرسال بعثة الخبراء، وقد واصلت المجموعة العربية، ومن خلال الأردن وفلسطين تحديداَ، بتمرير القرارات الخمسة المتعلقة بالأراضي العربية المحتلة من خلال التصويت عليها في دورات المجلس التنفيذي للسنوات الماضية، باستثناء الدورة الأخيرة في خريف 2012، حيث تم التصويت على تعليق القرارات بأمل الحصول على مزيد من المعلومات عن الحالة الميدانية، الأمر الذي لم يتحقق في المهلة بين الدورتين (الماضية رقم 190 خريف 2012م والحالية رقم 191 ربيع 2013)، ما اضطر الدول العربية الأعضاء في المجلس لدعم الطلب الأردني / الفلسطيني بمساءلة الجهة المعنية في المنظمة عن تبعات تعليق القرارات العربية الخمسة دون أي التزام إسرائيلي بالمقابل. وبعد مفاوضات حساسة للغاية بين الجانبين العربي والإسرائيلي الذي كان يطمع في الحصول على تنازلات كبيرة من الجانب العربي تتجاوز مجرد تأجيل تمرير القرارات العربية الخمسة، إلى رغبة اسرائيلية في أخذ تعهد فلسطيني بعدم تسجيل مزيد من المواقع الأثرية في لائحة التراث العالمي، الأمر الذي رفضه الجانب الفلسطيني قطعياَ، وألمح إلى أنه لن يسمح بلعبة كسب الوقت وسينزل بقراراته الخمسة قبل انتهاء أعمال دورة المجلس التنفيذي الراهنة.
وكانت فلسطين والأردن قد قدمتا إلى مدير عام المنظمة اشتراطات قرار البعثة من حيث وجوب تحديد وقتها وأعضاءها وأهدافها، وأن يكون تأجيل القرارات العربية الخمسة لدورة واحدة فقط، بحيث يُعاد عرضها في الدورة المقبلة للمجلس التنفيذي في أكتوبر المقبل، وبعد مناورات دبلوماسية حساسة ودقيقة خلال الخمسة أيام الأخيرة بالذات، استطاعت المجموعة العربية أن تجعل الخيار الوحيد أمام ممثل دولة اسرائيل هو التقدم أمام كافة أعضاء المجلس لتلاوة بيان باسم حكومته يؤكد فيه التزام إسرائيل باستقبال بعثة الخبراء الدولية المكونة من ممثل عن منظمات: "اليونسكو" و"الايكوموس" و"الايكروم"، بالإضافة إلى العضو الرابع وهو خبير الآثار الدولي السيد / منير بشناقي، وأن تبدأ الزيارة يوم 19 مايو المقبل، وتقدم تقريرها يوم الأول من شهر يونيو، بإذن الله، أي قبل انعقاد لجنة التراث العالمي في العاصمة الكمبودية في شهر يونيو المقبل.
وأكدت المجموعة العربية للمديرة العامة للمنظمة، حرصها على متابعة التزام إسرائيل بتنفيذ التعهد الذي قطعته على نفسها أمام المجلس التنفيذي، وإنه في حالة إخفاقها في ذلك فسوف يتم طرح مشروعات قرارات عربية على كل من لجنة التراث العالمي المقرر انعقادها خلال شهر يونيو بكمبوديا وعلى الدورة المقبلة للمجلس التنفيذي في أكتوبر المقبل وعلى المؤتمر العام للمنظمة في نوفمبر المقبل، بما يؤهل لهذه اللجان والمؤتمرات الدولية إصدار القرارات المناسبة لإدانة إسرائيل لعدوانها المستمر على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، ورفض أي أعمال غير قانونية تقوم بها، ودعوة الدول الأعضاء بلجنة التراث العالمي واليونسكو للعمل من أجل إجبار إسرائيل على الالتزام بكافة قرارات اليونسكو ذات الصلة".